مدونة فهد الحربي - الإمارات وصناعة الأمل وسط التوترات الإقليمية

((الإمارات وصناعة الأمل وسط التوترات الإقليمية))

فهد الحربي

في خضم التوترات التي تعصف بالمنطقة تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ترسيخ مكانتها بصفتها نموذجاً يُحتذى به في العمل الدبلوماسي الحكيم..ومن خلال نهجها المتزن والمبني على الحكمة السياسية استطاعت أن تُقدم رؤية مسؤولة تساهم في تهدئة النزاعات وتخفيف التوترات الإقليمية.

لقد شكلت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيانرئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة حجر الأساس في تبني هذا النهج إذ نجح سموه في تحويل الإمارات إلى لاعب مؤثر على الساحة الدولية من خلال تبني استراتيجية تقوم على السلام والإنفتاح والتواصل مع الجميع دون استثناء..ويُعد التزام سموه بالحوار سبيلاً لحل الخلافات دليلاً على رؤية استشرافية تضع استقرار الشعوب على رأس الأولويات.

الموقف الإماراتي من التصعيدات العسكرية الأخيرة جاء واضحاً وقوياً حيث عبّرت الإمارات عن قلقها إزاء تداعيات أي مواجهة مفتوحة مؤكدة ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية.
وقد جاءت تصريحات وتحركات الدولة منسجمة مع هذه الرؤية وجرى التنسيق مع العديد من الشركاء الدوليين في سبيل الحفاظ على الأمن الإقليمي.

. إن دبلوماسية دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد- حفظه الله- تميّزت بأنها لا تقوم على الإنفعال بل على الهدوء والمبادرة المدروسة مما عزز من مصداقيتها وجعل صوتها مسموعاً ومؤثراً في أروقة السياسة العالمية..فسموه الكريم لايرى في الأزمات فرصة لبسط النفوذ بل مسؤولية تستدعي الحكمة والعمل المشترك لتجنيب المنطقة المزيد من المعاناة.

وقد استطاعت دولة الإمارات تحت قيادة سموه أن تبني شبكة علاقات واسعة تقوم على الثقة والإحترام المتبادل وهو ما جعلها وسيطاً مقبولاً لدى مختلف الأطراف..وتستند هذه السياسة إلى قناعة راسخة بأن الأمن الجماعي لايتحقق إلا من خلال التعاون والإنفتاح..لامن خلال الإصطفاف أو الإنقسام.

الرسائل التي وجّهتها الإمارات إلى الدول المعنية بالأزمة الأخيرة حملت مضموناً موحداً: أن التصعيد العسكري لايخدم أي طرف وأن الطريق نحو الأمن يمرّ عبر الحوار والتفاهم..وكان لإسم الشيخ محمد بن زايد وزنه في هذه الرسائل إذ ينظر إليه الكثيرون كصوت عقل يدعو إلى التهدئة ويجسد سياسة إماراتية ثابتة قوامها السلام.

ليس من المبالغة القول إن السياسة التي يقودها الشيخ محمد بن زايد لم تغير فقط صورة الإمارات في العالم بل أعادت تعريف مفهوم القوة في المنطقة بإعتبار أن الحكمة والشراكة والاعتدال هي أدوات المستقبل..في وقت تُغرق فيه الحروب شعوباً بأكملها في مآسٍ طويلة الأمد تقدّم الإمارات بوصلة مختلفة قوامها الحلول لا الصراعات والبناء لا الهدم.

وهكذا.. فإن دور الإمارات في خضم هذه الأحداث ليس مجرد إنعكاس لدبلوماسية راشدة بل تعبير صادق عن مشروع سياسي يقوده رجل دولة يرى أن السلام ليس خياراً عابراً بل التزام دائم ومسؤولية أخلاقية تجاه الأجيال القادمة.