خواطر وعبر

((خواطر وعبر)) كثيرون يفتخرون بضرب زوجاتـهم..وكثيرون لايرتاحون إلا بضرب زوجاتـهم دون سبب يذكر؟! لا أخال رجلاً محباً عاقلاً ومحترماً يرضى أن يضرب زوجته دون سبب جوهري؟ إلا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2016, 04:48 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي خواطر وعبر

((خواطر وعبر))



كثيرون يفتخرون بضرب زوجاتـهم..وكثيرون لايرتاحون إلا بضرب زوجاتـهم دون سبب يذكر؟!
لا أخال رجلاً محباً عاقلاً ومحترماً يرضى أن يضرب زوجته دون سبب جوهري؟ إلا أن يكون هذا الرجل يشكو من نقص في الرجولة؟ أو أنه واحد من (مدمني المسكرات والمخدرات) الذين أفقدتـهم هذه الآفة بصرهم وبصيرتـهم..أو مُصاباً بمرض نفسي وعصبي..وهناك البعض من الرجال يتقصد ضرب زوجته بقصد التسلية أو التفاخر أو التظاهر بالرجولة العنترية وهذا الأمر مرفوض بل ومحرم شرعاً وقانوناً وعرفاً.
للتفاهم بين الزوجين في حالة الخلافات توجد هناك ألف طريقة وطريقة مادام يؤلف بينهما الحب والمودة..والضرب لايؤدي إلا مزيداً من النتائج السلبية.
۞ ۞ ۞
عادة غير حميدة منتشرة بين الناس في مجتمعنا فما أن يشاهدك صديق أو قريب ويسلم عليك حتى يقول لك : (شفيك صاير متين) أو أن يقول لك: (شفيك وجهك أصفر وذبلان) بينما في الحقيقة وجهك لا أصفر ولا ذبلان..أو أن يقول لك آخر (باين عليك تعبان حيل ووجهك مرهق) ربما العقلاء بيننا لايهتم بملاحظات هؤلاء (المتشائمين) لكن يوجد بيننا من يعاني من الوسواس ما أن يقول له أحد شيئاً حتى يُصاب بإكتئاب فيظن نفسه مريضاً ويلزم المنـزل.
وأخي وصديقي (أبوعبد العزيز) أحد هؤلاء (الوسواسيين) مرة قال له أحد زملائه بالعمل: (ليه وجهك أصفر وتعبان وعيونك ذبلانه ) فأصابه الجنون فأصبح مراجع دائم لكل المستشفيات وقد أخبره الأطباء بعد الفحوصات أنه سليم تماماً لكنه لم يقتنع حتى أصيب بقرحة في المعدة وإرتفاع بضغط الدم من شدة التفكير والإكتئاب؟
ليت الأصدقاء (المتشائمين) يلقون التحية دون أن يبدو شيئاً من ملاحظاتـهم التي كثيراً ما يجانبها الصواب بل وأنـها ربما تؤدي إلى عواقب وخيمة كما حصل لأخي (أبوعبد العزيز) شفاه الله.
۞ ۞ ۞


أشتهرت في أوروبا كلها بالجمال الآسر والعقل الراسخ والرأي السديد والملامح الرائعة والطبع المرح كل من جالسها أنس بها وكانت أقدر بنات عصرها على المرح والدعابة ومن شاهدها أفتتن بسحرها وأناقتها وإبتسامتها الوضاءة التي يتألق بها وجهها الصبوح لذا توافد الأمراء من كل مكان للتقرب إليها وجاء الملوك إلى مجلسها كل واحد يريد أن يحوز على رضاها ليكون زوجاً لها..لكن الفتاة كانت ترفض في لطف ولين.
وشاء القدر أن تلتقي (ليوبولد) إبنة ملك بلجيكا السابق بشاعر بلجيكي شاب (ريمون دارتو) وكان شاباً جميلاً ومرحاً فراعها منه أخلاقه الجيدة وجميل حديثه وخفة روحه فأحبته حباً ألهب عاطفتها وأستلهى فكرها وبادلها (ريمون) حباً بحب وتقدم لطلب يدها ليتوج حبهما بالزواج..لكن والدها رفض زواجه من إبنته وإنتقم منه فنفاه خارج البلاد بعيداً عنها حتى لاتراه فأضطرب عقل الحبيبة وأستبد بها اليأس وأضناها القلق وهرب النوم من عينيها وثقل الحزن على كاهلها وهي لم تزل في مستهل الصبا وجفت زهرتـها وأنـزوت أمانيها..والغريب أن والدها لم يكتف بحرمانـها من حبيبها وإنما قام بتعذيبها وسجنها ثم أراد أن يعذبها أكثر فأكثر ويقضي على البقية الباقية من قلبها فأخرجها من سجنها وأرغمها على الزواج من أمير لاتحبه ورجل لاتعرفه يُدعى الأمير (فيليب) ولكنها عاشت معه بدون قلب وروح..عاشت وهي متعلقة كل جوارحها مع حبيبها الغائب (ريمون) ولما تيقن الزوج ذلك أراد أن ينتقم منها فأتـهمها بالجنون وأودعها في إحدى المستشفيات العقلية.
وفي هذا المستشفى قضت المسكينة ست سنوات ثم هربت بعدها من المستشفى وذهبت لتطلب الطلاق من زوجها في المحكمة بدعوى أنه تجرد من إمارته ولم يصبح أميراً وأستخدم نفوذه حينما كان أميراً ليودعها ظلماً وزوراً في مستشفى الأمراض العقلية فحكم لها بالطلاق والتعويض وظلت بعد خروجها من المستشفى وطلاقها من زوجها تنقب في كل مكان باحثة عن غرامها وحبيبها الأول والوحيد (ريمون) فعرفت أنه مات منتحرآ بسبب حبها وفراقها وغرامه لها وعاشت بقية أيامها زاهدة في الدنيا ووحيدة وكئيبة حتى وجدوها في أحد الأيام ميتة في غرفتها أثر نوبة قلبية ؟
فعلاً الحب لايموت أبداً ؟
۞ ۞ ۞


قالوا : لا أمان للدهر ولوصفا ولا المال ولو كثر ولا السلطان ولو قرب منك
ولا المرأة ولو طالت عشرتـها.
كان (صخر) أخو (الخنساء) فارساً من طراز فريد فقد خرج ذات يوم للقتال فأصيب بجرح كبير مرض على أثره وطال به المرض وسأل عائد من عواده يوماً (سلمى) زوجته : كيف أصبح صخراليوم؟ فقالت: لاحيآ فيُرجى ولاميتاً فيُنسى
سمع (صخر) كلامها وقال لها : أنت القائلة كذا وكذا
قالت: نعم غير معتذرة إليك
فقال (صخر):
أَرى أمَّ صخرٍ لَا تمَلُّ عيادتي

ومَلَّتْ سُلَيمى مِضْجَعي ومَكاني
وَما كنتُ أخشَى أَن أكونَ جَنَازَة

عليكِ وَمن يَغترُّ بالحَدَثان
أهُمُّ بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه

وَقد حيلَ بينَ العْيرِ والنَّزَوان
لعمري لقد نَبُهْتَ من كَانَ نَائِما

وأسمعت من كَانَت لَهُ أذُنان
ولَلموتُ خيرٌ من حَيَاة كَأَنَّهَا
مَحلّة يَعسوبٍ بِرَأْس سِنان
وأيُّ امْرِئ سَاوَى بأمٍّ حَلِيلَة
فَلَا عَاشَ إِلَّا فِي شقًا وهوان

فلما أفاق (صخر) طعن (سلمى) فقتلها ثم سقط ميتاً.
۞ ۞ ۞




كان الطاووس يرتعد خوفاً وهو في الطائرة المعلقة بين السماء والأرض..كان ينظر إلى ساعته في كل مرة ويود لو أن الوقت يمضي أكثر سرعة..كانت عينيه زائغتين ووجهه يتصبب عرقاً ويديه ترجفان ويضطرب لأي صوت..يداري دموعه كلما طلب كابتن الطائرة من الركاب (ربط الأحزمة) وينكمش في كرسيه كفأر رعديد.
ووصلت الطائرة بالسلامة وفي صالة المطار شاهدته يسير بخيلاء وغطرسة.
سبحان الله.


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محطات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:10 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com