إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-18-2024, 07:14 PM
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 315
افتراضي عدم الثقة بالنفس

الثقة صفة نطلبها ونتمناها لأنفسنا وندعو إليها الغير فالكل بحاجة إليها والكل يرجع متاعبه ومشاكله إلى افتقادها في نفسه وفي الآخرين.
ولكننا أحيانآ نتساءل: ماذا نعني بالثقة؟ وماذا تفعله بنا؟ وماذا نريد منها؟ وكيف نتصور وجودها في علاقتنا المختلفة؟ وماذا تعني الثقة المطلقة؟ وما الفرق بين الثقة والغرور؟ الثقة نتعلمها ولا نرثها والبيت هو المدرسة التي نتعلم منها ثقتنا بأنفسنا أونتعلم منها الخوف والانطواء بدافع الحرص الزائد والخوف من الآخرين ومن المجهول عمومآ.
واكتساب الثقة أوفقدانها لايقتصر على طريقة التربية فقط ولكنه يمتد إلى جو العلاقة بين الأب والأم..الأم التي تثق بالزوج فتولد الثقة بين قلوب الأبناء والأم التي تتهم وتتجسس علنآ وخفية على الأب وتشكو وتبرر انهيار ثقتها بشريك حياتها فتهتز صورة الأب في خيال الأبناء وهو الذي يمثل بالنسبة لهم السلطة والحماية والأمن والأمان ولكن هذا لايعني أن الجميع يفعلون ذلك ولكنه واقع موجود عند البعض وأسباب نلمسها تؤدي إلى نتائج نعايشها.
والمفترض أنه في كل علاقة زوجية وجود قدر من الثقة بين الطرفين حتى يسود التفاهم والسكن والمودة ويتفرغ كل شريك لمهامه خارج البيت وداخله وإذا كانت الغيرة الخفيفة مظهرآ طبيعيآ للحب وتدل عليه فإن الغيرة الشديدة التي تهز النفس وتحطم الأعصاب وتملأ الرأس بالهواجس والشكوك ما هي إلا مظهر من مظاهر انعدام الثقة بالنفس فشديد الغيرة هو شخص يفتقد تمامآ الثقة بالنفس وبمقدرته على الاحتفاظ بمن يحبه ومن يعاني من فقدان الثقة بنفسه لا يمكن أن يثق بأحد ينطبق هذا على الرجل وعلى المرأة أكثر بل أن غيرة المرأة أكثر شيوعآ وانتشارآ وهي ظاهرة تؤكد أن المرأة ما زالت تعاني من فقدان الثقة بنفسها
ومازالت تتصور أنها عاجزة عن الاحتفاظ بمن تحب لذلك فهي تعتقد أنها بالغيرة تدافع عن حبها واستقرارها.
والخبراء النفسيين يربطون أكثر بين انعدام الثقة بالنفس أو تذبذبها صعودآ وهبوطآ وبين القلق النفسي عند المرأة..فأسباب القلق في حياة المرأة أكثر منها في حياة الرجل. والمرأة تشعر بالثقة في نفسها عندما:
ــ تقتنع بأنها جميلة ومرغوبة.
ــ أن شخصيتها مؤثرة في جوانب حياة شريك حياتها وأنه يصغي لمشورتها ويؤمن بزجاجة عقلها.
ــ أن تكون مستريحة أصلآ لشريك حياتها مطمئنة إلى وفائه لها والى حاضرها ومستقبلها معه.
وبخلاف ذلك فان القلق بمظاهره المعروفة يتغلب عليها وإذا كان الغالب أن تكون حياة الرجل العامة هي مصدر قلقه.. فإن القلق يغزو مختلف جوانب حياة المرأة في العمل وفي البيت وفي موقف زوجها منها وفي قدرتها على تسيير أمور البيت وفي مشاعرها نحو ابنائها ولذلك فإن اهتزاز ثقتها بنفسها وتغلب عوامل القلق على نفسيتها كفيل بتدمير حياتها وهدوئها.
فالزوجة التي تخشى أن تفقد زوجها يومآ والزوجة التي تفرض على زوجها الرقابة اعتقادآ منها بأن كل الأزواج خائنون ينعكس قلقآ تتسم به تصرفاتها فيؤدي ذلك إلى نتيجة غير مرغوبة فالرجل يكره أن يشعر بأن هناك قيدآ يحد من حريته يحسب عليه كل خطوة وكل حركة..وعلى ذلك فإن القلق ينبغي أن يتحول إلى حرص والحرص يجب أن يتخذ الشكل الملائم الذي يعطي الزوج إحساسآ بأن البيت هو جنته الأرضية وأن زوجته هي حبه الوحيد.
ودور الأم لا يختلف عن دور الزوجة فإن قلقها من أجل ابنائها يجب أن يترجم إلى الحرص على صحتهم وسعادتهم واستقرارهم..ومن واجب الأم أن ترعى أطفالها دون أن تظهر اللهفة والجزع وليس معنى ذلك أن تطرح عواطفها جانبآ فهي في الحالة الأولى تعودهم على التدليل الزائد..وفي الحالة الثانية تشعرهم بالحرمان عليها إذا أن تكون حازمة ورقيقة واثقة من نفسها حتى تعكس هذه الثقة سلوكآ ينمو ويستمر مع أبنائها.
وإذا كانت الثقة دعامة من دعامات العلاقة الزوجية المثالية فهناك فرق بين الثقة والغفلة.. الثقة مطلوبة في حدودها التي لاتصل إلى حد الغفلة والاستهانة والثقة المطلقة بالآخرين تخالطها أحيانآ شبهة اللامبالاة والرجل أو المرأة كما يتعذب بالشك يعذبه أيضآ أن يفتقد المبالاة من الطرف الآخر
قالت إحدى الزوجات:
تعاهدت مع زوجي على الثقة المتبادلة واحترام كل منا للآخر فلا أسئلة ولا تجسس ولاشك متبادل ولا غيرة ولا استجوابات ولاتلميحات .
وقد جعلنا هذا دستور حياتنا فعشنا معآ أحلى سنوات عمرنا وكانت كل الدلائل تؤكد لي إخلاصه فلم يكن يخفي عني شيئآ.. حتى أخطائه الصغيرة التي كنت أنساها بسرعة طالما جاء واعترف بها وبنفس هذه الروح فتحت أبواب بيتي لصديقتي التي سافر زوجها إلى الخارج في مهمة تستغرق بضعة أشهر وتركها بمفردها بعد زواج حديث وبالفعل لم أتركها لوحدتها فكانت تشاركنا سهراتنا في البيت وتذهب معنا في نزهاتنا وعندما كانت تتأخر كنت أصر على أن تنام في بيتي كما كنت أرفض دائماً أن أدعها تعود إلى بيتها وحدها وكنت أقوم بتوصيلها بنفسي أو أدع زوجي يقوم بهذه المهمة حين أكون منشغلة بأمر من أمور البيت أو الأبناء.. مضى على هذا الحال أربعة أشهر كاملة وأنا سعيدة لأنني أسدي خدمة لإنسانة وحيدة أعتبرتها كشقيقتي ولم أشك فيها قط ولم يدر بخلدي أبدآ أن شيئآ يمكن أن يحدث منها وحتى عندما علمت أن زوجي يتردد على منـزلها بدوني بين الحين والآخر لم تساورني أية ريبة حتى كانت المفاجأة التي شاهدتها بنفسي وفي بيتي فكانت الصدمة التي لم أحتمل معها الاستمرار في حياتي الزوجية رغم ندم الزوج وإقراره بالخطأ والتماس الصفح مني باعتبارها نزوة لن تتكرر بعد أن تخلصت من صديقة السوء ولازلت مصرة على موقفي.
ومما لاشك فيه أن هذه الزوجة لم تكن تعيش الثقة ولكنها كانت تعيش الغفلة وهذه الغفلة تجاوزت زوجها إلى الآخرين الذين يجب أن نتأكد من أخلاقياتهم وسلوكهم قبل أن نمنحهم ثقتنا حتى لو كانوا من أعز أصدقائنا فالثقة المفرطة العمياء كما توحي باللامبالاة فإنها تسرع بالخيانة.
أما الثقة المطلوبة للحفاظ على الحب فهي الثقة الحريصة النابعة من الوعي والمنطق تمامآ كهذه السيدة الفرنسية التي اتهم زوجها بالاعتداء على فتاة قاصر وكانت كل الأدلة ضده ورغم إصراره على براءته إلا أن أحدآ لم يصدقه سوى زوجته التي ساءها كثيراً أن يدان زوجها وهو بريء فتصدت للدفاع عنه باعت أثاث منـزلها ووكلت له أشهر المحامين وتحدثت الصحافة وأجهزة الإعلام كانت ثقتها بلا حدود في براءة زوجها من هذه التهمة التي دبرت له بإحكام شديد من قبل منافسيه وراحت تعلن أنها على مدى عشر سنوات كاملة عاشتها معه لم يكذب عليها ولم يخن ثقتها ولو أنه ارتكب مثل هذا الفعل لاعترف به فهو شجاع يتحمل مسؤولية تصرفاته إنه بريء وسأعاونه بكل ما أملك لإظهار براءته وبدأ الرأي العام كله يتحول إلى جانبها وبدأت أدلة الاتهام تنهار تباعآ أمام ضغط المحامين حتى ظهرت براءة الزوج وتم القبض على الجناة الحقيقيين وخرج الزوج منتصراً بفضل زوجة ناضجة واعية وثقت به.
والثقة بالنفس هي دعامة الالتزام النفسي الذي يعني عدم التقلب بين حالات نفسية متعارضة مثل التقلب من حالة الطمأنينة إلى حالة الانزعاج والشك وفي رأي علماء النفس أن نقطة البداية لأي مرض نفسي هي فقدان الثقة بالنفس.

اخيرآ

يختلط الأمر في بعض الأذهان بين الثقة بالنفس والغرور وبينما الواثق يعرف قدر نفسه ويمضي في تحقيق أهدافه ويضفي عليه إحساسه بالثقة إحساسًا آخر بالرفض الذاتي وحب الناس يرحب بالنقد ويستفيد منه ولا يعتبره طعنآ في شخصه أو في أدائه..فإن المغرور يكون منتفخآ كالبالون عن سوء تقدير لنفسه معتبرآ كل نقد يوجه إليه إنما هو موجود لذاته وطعن في قدراته.
يقوا احد علماء النفس :

الغرور بمعناه العلمي يعني إدراك خاطئ للذات فكل إنسان منا يدرك ذاته.. أي يكون واعيآ بقدراته وإمكانياته ومستوى ذكائه ووضعه أو مكانته الاجتماعية.. هذا الوعي بالذات مرتبط أيضا بوعي الإنسان أو بإدراكه للآخرين وبذلك يستطيع أن يحدد علاقاته بهؤلاء الآخرين والإنسان المغرور يرى ذاته متضخمه..أي يراها أو يدركها أكبر من حجمها أو قدرها الطبيعي.. يرى أن قدراته تفوق قدرات الآخرين وأنه أعلى مكانة منهم ويستحق أن يكون في المقدمة..وبينما المغرور يرى نفسه عملاقآ فإنه يرى الآخرين أقزامآ وكما أن الغرور قد يكون صفة لشخصية معينة فإنه أيضآ يعتبر علامة غير صحية في بعض الأمراض النفسية كما في الشخصية (الاضطهادية) وصاحب هذه الشخصية يشعر مرؤوسيه دائما أنهم لا شئ, ولولاه لما اتسطاعوا أن يفعلوا شيئا
وإن كان مرؤوسآ فهو دائم السخط والشكوى ودائم التقليل من شأن رئيسه وزملائه وقد يكون الغرور إحدى العلامات في مرض (الفصام) وقد يصل هذا العارض إلى حد أن يشعر المريض أنه العبقري الأوحد.
هذا الإنسان عادة يتصف بالشراسة والعدوانية وذلك تأكيدآ لإحساسه بالتفوق ودفاعآ ضد اضطهاد الآخرين له.
والغرور أيضا إحدى العلامات المرضية في مرض (الهوس) ومريض الهوس يشعر أيضآ أنه أعظم الناس وأنه يملك قدرات فائقة وأنه قادر على فعل أي شئ والمشكلة هنا أنه في هذه الأمراض قد يكون الغرور هو العارض الوحيد وبذلك لا يدرك المحيطون به أنه يعاني مرضآ فلا يجد طريقة إلى العيادة النفسية.
أما الغرور كصفة من صفات الشخصية فإن هناك درجات من هذا الغرور هذه الدرجة تتحدد بمدى إحساس الإنسان بتضخم ذاته وبمدى تكيفه مع الآخرين أو بالأصح مدى معاناة الآخرين منه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 PM.


IPTEGY.COM® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Powered By iptegy.com.