للروح غذاء

[فهد الحربي]

للروح غذاء

في السفر سبع فوائد لكنني لم أحظ بأي فائدة منها.. ما زلت أشعر بالوحدة والفراغ.. خلت نفسي قادراً على الإبتعاد عنك لأيام قليلة لكنه كان وهماً كبيراً ... تمر الأيام وكأنها أعوام وأترقب لحظة العودة إلى مرفأ عينيك الجميلتين... وإلى شاطئ الفرح المرسوم على ملامحك.

& & &

سافرت بعيداً عنك ووجدت نفسي أسافر منك.. إليك.. حديثك ... كلماتك.. قهقهاتك.. أحاديثك.. كلها تطرق مسامعي بعنف... طيفك يتجسد في كل مكان أخلو به لنفسي.. حتى وأنا مع الأصدقاء... أتخيلك تنظرين إلي... تكلميني ... تبتسمين... يطغى طيفك.. ويطغى حتى يتلاشى الجمع كله وتبقين أنت.

& & &

بودي أن نكون معاً... في كل الأوقات معاً... يؤلمني أن أجد نفسي بدونك.. أن أتحرك بدونك.. اعلم أن الظروف عليك لامعك لكن حتماً في يوم ستكون الظروف معك لا عليك وساعتها سنكون معاً للأبد.

& & &

حولي الخضرة وجمال الطبيعة وكل ما تشتهيه النفس.. لكني بدونك أشعر وكأني في متحف للشمع... فكل ما حولي جامد... صامت... حتى تغريد الطيور غداً نواحاً.

& & &

من أنت؟ ومن تكونين؟ أأنت ملاك الحب؟ جئت بقارب النجاة لإنقاذ قلب عاشق يبحر وحيداً في بحور الغرام ومحيطات الحياة؟ يصارع أمواج الوحدة وعواصف الأشواق وقد طال به الإبحار في الليل والنهار بحثاً عن عروس الأحلام.. فأنهكه التعب وأضناه السهر وأشقاه الإنتظار وضاع منه العمر... أو كاد وهو يبحر .. ويبحر بعيداً .. بعيداً عن الشاطئ عن البشر.. فلم يضل الطريق ولا إنحرف عن المسار ولم يفقد الأمل باللقاء؟؟
أو تكونين ملاك من السماء.. ملثمة .. متخفية برداء فارسة الصحراء... تحملين المن والسلوى والماء لقلب يحترق بنار الحب والإشتياق؟ ويحتضر على رمال الإحتراق وأشواك الفراق؟؟
هلا أسرعت إليه...وبللت شفتيه برحيقك السحري قبل أن يقتله الظمأ إليك.. أو تتفرجين عليه وهو يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة بين ذراعيك.

& & &

لقد أحببتك أنت وحدك وأخترتك من بين كل الجميلات فحسدني عليك العشاق.. وغرن منك الجميلات..الفاتنات... فقد أسرت القلوب وخطفت الأضواء وأصبحت محط للأنظار .. وجهك بدر الليل... وإبتسامتك شمس النهار مشرقة بالأنوار... كتبت اسمك بأحرف من نور عيني... وأتخذته عنواناً لخاطرة حبي إليك والعنوان هو المفتاح الوحيد لقلبي وكلمة السر السحرية بين شفتيك.
رسمت صورتك بألوان الزهور والفراشات والطيور وجمال الكون فكنت الأجمل من الصورة في عيني وفي كل العيون.
كلمة السر : أحبك ... والله شاهد على حبي.. أنت دائماً في قلبي وحبك هو روحي.. لاسلطان ولا حكم للبشر عليه حتى أخشاهم أو أخشى منهم عليه.
ولو نجح الإرهاب عدو الحب والحق في إغتيال الجسم والأمل والحلم فتبقين لي أنت : نبضة قلبي وحياة حبي وروح حياتي.


& & &


لا المسافات والحدود ولاالعادات والقيود... ولا الأسوار والقلاع والحصون.. ولا السلاح والجيوش والسجون ولاقوة على الأرض على إمتداد هذا الكون تبعدك عني.. أو تأخذك مني فحبنا أقوى من الموت وأبقى من الحياة والخلود .
لماذا تتألمين ؟ تتعذبين؟ تبكين مرارة الفراق وتفقدين الأمل باللقاء.. وتفتقديني وأنت دائماً في قلبي حينما كنت أو أكون... قريباً منك.. أو بعيداً عنك؟ ومن هو ذاك المجنون الذي يفكر في أن يطفئ الشمس أو يمنع الشروق... أو يسجن النور في زنزانة الظلام؟ وكيف أنظر إلى الكوكب والنجوم وأنت شمسي المشرقة على الكون...والكون كله بالنسبة لي أصغر من أن يتسع لكلمة أحبك... وحرف واحد من إسمك..


& & &

يسألوني حبيبتي دائماً من تكونين؟
وأين كنت فيما مضى من السنين؟
ومن أين أتيت؟ وأين تقيمين؟
فبماذا أجيب على تساؤلات السائلين؟
وقد كنت دائماً بين أضلعي تسكنين.
ملكة متوجه على عرش قلبي تجلسين.
أتراك قد نسيت أم أنك تتذكرين؟
أيامنا وليالينا وخواطر الحب تقرئين؟
وآهاتنا وهمساتنا ونبضات القلب تسمعين؟
وتحترفين مثلي بنار الأشواق والحنين؟
إلى لقاء على شاطئ الذكريات الأمين؟
أوأنت تكابرين؟ وقلبي وقلبك تظلمين؟
بحكم الفراق وهما ليسا من المذنبين؟
ولا الحب جريمة ولا أنت من الظالمين؟
فالحب أجمل ما في الحياة وحياة المحبين.
والحياة بدونه جحيم والكون يتيم حزين .
والأفراح مآتم والبيوت مقابر للمحرومين.
تنبت فوقها الأشواك بدلاً من الورود والرياحين.
فلماذا قلبي وقلبك بنار الفراق تحرقين.
وتتناسين أحلى أيامنا وحبنا العظيم تخنقين.