|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
التراث الإنساني
((التراث الإنساني)) الإنسان المعاصر الذي يشهد في هذا الزمن رحلات الفضاء وتطور التكنولوجيا من ذكاء أصطناعي الى الأمن السيبراني وغيرها من التطورات مازال يقف مندهشآ امام ماخلفه قدماء اليونان والفراعنة والرومان والعرب من آثار حضارية وقيم أنسانية تعكس النضج الفكري والاخلاقي الذي بلغه الإنسان في فترة ما في تاريخه. فصدى الفكر اليوناني في الفلسفة والشعر يتردد حتى الان ويلاقى إهتمامآ بالغآ من قبل الباحثين والدارسين..وكذلك الشعر العربي الاسلامي او الجاهلي الذي يشكل تراثآ حضاريآ خالدآ يعكس أكثر من التاريخ ذاته قيم الحياة التي افرزته. أن خلود هذه القيم الإنسانية في ميادين الفكر المختلفة رغم مرور الآف السنين عليها يعود في تقديري الى سببين هما: 1/ الغنى الروحي والمادي لهذه القيم وقدرتها على التواصل عبر فترات زمنية متعاقبة وذلك لإرتباطها الوثيق بأدق خصائص النفس البشرية ومخاطبتها للعقل والوجدان معآ ولذلك تبقى هذه القيم عنصرآ مشتركآ بين الناس رغم إختلاف أجناسهم والوانهم واصولهم. 2/ تعلق الإنسان بماضيه الذي يشكل جزءآ من كيانه الفكري والحضاري ومحاولة إستلهام العناصر المشرقة فيه لإضاءة المستقبل وعلى هذا الأساس يبقى التراث الإنساني منبعآ زاخرآ يستمد منه الإنسان جواهر الفن والجمال والابداع. إن تلاقح الفكر المعاصر مع عناصر التراث الإيجابية هو أثراء للمستقبل وتدعيم له وأمان للإنسان فالحضارة هي لبنات شيدت على أمتداد تاريخ طويل وليست وليدة العصر الذي وصل فيه الإنسان الى مرحلة متطورة جدا..فحتى هذا المرحلة ليست الا جزء من البناء الحضاري وسيتم تجاوزها لتصبح عنصرآ من التراث. ان الذين يدعون المعاصرة ويحاولون التخلص من الماضي ويتبرأون من التراث بدعوى مواكبة التطور التكنولوجي ومسايرة روح العصر يجحدون مجهودات الإنسان الاولى ويتنكرون لتلك الروائع الإنسانية ولعظماء التاريخ أمثال (ارسطو) و (افلاطون) و (الفارابي) و (أبن الهيثم) و(أبن سينا). وكما انه ليس مطلوبآ أن ندفن رؤوسنا في الماضي فليس مطلوبآ كذلك أن يبهرنا الحاضر بكل مظاهره..فالحضارة جسر بناه الإنسان بالعرق وعصارة الفكر وليس عدلآ أن تهدمه معاول الرجعيين وغيرهم. المصدر: مدونة فهد الحربي |
|
|