((الرياض تقود النداء للسلام في لحظة حرجة))
فهد الحربي
في خضم التصعيد العسكري المفاجئ الذي شهدته المنطقة مؤخراً برز الموقف السعودي متزناً ومسؤولاً مؤكداً أهمية تغليب لغة الحوار والحلول السلمية على صوت المدافع والطائرات.
المملكة العربية السعودية أطلقت نداء واضحاً للمجتمع الدولي بضرورة التدخل لوقف دوامة العنف التي قد تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.
منذ اللحظات الأولى للهجوم أظهرت السعودية استنكاراً شديداً لما جرى مشددة على أن ما حدث يُعد تجاوزاً خطيراً للأعراف الدولية وانتهاكاً صارخاً لسيادة الدول..لم يقتصر الموقف على الإدانة بل ترافق مع تحركات دبلوماسية نشطة شملت اتصالات مباشرة مع قيادات عربية ودولية في محاولة لبلورة موقف جماعي يضع حداً للتصعيد العسكري ويعيد الجميع إلى طاولة التفاوض.
القراءة المنطقية للمشهد الراهن تشير إلى أن خطورة الوضع تكمن في إحتمال إتساع نطاق الصراع ليشمل أطرافاً لم تكن جزءاً منه بالأساس الأمر الذي يجعل من التعقل والتروي ضرورة حتمية..فالتفاعلات المتسارعة على الأرض وغياب التهدئة ينذران بمزيد من الإنفجار خصوصاً مع ورود أنباء عن ضربات استهدفت منشآت حيوية ومواقع ذات حساسية أمنية قصوى ما يطرح تساؤلات كبيرة حول كيفية اختراقها بهذا الشكل المباغت.
هناك من يربط هذه التطورات بعمليات إختراق تكنولوجي رفيعة المستوى ربما تم تنفيذها عن طريق أدوات حديثة تستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي الأمر الذي يعكس مدى تعقيد المشهد الحالي وتشابك خيوطه.
ورغم تداول بعض الفرضيات حول إختراق أمني داخلي يبقى سيناريو التلاعب الرقمي عبر عمليات خداع مبرمجة هو الأقرب منطقاً للواقع.
وفي ظل هذا الزخم من الأحداث يبدو أن الأطراف المعنية باتت محاصرة بين خيارين أحلاهما مرّ: إما الرد لتثبيت هيبتها العسكرية..أو التراجع تفادياً لتوسّع النيران..وهنا تظهر أهمية التدخل الدولي العاجل ليس فقط لإحتواء التصعيد بل لصياغة مخرج سياسي يحفظ ماء الوجه لجميع الأطراف ويؤسس لمرحلة أكثر توازناً واستقراراً.
. التحركات السعودية المدروسة تمنح الأمل بوجود صوت عاقل في زمن تتزاحم فيه النزاعات وتؤكد أن المملكة بما تملك من ثقل سياسي ودبلوماسي قادرة على لعب دور محوري في تهدئة الأوضاع خصوصاً إذا ما حظيت هذه الجهود بدعم وتأييد من شركائها الدوليين.
خلاصة القول:
الصراع الدائر لا يمكن أن يُحسم من الجو أو عبر صواريخ بعيدة المدى إنما يُحل بإرادة حقيقية للسلام ووعي جماعي بخطورة استمرار الصراع. وعلى المجتمع الدولي أن ينصت جيداً لصوت الحكمة القادم من الرياض ويعمل على إعادة بوصلة المنطقة إلى مسار الإستقرار والتنمية.