هل نحن فاعلون..؟

[فهد الحربي]

حدثني أحد الأصدقاء عن حكايه طريفه حدثت له في إحدى مناطق ألمانيا فقال :
كنا نتجول في سيارتنا أنا وصديقي في منطقة المانية جميلة وكنا نتناول السندويشات ونمتع ناظرينا بجمال الطبيعة الخلاب..!
وفجأة ..سمعنا صافرة سيارة الشرطة فلم نهتم توقعنا أن الصافرة ربما كانت لغيرنا فقد كنا نسير بسرعه معقوله وفي الطريق الصحيح ولم نفعل ما يوجب أن نعاقب عليه..ولكن تبين أخيراً أننا نحن المقصودين بهذه الصافره حيث أشار لنا رجل المرور بالتوقف أوقفنا السيارة في الجانب المخصص للوقوف وترجل رجل المرور من سيارته واتجه على الفور ناحية صديقي الذي كان يجلس بجواري وطلب منه الخروج ثم أمسكه من يده وقاده (مشياً على الأقدام) مسافه طويله لا أعلم مداها فقد اختفيا عن ناظري..
ظللت جالساً في السياره وقلبي يدق فلست أعرف ماذا يحدث...!
وكنت انتظر قدوم صديقي بفارغ الصبرلأعرف منه ماذا حدث!!
وبعد انتظار طويل حضرصديقي برفقة الشرطي الألماني صعد صديقي الى السيارة وقد تغيرت ألوانه...!
وسألته بلهفه ماذا حدث؟!
فأخبرني بأن الشرطي قاده الى مسافة بعيد وفي مكان ما أشار الى قطعة ورق صغيرة ملقاة فوق الأرض وطلب مني أن أحملها وأضعها في صندوق النفايات الذي تصادف وجوده بالقرب من مكان الورقه وبعد أن فعلت ما أمرني به حذرني من تكرار هذه الفعله في المستقبل وقال أني لو فعلت ذلك ثانيه فسوف يتخذ معي اجراءاً حازماً جداً!...
هذا ما حدث في ألمانيا.!
أما الذي يحدث عندنا.. فهو العجب العجاب..!
كثيرون منا ما زالوا رغم كل التنبيهات والنصائح من قبل المرور التي تصل الى حد الرجاء ما زالوا يرمون بالأكياس الفارغة وورق الكلينكس والعلب الفارغه من نوافذ سيارتهم غير مبالين بالنتائج!!
فكم من علبه فارغه خدشت أو كسرت زجاج سيارة تسير في الخلف!!
وكم من (رذاذ بصاق) وانتم بكرامه طار في الهواء وحط على وجه سائق سياره لاذنب له.. وكم وكم .!!
اضافة الى أكوام الورق التي نراها والتي تعمل على التشوه البصري
إن المحافظه على نظافة الوطن واجب ديني واخلاقي..أليست النظافة من الايمان؟!
واذا كنا فعلا نحب وطنناعلينا بالفعل أن نستجيب لتوجيهات المسؤولين ونبلغ عن المخالفين وان نتعاون جميعاً في المحافظة على نظافة بلدنا ومحاربة ونبذ كل هذه العادات القبيحه التي من شأنها أن تسيء الى الوطن وأهله.. فهل نحن فاعلون؟