((من التليجرام: آسفه زوجي العزيز.....فهد الحربي ))
الأستاذ فهد الحربي
لقد نظرت أمامي وورائي وحولي وفي كل مكان وبحثت عن إنسان يفهمني وينصحني وينقذني مما أنا فيه فلم أجد شخصآ أثق به وأرتاح واطمئن إليه سواك فأسمح لي بالقليل من وقتك والكثير من إهتمامك
فأنا زوجة وأم لطفلين أكبرهما في السابعة من عمره كان لي قصة حب قبل زواجي بطلها ابن الجيران الذي هاجر الى أحدى الدول الخليجية على أثر خلافات ومشاكل حصلت بيننا وأثناء غيابه الذي طال تقدم لي شاب فوافقت على أمل أن أحبه وأنسى معه حبيبي الأول وتزوجنا وعشنا حياة سعيدة هانئة رزقنا خلالها بطفلنا الأول.. وفجأة عاد حبيبي من السفر وجاء يعاتبني على زواجي من سواه ويشعل نار الحب من جديد في قلبي ويذكرني بحلاوة الذكريات ويبدو أن النار كانت تحت الرماد فضعفت أمامه وعاد يحتل مكانه الأول في قلبي وعقلي وعادت قصة حبنا هي الأخرى تحتل مكانها الأول في حياتنا.
. وفي ذات يوم أسود مشؤوم اكتشف زوجي علاقتنا واتصالاتنا فثارت ثائرته وتأزمت الأمور بيننا فذهبت إلى أهلي ومكثت عدة أسابيع جاء بعدها يسترضيني ويطلب مني العودة إلى البيت فعدت معه وقطعت علاقتي بحبيبي رغم محاولاته واتصالاته وتوسلاته.
لقد تمكنت بقوة عزيمتي وارادتي من إخماد نار حبي وأعلنت توبتي ووفيت بوعدي لربي ونفسي وزوجي..لكن زوجي غدر بي وتزوج عليَّ ولم يسأل عني أو عن ابننا الأصغر حتى الآن..كما رفض كل محاولات التوفيق والتفاهم والإقناع التي قام بها بعض المصلحين والأهل وأصرعلى موقفه الرافض وتمسكه بأبننا الأكبر وحرماني منه.
ماذا افعل استاذي فهد.
إني أحب أبني وزوجي ولا استطيع العيش بدونهما ومستعدة للتضحية بحياتي من أجلهما وكلما فكرت في الإتصال بزوجي والتفاهم معه أشعر بالخوف وأتردد خشية أن يصدني ويجرحني أو يكون في تصرفي إحراج لأسرتي وإنتقاص من كرامتها وكرامتي.
فأرجوك ساعدني على إخماد النار التي تكاد تلتهم ما تبقى من قلبي وبيتي وولدي وأنقذني من جحيم العذاب الذي أعيش فيه وأرشدني إلى الطريق الصحيح للعوده إلى زوجي وبيتي وأولادي ولك مني الشكر والتقدير والإمتنان.
سعاد التائبه
(الاردن)
۞ ۞ ۞
ابنتي العزيزة
لقد أعطيت لنفسك حقآ ليس لك وسلكت طريقآ ممنوعآ بل محرمآ على زوجة وأم مثلك وكان عليك إستعمال عقلك وقوة ارادتك لإبقاء نار الحب الأول خامدة تحت رماد الذكريات بدلآ من إشعالها والإحتراق بلهيبها ثم الصراخ وطلب النجدة وإعلان التوبة المتأخرة والبكاء على الأطلال بعد معصية ربك وخيانة زوجك والحكم على نفسك بالذل والمهانة..فقد كان عليك الاخلاص للإنسان الذي أختارك شريكة لحياته وربة لبيته وأمآ لاولاده والمحافظة على شرفه..لا الإنجراف مع تيار الأوهام..والإنحراف عن طريق الفضيلة مع من تخلى عنك في منتصف الطريق وهجرك لأسباب تافهه؟
أين كان عقلك ؟ بل أين كان حبك لطفليك؟ وأين كانت كرامتك وكرامة أسرتك وأنت تعيشين في عالم الذكريات ونشوة المحرمات ؟ ومن اشعل النار غيرك ؟ فهل يُلام زوجك على ظلمك وأنت التي ظلمت نفسك وكنت البادئة بظلمه وظلم طفليك؟
أما التفسير الوحيد لإسترضائه لك في البداية وأعادتك إلى البيت فقد يكون بادرة تسامح نبيلة أجهضتها الشكوك والظنون..أومحاولة إستدراج ذكية للوصول من خلالها إلى الأبن الأكبر الذي
لايشك بأبوته له وهذا يفسر لنا تجاهله للابن الأصغر..فبعض بل معظم الرجال يعتقدون أن المرأة التي تخون مرة تدمن الخيانة وقليلون جدآ هم الذين يملكون القدرة على الصفح والتسامح والعمل بالقول المأثور: (كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون).
فالخيانة النسائية في الأعراف والتقاليد الرجالية وخاصة الشرقية منها تعتبر وصمة عار لاتُمحى إلا بالدم أو الطلاق.
. أنت بحاجة للكثير من الصبر والحكمة وقوة الإرادة والتضحية لإستعادة ثقته ومكانتك لديه فهو يحبك وبقدر ما يكون الحب كبيرآ يكون جرح الخيانة أكبر ويحتاج إلى وقت أكثر لكي يلتئم ويندمل وينسى ولولا بقية حب لك في قلبه لكان قد طلقك منذ اللحظة الأولى.
فأصبري وأتصلي دائمآ به واسألي عن ابنك ولا تسمحي لأحد بالتدخل بينكما فالتدخلات غالبآ
ماتصب الزيت على النار وتزيدها اشتعالآ والكلمة الحلوة كالمضادات الحيوية تقضي على جراثيم الخلافات والكراهية وتشفي الجراح ..ولحواء أسلحة كثيرة تستعملها في معاركها المصيرية منها الجمال والدلال والدموع وأهمها الأغراء والدهاء ونادرآ ما تجهل نقاط الضعف أو تخطئ الهدف فحاولي تطويقه بحبك وحنانك وتسليط سحرك وتأثيرك عليه دون أن تطلبي شيئآ منه وأن لم تنجحي في إذابة الجليد وفتح باب الحوار والتفاهم وتبديد الغيوم من سماء حياتكما فأكتبي لي مرة أخرى عبر التليجرام ففي يدك ورقة أخرى رابحة باذن الله قد تعوضك خسارتك وشكرآ على ثقتك الغالية والله يهديك ويوفقك.
فهد الحربي