المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خربشاتي


فهد الحربي
09-30-2016, 11:30 PM
خربشاتي


عندما يحتويني حنانك أنسى تعب الأيام ... عندما تطوقيني بظلال وجودك أنسى غدر السنين وأشعر أنني الرجل الفارس من بين جميع الرجال الفرسان ... وعندما تنهمر على وجودي رائحة عبير أنفاسك فتتوغل في عروقي أعود كما كنت طفلاً يلعب ويلهو ولايبالي بالمستقبل ... لقد تمنيتك بعواطف الطفل الصغير ثم أحببتك بعواطف الرجل الواعي المدرك وسأبقى كذلك حتى آخر لحظة من لحظات عمري ... فأنت كنت وما زلت وستبقين حبيبتي الأولى والأخيرة والوحيدة.
___________________________________



عندما أنظر إليك يا حبيبتي تتراى لي كل صور الجمال التي رأيتها بل والتي لم أشاهدها قط في حياتي ... أرى الوفاء والإخلاص وكل الحب في عينيك الجميلتين ... أنا بالفعل رجل محظوظ جداً لأنني عثرت على إنسانة مليئة بالعطاء مثلك ... وأحبني قلب كبير كقلبك في هذا الزمن الرديء الذي
لاوجود فيه لعاطفة صادقة وحب كبير إلا ما ندر ... إمرأة مثلك محال أن يكون لها شبيه بصدقها ووفائها وإخلاصها وجمالها ... لهذا أخاف عليك ...
أليس من حقي أن أخاف عليك بعد كل هذا؟؟!

__________________________________



الليل طويل وأنا أجلس أكتب إليكم من مكتبي في المنـزل ؟ إني أتوق إلى فنجان من القهوة ... لكن من يأتيني به؟ الخادم يغط في سبات عميق وليس في منـزلي الكبير سواي وهذا الخادم الذي يتخذ من غرفة (الحوش) سكناً له؟ لا أسمع صوتاً إلا صوت عصفوري " الكناري " والذي شعر بأني وحيداً فأصبح يرقص ويغني وكأنه يريد تسليتي ... فعلاً ما أتعس حياة العزوبية ؟ و ما أتعس المنـزل بدون إمرأة ؟
__________________________________



من السهل جداً أن نحب ... لكن من الصعب أن نحافظ على هذا الحب ... من الصعب جداً أن
لاننحدر بهذه العاطفة السامية إلى الهاوية فلكي يستمر الحب فلابد من التضحية والتنازلات..وقليل أولئك الذين يقدمون التنازلات أو يتقبلون التضحية ظناً منهم أن الحب لا يستحق كل هذه المطالب ... ويكتفون بالكلام المعسول والكلمات المختارة التي يتكرمون بها على الحب؟
___________________________________



ليست المعدة هي الطريق إلى قلب الرجل ... بل هو الحنان ... فالرجل دائماً يفضل المرأة الحنونة الزاخرة بالعطاء ... أما الطعام فيمكنه أن يحضر طباخاً هندياً أو لبنانياً أو غيرهما وهما يجيدان كل أصناف الأكل؟ أليس كذلك يا عقلاء؟
____________________________________



في الصباح وفي المساء نطيل النظر إلى ألمرآة لنرى من خلالها ملامحنا الخارجية ... الوجه رائع ... اللون فيه كل الصحة ... الشعر مصفف ومرتب ... العيون فاتنة ... ثم نبتعد قليلاً لنرى بوضوح هندامنا وتغمرنا الفرحة ونحن نشاهد هذه الصور الجميلة لوجودهنا وأجسادنا ونشعر ببعض الزهو وربما بعض الغرور؟ لانمل من النظر إلى المرآة ولولا المرآة لرفعتنا الحاجة إلى إختراع بديلاً عنها؟
* لاعيب في أن ننظر إلى المرآة لنتحقق من صلاحية وجوهنا التي نخالط بـها الناس فالإنسان بطبعه يحب أن يكون جميلاً ومحبوباً ومرغوباً من الآخرين والله جميل يحب الجمال ... لكن العتب يكمن في التغاضي عن عيوبنا الداخلية وغض البصر عنها ... ليتنا مرة كل يوم أو حتى في الأسبوع نتحقق من صورنا الداخلية الكامنة في أعماقنا ... ليتنا نكشف القبح القابع تحت جلودنا لنتمكن من قلعه أو تغييره أو إصلاحه؟ كم من إمرأة جميلة الوجه وفي داخلها حقد يكفي لقتل العشرات.. وكم من إمرأة رائعة الحسن يسكنها " عفريت" إسمه الطيش ... والقبح الداخلي لايقتصر وجوده في الأعماق... بل إن آثاره تظهر على الوجه ... لذا فالجمال الحق هو جمال الروح والوجه معاً ... هو تطابق الجوهر والمظهر معاً ... وكما يقول المثل " الناس مخابر وليسوا مظاهر " فلنحاول أن نستكشف كل القبح الذي بداخلنا لنصلح ما أفسده الدهر فينا كي نزداد جمالاً فوق جمال ... كذلك لابد من إقتلاع الكذب والبخل والمكر والحقد والحسد والنميمة وكل الصفات القبيحة التي تقبع في أعماقنا إذا كنا ننشد الجمال الخارجي.