((أنت لست حبيبتي))
كان لي قلب كالطفل البريء يعيش أسير الوحدة والحرمان ينشد الحب والحنان يحلق عالياً بعيداً جداً في فضاء الخيال في كل مكان في أرجاء الكون وانفاق الزمان بحثاً عن حورية الأحلام التي كانت صورتها دائماً أمام عيني وصوتـها يتردد في أذني واسمها على لساني..في يقظتي وأحلامي..أحدثها فتحدثني..أضمها فتضمني ابتعد عنها فتقترب مني؟!
. كان قلبي طفلاً بريئاً كالعندليب الغريب بين أسراب الطيور يغرد وحيداً على الأفنان فيوقظ النيام ويحي السهارى بضوء الفجر ويستقبل الصباح بشروق الشمس ويترقب تفتح براعم الزهور والورود ونضج الثمار على الأشجار وينتقل من زهرة إلى ثمرة ويتوقف طويلاً أمام رشيقات القدود..ساحرات العيون..حمر الشفاه.. ورديات الخدود..باحثاً..سائلاً عن صاحبة الصوت الموسيقي والوجه الملائكي والحلم الجميل وقد طال الزمن وطال البحث ؟!
. وفي ذات يوم أيقظه صوت مجهول من النوم فعاد مسرعاً وهو يرقص فرحاً ويغرد طرباً ويزف إليَّ بشرى العثور على حورية الأحلام مستلقية بظلال شجرة الحياة أمام نبع الحب على ضفاف نهر الأمل ويسمعني ذلك الصوت المجهول؟! فلم أصدق أذني..وطال الصراع بين قلبي وعقلي استطاع القلب خلاله أن يخدعني؟! فصدقته وخدعت نفسي؟! وكما استطاعت حواء خداع وإغواء آدم بالتفاحة الشهيرة؟! خدعني قلبي وأغواني بالإصغاء إليك؟ فصدقته وصدقتك!! وسلمته دفة القيادة رافضاً الإصغاء لصوت العقل
.فجأة اكتشفت الحقيقة (كل الحقيقة) ومن ضمنها حقيقتك أنت؟!
وأدركت أن الطريق ليس طريقي؟ ولا الحورية حوريتي وأنك مجرد ممثلة مغمورة تنتحلين شخصية حبيبتي! وتبحثين عن دور بطولة في قصتي؟! في محاولة فاشلة لإثبات وجودك على مسرح الحياة؟ وإرضاء غرورك؟!.
فأوقفت السفينة قبالة الشاطئ واستبدلت القائد والغيت الموعد ورفضت اللقاء وعدت من حيت أتيت وانتهيت حيث بدأت رحلة البحث من جديد عن الحورية الحقيقية التي كانت دائماً باكورة حبي وغرامي ومصدر إلهامي وفجر أيامي وحرمت على قلبي أن يتجاوز عقلي أو يذكر اسمك أمامي .
وقد نسيت أني سمعت صوتك أو عرفتك فأنا لا أصدق أبداً أني قد أحببتك أو أحب مثلك..أو أنك كنت يوماً حبيبتي حتى في أحلامي.