بنات الأجاويد يصبرن

((بنات الأجاويد يصبرن)) عشرون عامآ تحت سقف واحد عشرون عامآ مع رجل لايربط بينها وبينه سوى خوفها منه وقلة حيلتها امامه. خمسة ابناء ثمرة هذا الزواج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-28-2024, 10:06 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي بنات الأجاويد يصبرن

((بنات الأجاويد يصبرن))


عشرون عامآ تحت سقف واحد
عشرون عامآ مع رجل لايربط بينها وبينه سوى خوفها منه وقلة حيلتها امامه.
خمسة ابناء ثمرة هذا الزواج الاجباري..الآن كبروا جميعهم اصبح لكل واحد من ابنائها حياته الخاصة المنفردة وبقيت هي وحيدة كما بدأت لتكمل مشوار حياتها مع هذا الرجل الطاغية
وضحكت في نفسها: أي طاغية.. لم يعد الآن بعد هذه السنوات الطويلة ذاك الطاغية ولا الرجل الجبار القاسي الحاد الطباع الذي كانت تخافه وتهابه وهي ايضآ لم تعد تلك المرأة المذعورة المكسورة الجناح.
عشرون عامآ خلالها يبس العود الطري وكبر الصغير وقوي الضعيف..نعم هذا ماحدث معها اما بالنسبة له هو فلقد انكسر العود اليابس وهرم الكبير وأنهار القوي فاضحى ضعيفآ
حينما تزوجته كان يكبرها بعشرين عامآ رجل قوي جبار الشخصية حاد الطباع..جارح الالفاظ..شرس الاخلاق..اما هي فقد كانت في (17) من عمرها هادئة.. مسالمه مما ساعده اكثر على السيطرة والتحكم بها حسب مشيئته.
الله.. الله..ما أغباه لم يخطر بباله ابدآ ان الأيام ستمر وهذه الصغيرة الطفلة المراهقة لابد وانها ستكبر ستصبح امرأة لها كيان يرفض ويقبل ويحاسبه على كل افعاله.
وأنسابت دمعة على خدها وهي تتذكر مشوارها الطويل معه كانت تجلس امام البحيرة والطبيعة بجمالها وسحرها تحتضنها بحنان ودفء تمنت لو أنها شعرت بهذا الحنان والطمأنينة في ايام صباها مع شريك عمرها..لكن هيهات..هيهات..
في بداية مشوارها معه كل ما كانت تتمناه لو أنه توقف عن إرهابها بصوته الجهوري وغضبه المفزع!!
العشرون عامآ الأولى في حياتها معه لاتذكر سوى ثوراته وغضبه لأتفه الأمور..مرت ايامها بلا افراح بلا ضحك..مرت كعقارب الساعة في دورانها عالمها محدود ضيق حتى داخل منزلها كانت هناك مناطق محرمة عليها.. كانت له هو ولشلته اصحاب السوء ولم تجرؤ قط على السؤال او حتى التفكير بماذا كان يدور في تلك المنطقة المحظورة عليها..لايهمها المهم ان يكفيها الله شر غضبه ويبعد عنها ثورته.
ومرت السنوات..عجبآ كيف صبرت وتحملت كل هذا الظلم والهوان؟
(بنات الأجاويد يصبرن) مازالت تذكر والدتها تردد هذه العبارة كلما اتت باكية او شاكية حالها..والله لو ان لها (أجاويد) لما تركوها تعاني كل تلك المعاناة؟
لقد صبرت ليس لأنها بنت أجاويد بل صبرت من اجل ابنائها ورعايتهم ليس إلا.
ومرت الأيام والأيام في مرورها تغير ما لايتغير وتشفي ما لايشفى سبحان الله بدأت الاحوال تتبدل كان هو يكبر ويهرم ويضعف..وهي تكبر وتتألق وتقوى..كان هو يقسو ويتجبر الى ان أنكسر عوده من شدة قسوته.
وهي كانت تنمو بلين ورفق وعظمة..آلامها واحزانها البستها ثوبآ من الوقار والحكمة..وهكذا ما ان بلغت ال (40) من عمرها حتى أصبحت محور اسرتها امرأة ناضجة..واعية..رزينة علمها صبرها وحزنها وحرمانها كيف تحظى على حب واحترام الجميع.
أما هو بسبب طباعه الحادة وشراسته اصبح الدواء صديقه..دواء للضغط.. دواء للسكري دواء لإنسداد شرايين القلب.
وهكذا لم يعد بإستطاعته أن يخيف احدآ ولم يعد يمتلك سلطة وقوة يتحكم بها فيمن حوله..لم تعد خطوته ترعب حتى الخدم في المنزل وصراخه كان يضيع تدفنه نوبات السعال كلما حاول ان يصرخ او يشتم..وهكذا دارت الايام وتكسرت قضبان زنزانة الخوف وقيود السيطرة من حولها..ابناؤها دائمآ حولها فهي الأم والصديقة والأخت بالنسبة لهم..اما هو فقد انعزل حتى ابناءه لم يستطيعوا ان يكسبوا رضاه لأنه لم يسمح لهم من ان يتقربوا اليه.
انها الآن ترعاه في مرضه وتعتني به وتقوم بواجب إنساني أخلاقي تجاهه لقد ضاع عمرها معه كزوج ولكن لايأس من رحمة الله..محبة ابنائها ومحبة من حولها لها ورضاؤها ضميريآ عن ذاتها كل هذه الأمور بلسم لكل الآلام والمعاناة.
ومسحت دمعة انسابت ولكنها لن تجف ابدآ في مقلتيها وهي تردد بينها وبين نفسها من يرد لي أيام عمري لأعيشها؟.






رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com