![]() |
الأمير مقرن بن عبدالعزيز.. تواضع يعلو المجد
((الأمير مقرن بن عبدالعزيز.. تواضع يعلو المجد)) حين يُذكر صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظه الله- تتسابق الكلمات لتصف رجلاً لم يكن مجرد اسم في سجل الدولة بل كان روحاً تمشي بين الناس، ووجهاً يضيء المجالس، وعقلاً يسبق زمانه. هو الأمير الذي لم يكتفِ بأن يكون في موقع القيادة، بل جعل من كل منصب جسراً يصل به إلى قلوب الناس، لاحاجزاً يفصله عنهم. في حائل، كان الحاكم الذي لايُرى من خلف المكاتب، بل يُرى في الأسواق، في القرى، في الطرقات، يسأل عن أحوال الناس، ويصغي لهم كأنهم أهله لارعيته. أحبوه لأنه لم يتكلّف، ولم يتعالَ، بل كان بسيطاً في حضوره، عظيماً في أثره. ثم انتقل إلى المدينة المنورة، فكان لها كما كانت له، مدينة النور احتضنته، فأنار دروبها، واحتضن أهلها، فبادلوه حباً بحب، ووفاءً بوفاء. كان الأمير مقرن بن عبدالعزيز يحمل في قلبه من الحكمة مايجعل حديثه درساً، ونظرته قراراً، وصمته تأملاً..لم يكن يركن إلى المألوف، بل كان يبحث عن الجديد، ويؤمن بأن التطوير لايأتي إلا من فهم عميق للواقع، ومن احترام لتفاصيله. لم يكن يفرض رؤيته، بل كان يقنع بها، وكان يزرع الأفكار كما تُزرع الأشجار، بصبر وبحب وبإيمان أنها ستثمر يوماً. تواضعه لم يكن سلوكاً سياسياً، بل كان طبعاً أصيلاً يسكن ملامحه، ويظهر في كل حركة منه. كان إذا دخل مجلساً دخل معه الاحترام، وإذا تحدث تحدث معه العقل، وإذا ابتسم ابتسمت القلوب..لم يكن يرى في نفسه إلا خادماً لوطنه ومحباً لأهله، ومؤمناً بأن الكرامة لا تُقاس بالمناصب، بل تُقاس بمدى القرب من الناس. أهالي حائل والمدينة المنورة لم يحبوه لأنه أمير، بل أحبوه لأنه كان منهم، يعيش همومهم، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم..كانوا يرونه في الأسواق، في المجالس، في المناسبات، لايتأخر عن واجب، ولايتردد في خدمة...كان إذا دخل مكاناً دخل معه الأمان، وإذا تحدث تحدث معه العقل، وإذا وعد وعد معه الوفاء. عبقريته لم تكن في تعقيد الأمور، بل في تبسيطها، وفي تحويل التحديات إلى فرص، وفي جعل الإدارة فنّاً لاعبئاً..كان يرى في كل مشكلة طريقاً للحل، وفي كل فكرة بذرة للتغيير، وفي كل إنسان قيمة لاتُقدّر بثمن..لم يكن يرضى بالجمود، بل كان يحرك المياه الراكدة، ويوقظ الطموحات النائمة، ويشعل شرارة الإبداع في كل من حوله. الأمير مقرن بن عبدالعزيز لم يكن مجرد رجل دولة، بل كان حالة إنسانية فريدة تجسدت في سلوكه، وفي قراراته، وفي علاقته بالناس. كان يحمل الوطن في قلبه، ويحمل الناس في وجدانه، ويحمل المستقبل في عقله..لم يكن يطلب المجد، بل كان يصنعه، ولم يكن يسعى للثناء، بل كان يستحقه. رحل عن المناصب لكن لم يرحل عن القلوب..بقي اسمه يتردد في المجالس، وبقيت سيرته تُروى في اللقاءات، وبقيت صورته محفورة في الذاكرة. هو الأمير الذي أحب الناس فأحبوه، وخدم الوطن فخلّدوه، وكتب قصة من الوفاء لا تُنسى ولاتُمحى، ولا تُروى إلا بفخر. نسأل الله أن يحفظ سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأن يطيل في عمره، ويوفقه لما يحبه ويرضاه. |
| الساعة الآن 04:28 PM. |
© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com