#1
|
|||
|
|||
![]() سأطرح عليكم سؤالا ليس صعبآ أغلبكم يعرف الجواب عليه.؟ لو كان عندكم شيء ثمين له مكانه في قلوبكم وفجأه فقد أو تعرض للعطب أو السرقه لاشك أنكم ستسلمون الأمر لمشيئة الله.. لكنكم سوف تتساءلون: لماذا أصاب هذا الشيء العطب في مثل هذا الوقت بالذات؟ بعد أن رآه فلان وفلان وغيرهما..من بالتحديد (أبو عيون قويه) الذي أعطى الشيء العزيز (نظره ثاقبه) جعلته يفقد أو يعطب؟! نفس الشيء لو كان عندنا صديق أو زميل وتغيرت أحواله أو بدأ على غير عادته أو فقد شيئاً يعز على نفسه نقول: (مسكين.. عين ما صلت على النبي صابته) نعم إنه ذلك الشيء الممقوت (الحسد) تلك القنبله الموقوته التي تنفجر ويتطاير شررها من عيون الحاسد الشرير لتصل شظاياها للمحسود فتصيبه النظره الخبيثه في نفسه أو ماله وممتلكاته. إنه مرض خبيث يجب معالجته واستئصاله من مجتمعاتنا لتتمتع بما أغدقه الله عليها من نعم وخبرات. إن الحسد مرض تتسلل جراثيمه القاتله للمجتمع بسبب ضعف الوازع الديني فلو كان الإنسان متحصنآ بالإيمان وصادقاً في نواياه تجاه الآخرين لما أخذ ينظر إليهم بنفس خبيثه ويحسدهم على ما أتاهم الله من نعم وخيرات ورزق كريم هو من فضل الله وكرمه.. إن الحاسد يا أحبه تظل نفسه مشتعله بالحقد على الناس فنراه دائم الحديث عنهم مستنكراً ما هم عليه من الخير أو الصحه فما إن يرى عماره شامخه إلا وقال ![]() لقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الأصناف في مواقع عديدة من كتابه الحكيم فقال عن الحسد وسبل الوقاية منه ( وقال يا بني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) هذه الآية الكريمة توضح لنا جانبآ من حياة الصديق (يوسف) وأخوته حيث كانوا على درجة عاليه من الجمال والذكاء فأمرهم والدهم نبي الله (يعقوب) أن لايدخلوا من باب واحد وأن يتفرقوا ليتجنبوا النظرات الخبيثه ويتقوا النفوس الضعيفه التي تبث سمومها وقال الحق تبارك وتعالى في سورة الفلق: ( ومن شر حاسد إذا حسد) ليؤكد الحق تعالى على وجوب الحذر من الحسد والابتعاد عن أصحاب النفوس السيئة والنظرات الخبيثه. في هذا الشأن كان حديثي مع أحد الأصدقاء فقال ![]() ![]() يا أخواني إن الإنسان المسلم عليه التسلح بالإيمان ويواجه الحياه بكل متاعبها بهذا السلاح وسوف ينتصر لأن الله دائماً مع المؤمن التقي الصالح يؤيده وينصره ولايخذله وعلينا عند معرفتنا بأحد من أصحاب (النظرات الخبيثه) أن نستعيذ بالله من همزات الشيطان ونصلي على النبي وأهل بيته ونتلوا آيات الله البينات وآية الكرسي والمعوذاتوندعو الله أن ينصرنا فإننا بإذنه تعالى سننجو من حسد الحاسدين وكيد المعتدين ولاشك أن المجتمع يمتلئ بالعديد من القصص التي تحكي عن تلك القنابل الموقوته في عيون البشر والتي يسميها البعض (أشعة الليزر) وأحسن سبيل لمحاربة هذا الداء هو الابتعاد عن أصحابه واجتناب مخالطتهم ولاشك أن أكثر الفئات التي تتعرض للحسد هم المشاهير من أهل السياسه والفن وأصحاب المراكز المرموقه في المجتمع وأيضاً أصحاب النعم والمال الوفير وبعض (الحاسدين) يتخبط في حسده حتى أنه يحسد الناس على كل شيء وهذا ينطبق عليه المثل الشعبي: (يحسدون الفقير على موته الجمعه) يا أخواني إن الحسد والغيره المرضيه من الصفات السيئه التي لا يرتضيها أصحاب العقول السليمه والضمائر الحيه إذ أن الحاسد يتمنى زوال النعمه من يد غيره من إخوانه المسلمين ويستكثر عليهم ما أعطاهم الخالق جلت قدرته..وتطفح نفسه الآثمه حينما يرى شيئآ جميلآ .. انها نفس مريضه يسودها الحقد وتقتلها الغيره ولاتحب الخير والسعادة للناس. ليكن سلاحنا دائماً في مواجهة الحسد وأهله ذكرالله سبحانه وتعالى وتعميق الأحاسيس الدينية في النفوس فلو فهم أهل الحسد مبادئ الإسلام وأهدافه العظيمه ماتمكن ذلك الداء من الاستقرار في نفوسهم والتثبت بأعماقهم ونصيحتنا الأخيره لهم: انزعوا هذا المرض من أجسادهم وطهروا وزكوا نفوسكم واذكروا الله يذكركم. |
![]() |
|
|