![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نحن نتوقع من الحب أكثر مما نحصل عليه نتوقع السعادة الدائمة المستمرة والإستقرارالمدهش والأمان الملهم والصفاء الهادئ ولا نقبل بالأقل ويكون الإختبار الأول حين تكشف العلاقة عن وجهها الطبيعي..حين يهبط الحب من رومانسية السماء الى واقع الارض في الأرض وعليها لا توجد جثه..توجد حياة.. يوجد بشر وحجر وعلاقات متعدده ومعقده..توجد مصالح وخلافات ومجتمع متشابك..يوجد حب عليه أن يتعامل مع كل الظروف من حوله..عليه أن يجعل الخريف ربيعاً والشقاء سعاده ويهدينا حالة من الرضا النفسي والسكينه المبدعه. أؤكد أن الحب كائن مهم في حياتنا..أؤكد أن حياتنا بدون حب لا توصف بأنها حياة ..أؤكد أن الحب يعلّمنا كيف نجعل مشاعرنا جسراً إلى الإستمتاع بالحياة.. وفي الحب إكتشاف للإنسان الآخر الذي منحته عن ثقه هذا الحب وفيه أيضاً متعه قبول أفكاره وشخصيته ومشاعره والإعتياد عليها ومابين الإكتشاف والقبول تحدث الكثير من التطورات والمناقشات والتنازلات والمفاوضات غير المعلنه للتعامل مع هذا الذي سوف تمنحه قلبك وحياتك وعمرك. من الخطأ أن يحاول أي طرف السيطره على الطرف الآخر..من الخطأ أن يفرض شخص على شخص أن يصبح نسخه أخرى منه يرى الحياة من نفس الزاويه ويتعامل معها بالطريقة ذاتها. لكن هذا ما سوف يحدث وتنفجر أزمات الحب.. تتفتت مثل عصفور ضربته رصاصه طائشه في اللحظه التي كان يستعد فيها للطيران إلى مدينة جديدة.. حين نعثر على عصفور مقتول عند شجره على الطريق تصور أن هنا إلتقيا حبيبان وإفترقا حبيبان. منتهى الصعوبة والقسوة نهاية قصة حب.. النهاية مشتعلة نارآ والنار..لاتطفئها الدموع..والدموع لاتموت في العيون.. والعيون غائمة مثل شتاء ديسمبر.. مثل ليالي البرد.. مثل صراخ طفل رضيع فقد صدر أمه.. من الصعب أن أصل إلى وصف دقيق وعام للحظة مفترق الطرق. في الحب من الصعب أن أجد الصورة التي تختصر فيضاً من المشاعر التي تغادر الزمن مجروحة ممزقة حائره على الأقل لاتعرف في أي الشواطىء سوف ترسو مرة أخرى.؟ نفترق..معناها أن إثنين كانا أقرب الناس على ظهر الأرض سوف يتحولان بعد لحظة إلى أبعد إثنين عليها هذه قسوة الفراق تلك اللحظة التي قد تطول وتصبح عمراً هي أصعب لحظات الحب والعمر أيضاً. ومن أجل ألم هذه اللحظة يحاول البعض تأجيلها على أمل ألا يعيشونها ويفرّطوا أحياناً في تقديم التنازلات خوفاً من لحظة الفراق..ولاتصدق أن هناك إنساناً أقوى من تلك اللحظة مهما حاول أن يبدو كذلك هذه اللحظه تشبه العاصفه غير المتوقعه التي تطيح بأشياء ثابته في الحياة لم تكن تتوقع الإطاحة بها! والإنسان (أي إنسان) يقابل هذه اللحظه الفاصله في الحب مرة في العمر على الأقل وتترك آثارها الواضحه جداً على شخصيته ونفسيته مهما نسى أو حاول أو غيّر حياته ويحاول ألا يمر بها مرة أخرى وفيها وبعدها نشعر بعدم التوازن وعدم الأمان والجنون وتتخبطنا مشاعر الخيبة والإحباط والرغبة في الإنتقام والأمل في العودة وإحساس اللامبالاة ومراجعة النفس والندم والإنتصار والخوف والغرور..تهتز الأحلام ونرفض تصديق الواقع الذي نعيشه لقد تحركت الحياة ورأينا منها وجهاً آخر ولا نعرف بدقه هل ما فعلناه هو الصواب أم الذي وقعنا فيه هو الخطأ؟ أزمة الفراق في الحب أنها أخيره وبلا رجعه.. الفراق يدمر معه الكثير من المشاعر بين الطرفين مثل إعصار قوي يباغتك في لحظه غير متوقعه..فإذا فرضاً عاد الطرفان بعد إفتراق سيعود كل منهما شخصاً آخر في داخله ذكرى قلب مجروح وإحساس غير دائم بالأمان. لذلك أقول للأحباء لاتفترقا لاتعلنا الفراق إذا كان بينكما حباً حقيقياً..هل تضمنا أن تجدا حباً آخر؟ والأهم ليس بعد الفراق عوده لاحب يعود بريئاً قوياً دافئاً ناصعاً مثلما كان. إفترقا إذا كانت تلك هي النهاية الوحيده المتاحه..إفترقا إذا وصل الحب إلى درجة الصفر..إفترقا إذا كان في موت الحب ميلاد حب. على الرغم من رومانسية الحب التي لا أملك إختصارها إلا أن واقعية الحب هي التي يجب أن تتدخل في الوقت المناسب لحل مشاكله لتضع الحب من القلب الى مائدة المناقشة. يجب أن نتعلم كيف يجلس حبيبان يناقشان حبهما مرة في الشهر وهل ما زال نابضاً بالحياة؟ هل هو في حاجة إلى تدخل عاجل وواضح لإنقاذه؟ هل يكبر.. يصغر..يتنفس..يزيد ؟ هذه الجلسة يسترد بها الحب صحته وعافيته وسيرته الأولى..يسترد وعيه وأحلامه وقوته..يسترد ثقته بنفسه ومن معه. سرعة إيقاع الحياة وتراكم مشاكلها ورفض العشاق مناقشة مشاعرهم والإعتراف بأخطائهم تقتل الحب كيف نحب؟ ولانقبل أن نمنح الحب نفسه فرصة للحياة والتعبير عن مطالبه؟ أمنح الحب الحرية وأمنح نفسك الثقة في الحب وبمن تحب وإجعل من الحب حياتك وإشرح صدرك بالحب..في تلك اللحظة لست بحاجة كي يُقال لك كيف تواجه لحظه لست بحاجة إليها. المصدر: مدونة فهد الحربي |
![]() |
|
|