محطات من الحياة

[فهد الحربي]

محطات من الحياة

إلى رجل يعرف نفسه أقول :
أن التحضر لبس مظهراً وثياباً...وإن التحضر ليس هذا الصخب والزيف والإفتعال والتحدث بلهجية نصفها إنجليزية .. التحضر يا ( هذا ) هو فكر وذات وإنسانية معالمها واضحة وصريحة .. التحضر سلوك نظيف خالٍ من التصرف المسموم .

* * *

تتعدد أنواع الحب وتختلف هناك من يحب (( للتسلية وقضاء الوقت )) .. وهناك من يحب لزيادة (( العدد )) والتفاخر بالحبيبات .. وهناك من يحب طمعاً في ثروة أو مصلحة شخصية بحته .. لكن قلة تلك التي تحب من أجل الحب نفسه ومن أجل حياة زوجية دائمة

* * *

كل شاب سافر وتصادف بفتاة أو (( اصطادت )) شباكه فريسه .. سيعود ويحكي سوالف القنص والصيد وعدد الضحايا بالأسماء والأوصاف وأرقام الجوالات .. وربما أيضاً بالصور الدامغة وللأسف أن هذا الشاب لا يعي أو أنه يعي ويتجاهل معنى (( الستر )) وأن الفضايح ليست من شيم الرجال .

* * *

ويرحل هذا الصيف على أمل أن يأتي الشتاء ليغسل الأرض بماء السماء .. وليغسل القلوب من الأحقاد والكراهية .. كم نشتاق إلى برودة الشمال بعد حرارة الأفران .. وإلى الدفء بعد الرطوبة.

* * *

يطير من غصن لآخر باحثاً عن أنثى جميلة أو عن أجواء تطيب لها النفس وترتاح .. وتمضي الأعوام والرجل ما زال يؤدي دور الطائر الحر الذي يكره القيود والأسئلة .. واليوم يرقد الطائر في عشه دون حركة أنه يعاني من آلام الشيخوخة ولعله يعاني أكثر من آثار الوحدة القاتلة التي يعيشها فقد هجرته كل الإناث وغدا عشه بارداً يلفه صمت الموتى .

* * *

الفاكهة التي تقطفها من الأغصان وتأكلها بالطبع هي ألذ طعماً من الفاكهة التي تشتريها من السوق ؟ لأن الأولى لم تلمسها يد إنسان أما الأخرى فإن أياد كثيرة تعاقبت على لمسها حتى جاء بها إلى السوق ؟ لذلك بفضل الرجل دائماً زوجة طازجة ؟

* * *

كانت ( إليزابيث الأولى ) ملكة إنجلترا مغرمة بالثياب وقد وجد في خزانة ملابسها بعد موتها أكثر من 2000 ثوب .
وكانت ( آن بولين ) زوجة الملك هنري الثامن تلبس القفاز بصفة مستمرة والسبب يعود كي تخفي إصبعاً سادساً في يدها اليمنى .
أما ( إليزابيث ) ملكة النمسا فكانت لا تنام حتى تلف وسطها بمنديل مبلل بالماء لإعتقادها أن فعلها هذا يحافظ على رشاقة ورقة خصرها .
وكانت ( كليوباترا ) ملكة مصر تفتح شهيتها بقطعة من الشمام متبلة بالثوم .
وكانت ( أوجيني ) زوجة نابليون الثالثة لا تلبس حذاء مهما غلا ثمنه أكثر من مرة واحدة.
في القرن السابع كانت ( موتشيه تيان ) خادمة في القصر الأمبراطوري الصيني وقد أصبحت إمبراطورة الصين بعد أن قتلت شقيقتها وشقيقها ووالدتها والأمبراطور .

* * *

في أحيان كثيرة نكون مجرد قطرة في بحر متلاطم الأمواج لا نملك أن نتوقف ولا نملك أن نرجع .. وربما إستطعنا لبعض الوقت ولكننا في النهاية سوق نتعب ونستكين ..إنها ليست دعوة للتخاذل والخضوع ولكنها حقيقة نصادفها كل يوم .

* * *

الذين نحبهم ليسوا ملائكة أنهم بشر والبشر خليط من الخير والبشر والذي لا يغفر لمن يحب لم يعرف الحب بعد ... فالدموع والعويل والحزن ليس بالدواء ... والخلاص من النفس ليس هو طريق الخلاص من العذاب والفشل .. سحابة صيف من الحب كاذبة لا تعني نهاية الدنيا فالدنيا أكبر من أن تضيع بسبب سحابة عابره .. والإنسان أيضاً أكبر من أن ينتهي بسبب تجربة فاشلة ولو كانت قاسية .
إن الأقدار التي تجلب السعادة هي نفسها الأقدار التي تجلب الحزن وإلا فما قيمة الفرح في دنيا ليس فيها غير الفرح ؟ وما قيمة الوفاء في دنيا بلا خيانة ؟ والإنسان مالم يمر بهذه التجارب وهذه المراحل فإنه لا يكون جديراً بحمل الهوية الإنسانية وبالتالي لن يتمتع بإمتيازات ... هذه الهوية وأهمها الغفران .. والصبر على المكاره والإستفادة من الفشل .

* * *

كان يقف على حافة القبر وينظر بطرف خفي إلى إجراءات الدفن .. كان مرعوباً جداً وهو يرى بعينيه ولأول مرة هذه الأشياء .. ثم صار يستمع إلى أحد المشايخ في المقبرة الذي وجدها فرصة في شرح ما بعد الموت لوعظ الناس بقصد الهدايه .. و خرج ( أخونا ) من المقبرة وقد أقسم لأصدقائه أنه لن يعود إلى المعصية أبداً وسيتحول من هذه اللحظة إلى إنسان آخر .
بعد أسبوع من قسمه سافر الأخ إلى ( ؟ ) البلد المعروفة بالمجون .

* * *

يستطيع الرجل أن يتزوج من أربع نساء لكن قلبه لا يقدر أن يحبهن بالتساوي .
وقلب المرأة لا يستطيع إلا أن يحب رجلاً واحداً ... لكن هذا (( الواحد )) بالنسبة لها يساوي كل الناس ففي كل الوجوه تراه .. وفي كل الدروب تراه هو ولا غيره .