المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعم نختلف معكم ولكننا لانكذب مثلكم


فهد الحربي
05-04-2017, 02:38 PM
نعم نختلف معكم ولكننا لانكذب مثلكم




https://i.ytimg.com/vi/kaQJORvatgw/hqdefault.jpg الاختلاف سنة كونية قضاها الله تعالى على بني البشر ابتلاء وامتحاناً، لكنه مذموم شرعاً لان الحق واحد لا يتعدد ويجب على الناس جميعاً اتباعه وهو ما جاء في كتب الله وعلى لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، ثم انحصر الحق في شريعة خاتمهم وناسخ شرائعهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا يسع أحداً اليوم إلا اتباعه.

ولأن الاختلاف سنة كونية من سنن الله تعالى كان لا بد من وجود نزاع وجدال بين أهل الحق ومن خالفهم، لكن ما يميز أهل الحق ظهور الدليل وجلاء الحجة، فهم لا يحكمون بأهوائهم ولا بأحزابهم ولا بآرائهم ولا ينطقون إلا بالكتاب والسنة يقفون عند حدودهما ويحكمون بحكمهما ولو خالفوا أهل الأرض كلهم، ولأنهم أهل اتباع فهم أهل إنصاف وصدق ولا يحملهم خلافهم لأحد من الخلق إلى الكذب عليه أو نسبته إلى قول لا يقول به أو تشويهه ونبزهه بما ليس فيه لأنهم إن فعلوا فليسوا أهل اتباع وسنة والله تعالى يقول: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"، فهم أرحم الناس بالناس وأنصح الناس للناس وأشد الناس تعظيماً للدليل وأقرب الناس رجوعاً إلى الحق متى ما تبين وظهرت أدلته.

ولو أن الناس جميعاً اتصفوا بهذه الصفات لقل النزاع وبرز الحق

ولما عرف أعداؤهم من أهل الأهواء والبدع هذه الخصال في أهل السنة وظهر لهم أنهم لا يد لهم بجدالهم والظهور عليهم لجؤوا إلى حيل أملاها عليهم الشيطان وزينها لهم من أشدها وأقبحها: الكذب والتشويه والنبز بالأوصاف الباطلة وإشاعة ذلك بين العوام والغوغاء والجهلة والسفهاء كي لا يقبلوا الحق ولا يفتحوا له قلوبهم

وهذا من أعظم أسباب فشو البدع ورواجها بين المسلمين ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان" أي يجادل بالباطل ويزخرفه بكلامه حتى يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً

وهذه الحيلة كانت وما زالت أعظم سلاح يتسلح به أهل البدع والأهواء منذ أن نبتت نابتتهم وإلى ما شاء الله يصفون أهل السنة بالأوصاف الشنيعة وينبزونهم بالأسماء المستكرهة ليصدوا الناس عنهم وينفرونهم منهم

فالرافضة يسمون أهل السنة ناصبة وعامة والخوارج يسمونهم مرجئة والقدرية يسمونهم مجبرة والمعتزلة يسمونهم حشوية والجهمية يسمونهم مجسمة ومشبهة ونابتة والقبوريون يسمونهم وهابية.. إلى آخر هذه الأسماء المخترعة للتشويه والإقصاء ولو لم يفعلوا لعرف الناس الحق وانصرفوا عنهم إلى أهل السنة

والمنصف من الناس في كل زمان هو من يحكم على الناس بما يقولونه ويكتبونه بأنفسهم وليس بما ينقله عنهم أعداؤهم وينبزونهم به ثم يزن هذا الكلام بميزان الكتاب والسنة فإن كان الدليل معهم والحجة في قولهم قبله وإلا رده دون أن يكذب عليهم أو يقوّلهم ما لم يقولوه أويعمّم قول قائل شاذ منسوب إليهم على عامتهم

كتبت هذه الكلمات لأنني مع الأسف البالغ ارى كثيراً ممن ينسب نفسه إلى الدعوة والخير يبالغ في تشويه خصومه والكذب عليهم ويفجر في خصومته بنسبتهم إلى أقوال هو يعلم قبل غيره أنهم لا يقولون بها

والمحزن أن بعض هؤلاء مشاهير ولهم أتباع كثيرون يرددون أقوالهم بلا علم وينشرون تغريداتهم مقالاتهم بلا تأمل وما أرى هذا البهتان إلا من الخذلان لأنهم يُذهبون حسناتهم ويزيدون حِمل الأوزار على ظهورهم وينفرون من الحق ويصدون عن سبيل الله ويُخشى على من كانت هذه سبيله أن يزيغ قلبه ويُفتن في دينه ويصبح مثلاً وعبرة للناس