الأوهام في قارئة الفنجان

((الأوهام في قارئة الفنجان)) جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب بصّرت ونجمت كثيراً لكني لم أقرأ أبدا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-26-2024, 09:52 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي الأوهام في قارئة الفنجان

((الأوهام في قارئة الفنجان))

جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب
قالت: يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب
بصّرت ونجمت كثيراً لكني لم أقرأ أبدا فنجانآ يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أعرف أبدآ أحزاناً تشبه أحزانك
ويستمر الراحل الفنان (عبد الحليم حافظ) يقرأ الفنجان بكلمات (نزار قباني) إلى أن يقول: لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود
والحقيقة أن الطريق المسدودة هي الطريق الوحيدة لهؤلاء الذين اختاروا الخرافة وسيلة لمعرفة ما هو خارج عن حدود العقل وتوقعاته كما يدل على حالة القلق التي يعيشها البعض وتخلق لديهم الإستعداد للإيحاء وفي ظل الإيحاء قد يصدق الإنسان مايقال له حتى لو كان يتعارض مع منطق الأحداث وسير الأمور وأصبحنا نسمع عن رؤساء دول متقدمة كانوا
لايتخذون قرارآ إلا بعد أخذ المشورة من هؤلاء الدجالين فسمعنا عن جين ديكنسون عرافة الرئيس الأسبق (ريجان) وزوجته نانسي..وعن اليزابيث المستشارة الروحية للرئيس الراحل (میتران)..وعن جونا عرافة الرئيس (بوريس يلتسين).. الخ..ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا
وكلمة (صدقوا) هنا ليس معناها أن هناك إحتمالآ لأن يصدقوا ولكن كلمة (صدفوا) -بالفاء-
أوقع فالمصادفة وحدها هي التي قد تتحقق والمصادفة هي أن تتوقع شيئاً غير محسوب ويحدث وعدد هذه المصادفات في حياة الإنسان قليل وليس له دلالة إحصائية ولهذا فالمنجمون لا يصدقون دائماً وإنما (يصدفون) - بالفاء - والتحذير هنا جاء خشية أن يُصدق تنجيمهم الذي قد يحدث مصادفة فيسير الناس بعد ذلك وراءهم وهم كاذبون ومن رحمة الله بنا أن أخفى الغيب عنا وخص ذاته وحده بهذا الغيب وإلا عاش الإنسان في ذعر وتحولت الحياة إلى جحيم يعيشه الناس في إنتظار ما يقع بهم من كوارث يعرفونها مقدمآ غير شاعرين بما حل بهم من خيرات كثيرة ليضيع معنى الحياة ونفتقد حلاوة الأمل في غد أكثر إشراقاً حتى ولو لم يأت.
وقراءة الفنجان تثير عددآ من التساؤلات لماذا قارئة الفنجان دائمآ امرأة وليس رجلاً؟ ولماذا تقبل المرأة على التردد أكثر على قارئات الفنجان ولو من باب التسلية كما يقلن دائما؟.
وما هي أسرار الرموز المرسومة في الفنجان؟ ثم ما هو رأي الدين؟
(أم محمد) 20 عامآ خبرة في قراءة الفنجان تقول:
توارثت هذه المهنة عن أمي التي كانت أشهر قارئة فنجان في مصر كلها (!!!) - هكذا قالت - النساء يأتين في الصباح والرجال مساء وإن كانوا قلة إلا أنهم يدفعون أكثر..والمرأة أكثر قلقآ من الرجل.
ولذلك فهي بحاجة دائماً لما يطمئنها على غدها..وقارئة الفنجان كإمرأة أكثر فهمآ ودراية بنفسية المرأة وطبيعة مشاكلها من الرجل ولذلك فهي لاتتردد في مصارحة المرأة بأشياء
لايستطيع الرجل أن يقولها..كما أن النساء يشعرن بالإطمئنان لإمرأة مثلهن ويفضفضن لها عن مشاكلهن أكثر مما يفعلن مع الرجال.
وعن الرموز في الفنجان تقول: إنه سر من أسرار المهنة لكن لامانع من الإفصاح عن بعض هذه الرموز فمثلآ: إذا كان الفنجان ملتصقاً عند بدء رؤيته في الطبق دل ذلك على أن لصاحبته أسرارآ مكتومة لاتريد الإفصاح عنها.
· النقاط الكثيرة متجمعة أومتفرقة: تدل على الأحزان والهموم وكثرة الدموع.
· التاج: رئاسة أو ثراء قادم للرجل وعلو شأن للمرأة وبشرى بزواج من لم تتزوج وللشاب علم ونجاح.
· شخص نائم على سرير: مرض أوكسل وفشل.
· مسجد أو قبة: صلاح أمر وبشرى حسنة.
· طائرة: مشروع هام مطلوب إنجازه.
· طريق طويل: رغبة في السفر تتحقق.
· نقوش جميلة واضحة: مال أو رزق جديد أو ترقية في العمل.
· نقوش غير واضحة: كلام رديء يقال في حقك.
· بُن مركز في قاع الفنجان: قلب مليء بالأحزان.
· سمكة أو أسماك: وصول مال لصاحب الفنجان
(أم حسن) قارئة فنجان أخرى من 15 سنة منزلها الفاخر مفتوح حتى الواحدة من صباح كل يوم باغتتني فور الدخول إليها قائلة (المهمة التي تقوم بها لن تكتمل) ثم أضافت: (إياك تروح لأم محمد لأنها كذابة ولاتعرف شيئآ) عندها أبتسمت فأنا لست في مهمة وما أفعله من باب الفضول ولادخل لي بالمنافسة غير الشريفة بينها وبين (أم محمد) ثم أخذت تسرد على مسامعنا أسماء لأشخاص معروفين قالت: إنهم من الحريصين على زيارتها دائمآ ومعرفة رأيها فيما يقومون به من عمل وعندما سالتها: كيف تقرئين الفنجان؟ - قالت: انظر إلى ما بالفنجان من أشكال ورموز وكل منها له دلالة عندي ولكني بالتركيز أنساها وتحل محلها خيالات أخرى هي التي أحكي عنها وعن هذه الرموز تقول:
· إذا رأيت كوبري: معناه مشكلة تتخطاها.
· بيت: زواج للأعزب ومال للمتزوج
· ثعبان: عدو يتربص بك.
· قط: خيانة من قريب أو قريبة.
· حصان: نجاح للشاب وزواج للفتاة.
· شخص يشير بأصبعه: نصيحة من شخص يجب العمل بها.
· جماعة من الناس: كلام كثير على صاحب الفنجان.
· شموع: فرح قريب.
· خطان متوازيان بينهما خط أبيض: سفر فيه متاعب يجب الحذر.
· مقص: خلافات زوجية أو عائلية.
· شباك (نافذة): صعوبة الحصول على مال لك عند آخرين وأخبار كاذبة لا يجب تصديقها.
· عصفور: شفاء من مرض وسعادة قادمة.
· نقاب: مشاجرة مع أعداء.
وعندما سألتها عن أعمار المترددين عليها ومن أي الفئات؟ قالت: طبعا النساء أكثر من الرجال بكثير ومن كل الفئات والأعمار..المهندسة والموظفة وربة البيت وأستاذة الجامعة والطالبة.. البعض يأتي معتقداً تمامآ بما أقوله والبعض يأتي لمجرد أن يتفاءل بشيء وأنا أحاول ألا أصدم المترددين عليّ دائماً أقول لهم كلمات متفائلة والإنسان يستريح إلى من يعطيه الأمل في الغد ويحاول التمسك بأي خيط حتى لو كان واهيآ.
ولكن ماذا تقول المرأة عن قراءة الحظ والفنجان؟
(اشواق) - طالبة جامعية تقول: أنا لا أومن بالأبراج ولابالفنجان كلها أوهام وهدفها التضليل والضحك على عقول الناس وإبتزاز أموالهم.
وتوافقها (هند) وهي تعمل موظفة فتقول: كل من يلجأ لهؤلاء الدجالين أناس فقدوا الثقة بأنفسهم وابتعدوا عن الله سـبـحـانه وتعـالى كما يدل على أننا نعيش في عصر مليء بالقلق والتوتر والمشاكل التي تحاصر الإنسان من كل إتجاه والرغبة في تجاوز الصعاب والقفز على المشاكل التي تواجه الناس هو مايجعل الناس يسقطون في فخ الخرافة بسبب قلة الحيلة وفقدان الوعي وقلة الإيمان.
ويضيف (بندر) موظف في بنك إلى ماسبق قائلآ:
لا يلجا إلى هؤلاء إلا من يعاني من مشكلة في حياته أو يتوقع شراً من أحد أو يفترسه الفلق أو يعاني من أزمة نفسية وكل هؤلاء من السهل إقناعهم والإيحاء لهم بأي شيء ومن تقرأ الفنجان حتى لو كانت أمية إلا أنها تتمتع عادة بالفراسة وهي تستدرج من يترددون عليها حتى يفصحوا عما بداخلهم ومايقلقهم ثم تعيد عليهم عبر كلامها ما سبق وأفصحوا لها عنه وهم مأخوذون بما تقوله لهم.
ثم يضيف: في أحد الأيام ذهبت بصحبة صديق إلى واحدة من هؤلاء في مصر فقالت لي أنني سأتزوج قريبآ وهذا الزواج سيسفر عن ثلاثة أبناء سأسميهم على التوالي أحمد ومحمد وسعود بينما الواقع أنني كنت متزوجآ بالفعل ولدي ثلاث بنات أحبهن جداً.
سالت امرأة الشيخ الراحل (محمد الغزالي) قائله: لي جارة تقرأ الفنجان ويصدق قولها في كثير من الأحيان فهل قراءة الفنجان حرام وما تفسير فضيلتكم في أن كثيرآ مما تقول هذه الجارة يحدث بالفعل؟!
فقال الشيخ (الغزالي) ردآ على السائله: يختلف القول عن قارئة الفنجان فهناك من تدس الوسطاء الذين يتصلون بشكل أو آخر بمن يتردد عليها ليعرفوا أخبارهم وينقلوها لها ثم تبني عليها حكايات تحدثهم بها فينبهر المترددون عليها لمعرفتها لأخبارهم وبذلك يعتقدون في صدق قولها ومن الجائز أيضا أن يستولى الشيطان على قارئة الفنجان فيتشكل في الفنجان بالشكل الذي يريد فنراها تقول إنها ترى بالفنجان رجلآ أو طريقآ مفتوحة أوسفرآ بالطائرة وكل هذا في مقدرة الشيطان لأنه يستطيع أن يتمثل في أي صورة يريد ونرى ذلك غالبآ في من يقرأون الفنجان مقابل أجر فهم يتعيشون من خداع الناس ولكنه يوجد من الناس أيضآ من يفتح الله عليهم بأي شكل فيجري على السنتهم اقوالآ لايقصدونها فنجدها تصدق وهؤلاء بالطبع لايتعيشون من هذا العمل ولايأخذون منه اجرآ لأن هذه الفتوحات بيد الله ولايمكن أن يعتمد عليها الشخص لأنها ليست في يده والمقصود من مثل هذه الحالات أن الله سبحانه وتعالى قد يريد أن يكرم إنسانآ خيرآ طيبآ فيظهر له كرامة من نوع أو آخر.
وأما الغيب فنوعان: غيب مطلق وغيب مقيد والغيب المطلق هو الذي لايعلمه أحد سوى الله عزوجل والغيب المقيد هو مايعلمه البعض ويجهله البعض الآخر ولنضرب لذلك مثلا فنقول: إذا رصدت نتائج الأختبار في آخر العام وقبل إعلان النتيجة فهنا تكون نتيجة الأختبار غيبآ عني وعنك ولكنها معروفة عند هيئة التدريس والمصححين ومن يقومون برصد الدرجات للطلبة..كذلك إذا سرق شيء منك فالسارق غيب بالنسبة لك لأنك لاتعرفه ولكنه ليس غيبآ عن نفسه أوعمن معه فإذا عرفت أنا هذا الغيب فمن الجائز أنني اتصلت بمن يعرف فأخبرني وليس هذا غيبآ.
كذلك هناك معلم غيب فيكون الله سبحانه قد ألهمه بشيء سوف يحدث في المستقبل ولاعلم لأحد به فهذا معلم غيب..أما عالم الغيب فيعلم بذاته وقد قال تعالى في ذلك (لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) ومثل هذا الإنسان يظهر الله سبحانه وتعالى عليه بعض الأشياء ولكنك لاتجد عنده أجوبة عن كل ماتريد لأنه لا يملك سوى ما أراد الله سبحانه أن يطلعه عليه ويبشره به ولا شيء في أن يخبر هذا الإنسان الطيب مابشره الله به لأحد والغيب حدث في الماضي أو يحدث في المستقبل فعندما نخبر بشيء مضى فيكون قد خرق حجاب الزمان الماضي وعندما يخبرك بالمستقبل يكون قد خرق حجاب المستقبل..أما الحاضر فإنه خرق للمكان فيخبرني شخص بشيء حدث في السعودية وهو جالس هنا في مصر في نفس زمان الحدث والله سبحانه تستوي عنده الأحداث فعندما يخبرنا بشيء مستقبل فكأنه حاضر لأنه لاتوجد قوة تملك أن تفعل غير ما قبل فلابد أن يحدث ما يخبرنا به الله سبحانه عن المستقبل ولذلك فإن القرآن يعبر عن المستقبل بالماضي المتحقق قال تعالى: (أتي أمر الله فلا تستعجلوه) فأتى فعل ماض ولاتستعجلوه دليل على أنه مستقبل..إذن معنى ذلك أن الأمر المستقبل حادث لاريب لأنه لن توجد قوة أخرى لتغيير
ماقاله الله سبحانه فما قاله عن أمر مستقبل هو أمر متحقق فكأنه قد تحقق بالفعل.
فالماضي أمر تحقق عند البشر والمستقبل أمر تحقق عند الله سبحانه ولذلك فعندما تقول: إن فلانآ قد أخبرني بغيب نقول: هل هو غيب عليك ومعلوم عند غيرك فلا يكون غيبآ لأن الخبر موجود عند البعض فمن الممكن أن يعرف هذا الخبر بطريق أوبآخر وإذا كان الحدث عند العالم الأعلى فقط ولايعلم به أحد فيصبح فيضآ يرسله الله في هبة من هبات الفيوض على بعض خلقه فينطق بالشيء وقد لايدري به كما أخبر الله النبي زكريا بأنه سيلد ولدآ وأن اسمه يحيى.
ثم يقول فضيلته: وبذلك ترى أن هناك فرقآ بين من يعلم الغيب وإذا كان للأمر مقدمات فيمكن لاي إنسان أن يصل إليه بترتيب المقدمات إلى إستنتاج النتائج وإذا كان الغيب معلومآ للغير فينتقي شرط من شروط الغيب وهو عدم معرفة أحد به والكلام هنا ينحصر في الغيب المطلق الذي لايعلمه سوى الله عزوجل فلا يُقال: إنه عالم غيب ولكنه معلم غيب وإننا نأخذ على الناس إلحاحها في معرفة الغيب وهذا خطأ لأن من نعم الله على خلقه أن سترعنا الغيب وإلا فهات شخصآ عنده ألف حادثة سارة في حياته المستقبلة وحادثة واحدة محزنة وانظر إليه فترى أن الحدث الحزين قد طغى على كل الأحداث السارة ويغتم لهذا الحدث من قبل أن يقع ويعيش في المصيبة معزولة عن اللطف لأن الله يلطف بنا عند المصيبة فلماذا الاستعجال؟!


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com