|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حب الأنثى ذلك الحب المميت
((حب الأنثى ذلك الحب المميت)) إنتحار أنثى الأسد (مايكل) حزناً على فراق زوجها الذي تم عزله تمهيداً لإعدامه بسبب أن الأسد (مايكل) قتل الصبي (روك) فأمتنعت اللبؤة عن تناول الطعام حتى لقيت حتفها بعد أن عجزت عن تحمل فراقه ولم تعد تحتمل الحياة دون ملاقاته. كان هذا هو الخبر الذي قرأت فأثار شجوني وحرك حيرتي وظنوني وجعلني أفكر وأفكر في نوعية بعض الأزواج القادرين على ضخ الحب في قلوب زوجاتهم إلى درجة تدفعهن إلى القضاء على حياتهن حباً وحزناً ومن بينهم هذا الزوج (الأسد) الذي أستطاع فعلاً أن يؤثر في قلب زوجته إلى الحد الذي جعلها تنتحر حباً من أجله وترفض الحياة حزناً من بعده! أنشغل ذهني بتلك الواقعة حتى أستغرقت في تفكير عميق حول طبيعة العلاقة العجيبة بين الزوجين التي تجعل (الأنثى) سواء كانت إنسانآ أو حيوانآ ترفض الحياة وتفضل الموت بعد فراق زوجها؟ واللبؤة كما قال العالم بالشئون الحيوانية الدكتور(جورج بليكس) في صحيفة (الواشنطن بوست) في اليوم التالي لنشر الخبر: اللبؤة من أوفى وأخلص الزوجات وهي في المملكة الحيوانية رمز للإستقرار العائلي..وهناك عن لي أن أتساءل عن مزايا هذا الزوج المتميز الذي أدى فراقه إلى إنتحار أنثاه حباً وحزناً.. تلك اللبؤة العاشقة التي لم تعد تطيق النظر إلى القفص الخالي من بعده حيث كانت تطالعه بإعجاب وتدور حوله في دلال ثم تلتصق به في حب تلامس محياه الشامخ وما تلبث أن تستند عليه بدلع وشوق وحنان..وهكذا وهكذا كانت تمضي الحياة هانئة بهما حب ودلال وتوافق وتفاهم وإنسجام وطبعاً إخلاص تام فلا خيانة ولاغيره ولا ظنون ولا شكوك ولا أوهام.. لكن وكما يقولون دوماً في القصص والحكم والأمثال دوام الحال من المحال..فجأة انقلبت الدنيا على هذين الزوجين العاشقين وتم الفراق الإجباري بين الاثنين وهاهي الزوجة تختار الموت بعده بكامل إراداتها لتنتحر حبآ وحزناً ورفضاً للحياة بدون شريك حياتها. وفي الحال أندفعت إلى ذهني حكاية (أنثى) أخرى تخلصت من نفسها أيضاً حزناً على فراق زوجها الذي أحبته بكل قلبها لكن الموت سلبه منها إنها (أم عقبة بنت عمرو بن الأعران) من قبيلة يشكر إحدى قبائل العرب التي تعلق بها قلب (غسان) إبن عمها الذي تزوجها فازداد بها ولعاً وغراماً وحباً وهي كذلك وأستمرت الحياة سعيدة بينهما وهما ينهلان من نهر الحب وينعمان بدفء الشوق كأنهما عاشقان والهان ومازالا..وعندما حضرت (غسان) الوفاة قال لها: يا أم عقبة اسمعي ما أقول وأجيبي عن نفسك بحق فقالت له: والله العظيم لأكونن صادقة معك فقال: إني رجوت أن تحفظي العهد وأن تكوني لي وإن مت..أنا والله واثق بك غير أني بسوء الظن أخاف غدر النساء ثم أعتقل لسانه فلم ينطق حتى مات..ولم تمكث بعده إلا قليلاً حتى خُطبت من كل مكان ورغب فيها الرجال لإجتماع الخصال الفاضلة فيها من العقل والجمال والمال والعفاف والحسب فقالت ترد على وعده الذي نبع من كثرة حبه لها وغيرته عليها: سأحفظ غسانًا على بعد داره....وأرعاه حتى نلتقي يوم نحشرُ. وإني لفي شغل عن الناس كلهم....فكفوا فما مثلي من الناس يغدرُ. سأبكي عليه ما حييت بعبرةٍ....تسيل على الخدين مني فيكثرُ. فيئس الناس منها حيناً فلما طالت بها الأيام نسيت عهده وقالت لنفسها: من قد مات فقد فات. ووافقت على الزواج من (المقدام بن حابس) الذي كان معجباً بها وظل يلح على طلب يدها فلما كانت الليلة التي أراد الدخول بها أتاها (غسان) زوجها الأول في منامها فقال لها: غدرت ولم ترعي لبعلك حرمة ...ولم تعرفي حقاً ولم ترعي لي عهدا غدرت به لما ثوى في ضريحــه ...كذلك يُنسى كـل مـن سـكـن اللحـدا فصحت مذعورة من نومها وأنتبهت مرتاعة مستحيية منه كأنها في جانب البيت ومضت تتجول به مضطربة منفعلة حتى أنكر حالها كل من رآها وقلن لها: مابك ؟ قالت: ما ترك لي (غسان) في الحياة أرباً أي لم يترك لها غاية ولامنية ثم أنشدتهن الشعر الذي سمعت في منامها وهي تبكي بدمع غزير وتنتحب بشدة من قلب موجع جريح فلما سمعن ذلك منها حاولن التخفيف عنها لكنها غافلتهن وقامت كأنـها تقضي حاجة فلما أبطأت عليهن قمن يبحثن عنها فوجدنها وقد جعلت السوط في حلقها وربطت جسمها إلى عمود البيت وجذبت نفسها حتى ماتت..فلما بلغ ذلك زوجها (المقدام) تقبل عزاءه عنها وقال: هكذا فليكن النساء في الوفاء. نرى في هاتين الحادثين أن البطلة (أنثى) هامت حباً بزوجها فلما باعدت الظروف بينهما أعترتها لحظة ضعف طاغية فقضت كل منهما على حياتها بطريقتها وبإرادتها..هذا التطرف العاطفي الذي يفضي إلى الموت هو مايجعلني الآن أستغرق في البحث عن (نوعية) تلك العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة وكيف يستطيع الزوج أن يجعلها عاشقة ولهة تموت فيه حباً وعشقاً حتى تقضي على حياتها بإختيارها عندما تعاند الظروف وتباعد بينه وبينها. والآن يحضرني هذا السؤال. إذا كان لبعض الأزواج القدرة والمقدرة الخارقة على جعل الزوجات يعشقن حتى الموت فكيف لايخلص الرجل في عواطفه لإمرأة بعينها ؟ ولماذا لايُبادل زوجته حباً بحب؟! وما الذي يجعله يتركها هي وأبنائه هارباً من بيته لاجئاً إلى تلك الأخرى الأكثر دفئاً وعطفاً وحنانآ وحباً وعشقاً كما يزعم؟ ليتني أقتنع بجواب من بني جنسي؟ المصدر: مدونة فهد الحربي |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأنثى |
|
|