قصة فتاة السيرك

[فهد الحربي]

أول أفلامها اسمه (العيش والملح) وبعده أصبح اسمها على كل لسان مما دعا المخرج (حسين فوزي) لأن يتعاقد معها ويحتكرها لنفسه فأخرج لها فيلمها الثاني (لهاليبو) وفي عام 1950أخرج لها فيلمها الثالث (بلدي وخفه) وفي العام نفسه أخرج لها اول فيلم ملون (بابا عريس)
وقد كانت (نعيمه عاكف) جديره بالنجاح الذي وصلت إليه منذ ظهورها فقد أحست بثقل المسؤوليه الملقاة على عاتقها كنجمة استعراض فكانت تتدرب لمدة ساعتين يوميآ على فن الباليه والفن الاستعراضي الإيقاعي والفن الاستعراضي للشعوب المختلفه وبجانب هذا الفن كانت تتعلم القراءة والكتابة ثم استعانت بمدرسين لتعلم اللغه الفرنسيه والإيطاليه والإنجليزيه..وفي خلال سنتين استطاعت أن تجيد هذه اللغات قراءة وكتابة فاستفادت منها كثيرآ في سفرها إلى مدن ودول أوربا المختلفه.
وقد تطورت الصلة بين (حسين فوزي) و (نعيمه عاكف) إلى حب ثم إلى زواج رغم الفارق الكبير في العمر وقد هيأ لها زوجها كل الظروف التي تجعل منها نجمه تتقدم كل الصفوف بين نجمات مصر فقد جمع في أفلامها أشهر المطربين والمطربات فما أن ظهر المطرب (عبد العزيز محمود) واشتهرحتى اشركه معها في فيلم(جنه ونار) واشرك كذلك المطرب (كارم محمود) حين بزغ نجمه وذاع صيته في فيلم (نور عيوني) وأسرع في إشراك المطرب (محمد فوزي) معها في فيلم (يا حلاوة الحب) وحين ظهرت المطربه (فايزه أحمد) وبعد اشتهارها اشركها مع (نعيمة عاكف) في فيلم (تمر حنه) فغنت أغنيتها المشهوره (ياما القمر ع الباب)
وخرجت (نعيمه عاكف) من حياة (حسين فوزي) بعد عشرة زوجية دامت تسع أعوام لكنها (والحق يقال) خرجت وهي تكن له كل الجميل وكل الفضل لكنها كزوجه كانت ترفض القيود التي يفرضها عليها زوجها وتزوجت من بعده بالمحاسب (صلاح عبد العليم) وقد مثلت (نعيمة عاكف) أفلامآ كثيره أخرى منها النمر..أربع بنات وضابط..خلخال حبيبي..بائعة الجرائد..أمير الدهاء..أما آخر أفلامها فكان فيلم (الحقيبة السوداء)
لم تتنكر(نعيمة عاكف) لماضيها وكانت تفخر بأنها بنت السيرك وكانت دائمة الرعاية لأسرتها وباتصال دائم بأقاربها تفتح لهم فرص العمل ومن أجلهم عملت فيلم (فتاة السيرك)
ومن يزر مسرح البلوشوي في روسيا سيشاهد صورة كبيرة للنجمة (نعيمة عاكف) وذلك بمناسبة فوزها بالمركز الأول في استعراض (يا ليل يا عين) الذي أخرجه (زكي طليمات) والذي شاركت به مصر مهرجان الأوبرا الكبير من بين خمسين دولة
في أواخر عام 1965 وأثناءعملها في فيلم(الحقيبة السوداء) شعرت (نعيمة عاكف) بآلام لاتطاق ولم يعرف مصدرها وبعد التحاليل والأشعة اتضح أنه السرطان الذي لم يمهلها أكثر من ثلاثة شهور حيث فتك بالجسد الرشيق الرياضي بلارحمه
وفي أبريل من عام 1966 رحلت (نعيمة عاكف) عن الدنيا بعد أن انجبت ابنها الوحيد (محمد) من زوجها الثاني وهي في عمر الزهور رحمها الله.