الإخوان والشيطان توأمان

[فهد الحربي]

((الإخوان والشيطان توأمان))

ما رأيت في زمننا قوما يأكلون بالدين ويتاجرون به وبقضايا المسلمين مثل طائفتين:

أتباع ايران والإخوان
أما ملالي طهران فقد رفعوا شعار الثورة الإسلامية وأستعطفوا بها جهلة المسلمين ثم غزو لبنان بحجة الدفاع عن فلسطين ومقاومة اليهود وما زالوا يرفعون شعارات العداء لأمريكا ومقاومة إسرائيل حتى انخدع لهم كثير من الغوغاء والعامة وصدقوا أنهم حقآ من سيحرر الأقصى.
إلى أن كُشفت مخازيهم بعد الثورات الأخيرة وعرف الناس خبث خبيئتهم وهؤلاء الملالي أمرهم اليوم أصبح معروفآ ولايحتاج إلى بيان.
وأما الإخوان رفعوا شعارات الحاكمية ودغدغواعواطف المسلمين بالأناشيد الحماسية التي تذكر مصائب المسلمين وتحثهم على الجهاد حتى جمعوا أكبر قطيع ممكن من الأتباع..فلما وصلوا إلى الحكم كفروا بالحاكمية واتخذوا الدساتير الوضعية وتنكروا لمن صوت لهم وعاهدوه على تحكيم الشريعة ونقضوا عهدهم معه بعدما ظنوا أنهم وصلوا إلى الحكم وتمكنوا وتنكبوا لجراح المسلمين التي طالما عزفوا عليها وجمعوا شعبيتهم بسببها وأرسل زعيمهم (مرسي العياط) رسالة الحب إلى زعيم اليهود ووصفه بالصديق العظيم..وذهب إلى روسيا في ذروة الأزمة السورية وقال: إن موقفنا من القضية الفلسطينية لايختلف عن روسيا
واستضافوا الرئيس الايراني (احمدي نجاد) بالأحضان بعد حرمانه من دخول مصر أكثر من ثلاثين سمة وعقدوا معه الصفقات واتفقوا على إحياء المعابد الباطنية التي أقامتها الدولة العبيدية في مصر قبل أكثر من ألف سنة وعلى فتح أبواب مصر على مصراعيها لإستقبال ملايين السائحين الإيرانيين وأقسم بالله العلي العظيم أنه لو طال حكمهم في مصر لرأينا البوارج الإيرانية تعبث في البحر الأحمرلكن الله مكر بهم وأزال حكمهم بعد أن ظهرت خططهم وكُشفت مؤامرتهم واليوم بحمد الله أصبحنا نرى البوارج المصرية في الخليج العربي وفي بحر العرب
وليت الإخوان تابوا من المتاجرة بالدين وقضايا المسلمين بل رجعوا إليها بعد عزلهم من الحكم مباشرة فزعيمهم لما شعر بإقتراب زوال حكمه قام بتنظيم مؤتمر دعم سوريا وسحب السفير المصري من سوريا لكنه عندما تحدث في ذلك المؤتمر جعل تسعة أعشار حديثه الذي استمر ساعة كاملة في حث المصريين على عدم الخروج في مظاهرات 30 يوليو ولم يتكلم عن سوريا إلا في دقائق معدودة في آخر حديثه.
ولما نزع حكمهم ونظموا إعتصام رابعة صاحوا بصوت واحد:
عالقدس رايحين..شهداء بالملايين!!!
آلآن تذكرتم القدس يا خونة؟!
وهكذا تجد الإخواني يستغل الدين والعقيدة ومآسي المسلمين ويدعي الغيرة عليها إما لجمع الأتباع وخداعهم وإما لتصفية حساباته مع خصوم حزبه وفي غير هاتين الحالتين لن تجد منهم غيرة لاعلى دين ولاعلى عقيدة ولاعلى قضية
وسأضرب لكم مثلآ غير الأمثلة السابقة:
كان الكثير من الاخوان قبل بضع سنوات يسكنون في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فلما كشفت السلطات في الإمارات مخططاً للإخوان للعبث في امن الدولة وسجنت بعض المتورطين فيه وبدأت بالتنبه لخطر البقية والتضييق عليهم ومنع بعضهم من الدخول إليها جن جنون الإخوان وبدأوا في التصيد للإمارات والبحث في مثالبها وتضخيمها والنفخ فيها وبخاصة بعد مساعدة جمهورية مصر الشقيقة بعد سقوط حكم (مرسي العياط) فأصبحت حسنات الإمارات سيئات وقالوا فيها وبحكامها وشعبها مالم يقله الإمام مالك في الخمر وصرح بعضهم بتحريم السفر إليها وكأن هذه الادعاءات الباطلة والضالة والمضلة لم تظهر إلا وقتئذ
ولكنهم في المقابل يصمتون صمت القبور عن أكبر كنيسة في المنطقة أقامتها قطر وعن أكبر قاعدتين أمريكيتين في قطر وأضعاف أضعاف ذلك في دولة خليفتهم أردوغان التي فيها مايسود الوجه ويسوء كل مسلم غيور بل يصمتون عن تواطؤ تركيا عسكريآ واقتصادياً مع اسرائيل ومع أمريكا ويتناسون أن تركيا عضو في حلف الناتو وانها تقبل أقدام الأوربيين ليدخلوها في اتحادهم إلى آخر المخازي المعروفة وهي في هذه الأيام تقصف المسلمين السنة في شمال العراق وتحرقهم بنيران طائراتها والإخوان وأتباعهم صامتون

هؤلاء هم الإخوان..انتهازيون وانتقائيون بلغت بهم الحزبية حد الثمالة حتى أصبحوا لايرون الإسلام إلا في حزبهم ولا يرون الكفر إلا في مخالفي حزبهم.
في الجعبة أمثلة كثيرة جدآ وكلام كثير لكن هذه فقط لمحات عجلة كتبتها بعدما قرفت نفسي من شدة تلاعب هؤلاء القوم بالدين وانتقائيتهم وخداعهم للجهلة والغوغاء بإسم الغيرة على الدين والعقيدة والمسلمين.
نسأل الله أن يكفينا شرورهم وتلونهم ومتاجرتهم بالدين وأن يحمي البلاد والعباد منهم.

المصدر: مدونة فهد الحربي