اهلا ومرحبا بكم فى مدونة فهد الحربي


Tags H1 to H6

مدونة فهد الحربي

الغيرة..أسبابها وعلاجها

الغيرة..أسبابها وعلاجها
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-19-2025, 04:48 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 324
افتراضي الغيرة..أسبابها وعلاجها

((الغيرة..أسبابها وعلاجها ))




الغيرة شعور مركب من العاطـفـة والغريـزة والعـوامـل النفسـيـة تؤثر فيها التربية والتجارب والعادات الإجتماعية والبيئة المحيطة وهي تختلف من عصر إلى عصر ومن مجتمع لمجتمع ومن جنس لجنس ومـن شخـص لآخـر كـمـا تخـتـلـف باختـلاف مـراحل العمر والـثـقافـة كمـا يختـلـف مفهومها من (الغيرة على..) و (الغيرة من..)
والغيرة أيضاً تختلف من حيث النوع فـهـنـاك الغـيرة الطبيعية التي يحركها الطموح والعقل والذكاء الإجتماعي والتنافس الشريف والغـيرة الشديدة التي تحركها العاطفة المستبدة والغيرة المرضية التي تشعلها الأثرة وحب التملك وهـي غـالـبـآ مـا ترتـبـط بالشك في النفس وفي الآخرين.
وقـد أوضحـت أحدث الدراسات أنه كلما انخفض المستوى الثقافي للشخص كلما زاد شعوره بالغيرة المرضيـة وانخفاض تقديره لنفسه وأصبح عاجزاً عن التفكير السليم مما يؤدي إلى تحول هـذه الغيرة لنوع من الحقد والحسد من شأنه تدمير الشخص في النهاية وقد يمتد هذا التدمير لمن حوله أيضآ ولمن كانوا سببآ في غيرته..يستوي في هذا الرجل والمرأة وإن كانـت تبدو في المرأة أكثر حدة وأشد قسوة فالمرأة لا تسامح إذا أهـدرت كرامتهـا أو شعـرت بتهـديـد لهـا وهـي إذا أرادت الإنـتـقـام فإنهـا تـنـتـقم بعنف ولا تـحـسـب حـسـابـا لـلـنـتـائـج إنـهـا الـغـيـرة الـجـنـونـيـة أو المجـنـونـة.
. يـعـلـق أحد خـبـراء العـلاقـات الزوجـيـة عـلـى هـذا قـائـلاً : (عندما تأخذ الغيرة المرضيـة بتلابيب المرأة فإن المنطق السليم يتبخر من رأسها لتستيقظ فيـهـا غـريـزة الإيذاء الخـبـيـث بعيـد المدى أو المباشر الفـوري بطريقـة يائسة تارة ومضحكة تارة أخـرى شأنهـا فـي ذلـك شـأن كـل إنسـان يقـع فريسة للغضب أو يتـعـرض لـلإهـانـة والإذلال وبمجرد أن تهدأ ربما دار بذهنها أنـه مـن المستحـيـل عليهـا أن تحب رجلآ ليس جديرآ بأن تغار عليه فالمرأة كما تحب أن يكون زوجها مصدر غيرة الأخريات تخـشـى أيضـاً مـن فـقـدان السيطـرة عليـه أو تفقـد معه الإستقرار العاطفي والأسري والإجتماعـي أو المـادي الذي تتمتع به مع أو من خـلال الشـريـك الـذي تـغـار عليـه فالغيرة الشديدة ليـسـت إلا شعـورآ بالخوف على ما يحقق للإنسان إشباعات من نوع مـا ولذلـك فـهـي تشمـل الخوف عـلـى مصـادر الحب والحنان والأمان والثقة بالنفس وهي لذلك تفضل وضـع الزوج فـي صنـدوق زجاجي من صنعها وحدها بحيث تراه الأخريات ولا يرى هو أحدآ غيرها)
.والغيرة كغريزة تبدأ من الطفولة وتظهر عـلـى الطفل بمجرد وعيه بذاته وبمن حوله إذا شعر بأنه مهدد بفقدان الحنان الأبوي الذي يعـيـش فـي كنـفـه فيندفـع إلى الغضب والإنتقام الطفولي ممن يريد الإعتداء على هذا الحنان وتستمر هذه الحالة مـلازمة له إذا أحـس بالتفـرقـة فـي المعاملـة بيـنه وبين أشقائه..هنا يكون الوالدان أو أحدهما قد غرسا بذرة الغيرة المدمرة في نفوس أبنائهمـا لذلـك يحـرص التربويين دائـمـآ عـلى تذكـيـر الآباء بـعـدم التفـرقـة فـي المعامـلـة بـيـن الأبناء حتى لا يكون هناك مايعلق بنفوسهم ويدمر حياتهم في مستقبل أيامهم فمثل هؤلاء يـدفـعـهـم الشعور بالتفـرقة في المعاملة إلى حالة غريبة تصور لهم أن حقوقهم دائمآ مهضومة في هذا المجتمع وأن العالم كله قد انبرى لمحاربتهـم فيشـب الواحد منهـم غيورآ لايـذوق سعادة في الحياة مهما توفرت أسبابها لديه..فهو حانق على المجتمع ومن فيـه وفـي قلق عـلـى مصيره ومستقبله وفـي غيظ من تفوق الآخرين عليه فتراه يتـصور الإخفاق ولـو كـان ناجحآ ويطلب المزيد ولو كـان فـي غـيـر حاجة إليه فهو لا يقنع بشيء ويقوده هذا الإخفاق الوهمي إمـا إلى العدوانية على الآخرين وإمـا إلـى الشك فـي قدراتـه فيتـسـرب إلـيـه الإحساس بـالنـقـص فيصبـح عصبـيـآ حاد المزاج ينظر إلى نجاح الآخرين بحقد كما ينظر إلى ما لديهم بحسد.
وهناك فرق بين الحسد والغيرة فالغيرة هـي الخـوف مـن فـقـدان مـا نملـك أو تـمـني الوصـول إلـى مـا وصل إليـه الآخرين من نجاح بينما الحسد هو الألم الذي نشعر به لإمتلاك غيرنا مانتمنى أن نملكه نحن أو زوالـه مـن أيـدي مالكـيـه وهناك فرق بين المنافـسـة الشريـفـة وهـي أمـر مطلوب وبين الحقد والكراهية لما في أيدي الآخرين.
يقول خبير العلاقات الزوجية الأمريكي الدكتور (ديفيد ميس) :
من حق كل زوجة في الدنيا أن تكـون حريصة على زوجها وأن تحافظ عليه بكل
مافي وسعها ومن حقها أن تصارحه بكل مخاوفـهـا التي تشعرها بعدم الإستقرار وعدم الطمأنينة وأن تعبـر لـه عـن احساسهـا بالغيرة إذا أحسـت بهـا..كـل هـذا مـن حقـهـا كزوجة لها كرامتها واحترامها ولكـن ليـس مـن حقهـا عـلـى الإطلاق أن تصل بها الغيـرة والمخـاوف والأوهـام إلـى درجـة تقضـي بهـا عـلـى سعادة زوجها وسعادتها وعلى حياتها الزوجية كلها.
والغيرة لا تصل إلى مرحلة الخطورة إلاعندما تتحول إلـى رغبة شديدة فـي إمتلاك الـزوج إمتلاكا كاملآ أي أن تستـبـد الزوجـة بـزوجـهـا وتعـامـلـه وكـأنـه جزء مـن ممتلكاتها الخاصـة أو كأنه آلة تتحرك بإرادتها فتفرض علـيـه الدخول والخروج فـي مواعيد محددة وتـحـرم علـيـه الإتصـال بمـن تخـشـى منهن عليه أو تمنعه من التمتع بأي حق من حقوقه كإنسان مستقل فتفقده شخصيته وحريتـه وتشعره بأنه مخنوق من رقبته حتى لايثور الزوج على كرامته وحريته المهدرة فيـهـرب مـن البـيـت ويترك الزوجـة لغيرتها تقتلها أو تأكلها..أو يندفع في التيار الذي يثير غيرتها ويتمادى فـيـه بشكل أكثر حدة.
وكل زوج يحب أن يشعر دائمآ أن زوجته تحبه وتغارعليه وكل زوج يحب أن يقوم فـي بعـض الأحيـان ببعـض التصرفات التافهة التي تثير غيرة زوجته ليتأكد من أنها تحبه حبآ حقيقيآ ولكنـه لايحب أبـدآ أن تتحـول غيرة زوجته عليه إلى مرض مزمن بدلآ مـن أن تكون تعبيرآ عن الحب الصادق..كما لايـحـب أن تبـنـي زوجتـه غيرتهـا عـلـى أساس مـن الأوهام والمخاوف الفارغـة فتعتقـد أنه في كل مرة يتأخر فيها عن البيت أنه كان مع سيدة أخرى وتتصور أنـه فـي كـل مرة يرتـدي فيها ملابسه الأنيقة أنه ذاهب إلى موعد غرامي ثم تقلب حياته إلى نكد مستـمـر بالمشاكل والعتـاب والوسـاوس والإتهـامـات الجارحـة حـتـى تدفعـه فـي النهاية إلى تحقيق هذه الأوهام.
.وكـل زوج يستطـيـع أن يميـز دائمآ بين الغيرة الناتجة عـن الحب الحقيقي والـغـيـرة الناتجة عن الإحساس بـعـدم الثقة في النفس أو بعدم الإستقرار العاطفي وأي زوج لايستطيع أن يتحمل أبدآ الغيرة الناتجة عن إحساس الزوجة بعدم الثقة في نفسها..لأن غيرتها دائما مبنية على أساس خاطىء ولأنـهـا أيـضآ توضـح لـلـزوج أوجـه النقص الموجودة في شخصية الزوجة فالزوجة التي لا تثق بنفسها تعتقد دائمآ أنه بإمكان أي أنـثـى أن تستـولـي على زوجها مـن أول مـرة تقابـله فيهـا وعلى هذا فكل صديقة أو قريبة لها هي ضرة تريد الإستيلاء على الزوج وكـل امـرأة يتعامـل معها الزوج هي غريمـة لهـا ثـم تبرر إتهامها بأن الأخريات يتسمن بصفات أنثوية لاتتـمـتـع هي بها وبهذه الطريقة تعطي الزوج الفرصة للتفكير في عيوبها هي وفي مميزات الأخريات التي لم تخطر على بالـه من قبـل وربما ينتهي الأمر بأن يهتم الزوج بإحداهن فعلآ.
هذه هي أنواع الغيرة التي تنتهي دائـمـآ بفشل الحياة الزوجية والتي يجب أن تحذرها كل زوجة في الدنيا مهما كانت الدوافع التـي تثـيـرهـا ولكن هذا ليس معناه أن تدعي الزوجة البرود التام وعدم الإهتمام بأي تصرف يتصرفـه الـزوج ولكن المطلوب ألا تعبر الزوجة عن غيرتها بطريقة مهينة لشخصية الزوج أو بطريقة مستبدة أو قاسية لأن التعبير بهـذه الطريقـة مـن المـؤكـد أنـه سيقـتل كل حب وثقة بينها وبين زوجها.
كيف تعالجين غيرة الزوج؟
يقول عالم النفس الفرنسي الدكتور (ميشيل جرشيه): هناك زوجة عـلـى الأقل مـن كل عشر زوجات تفسد حياتها غيرة زوجها عليهـا وليـس المقصود هنا الغيرة البسيطة العاقلة الـتـي هـي (توابل) الحب..لكـنهـا ذلـك الـنـوع العاصف مـنـهــا الـذي يهــدد الـحـيـاة الزوجـية بالـدمــار.
ثــم يضيف : إن الــزوج الـمـصــاب بـهـــذه الـغـيــرة هــو أحد ثـلاثــة :
أولـها : ذلـك الـذي تنقـصـه الثقـة بالنفس..إما لنقص موجود فيه بالفعل أو لنقص يتوهم أنه موجود فيه فإذا كانت هذه هي علة الزوج فخير ماتفعلين هو أن تؤكدي له بإستمرار إعجابك به وتفضيلك للحيـاة إلـى جانبـه على أي نـوع آخر من الحياة يكون ميسورآ لك.
أما ثانيهـا : فهـو الـزوج الـذي نشأ على ممارسة غريزة التملك والتـحـكـم تربـيـته الأولى هي التي وجهته إلى هذا وذلـك الـنـوع مـن الرجـال تطـيـر النـوم عن عينيه الـزوجـة التـي يشعـر أنهـا على نفس مستواه أو أكثر في التفكير والذكاء أو تفوقه نجاحآ فـي العمل فالـزوج قـد يفخر في هذه الحـالـة بنجـاح زوجـتـه ولكنـه يرفـض تفوقها عليه في داخله ورغم أن (لكل قاعدة شواذ) إلا أن الأغلبية من الرجال تغار إذا كـان أقـل مـن زوجـتـه تعليمـآ أو ثقافة أو ثراء أو مهنة ومهما حـاولـت المـرأة بذكاء ألا تشعره بتفوقها ولو كذبآ إلا أنه لن يصدق ذلك على المستوى النفسي لأن العقدة بداخله ومثل هذا الرجل عديم الثـقـة بنفسـه والغـيـر ناضـج بمـا فيـه الكفاية يمكنـك أن تكسبيـه بسهولـة إذا حرصـت على إقناعـه بإستمرار بأنك تعتمدين عليه كـل الإعتمـاد ولا يمكـنـك الإستـغـنـاء عنه في الكبيرة والصغيرة مـن أمـور حياتك.
أمـا ثالثها : فهو ذلـك الذي تقدم لـه الزوجـة المبرر للغيرة بتصرفاتهـا الطائشة أو العـفـويـة غـيــر المـحـسـوبـة الـتــي تـثـيــر غـيـرتـه ولـيــس هـنــاك علاج لـهــذه الحالة إلا بالتـعـــرف عـلــى مــا يـثـيـــر غـيــرة الـزوج والإبـتـعـاد عـنــه تـمـامــآ.


الموضوع الأصلي: الغيرة..أسبابها وعلاجها || الكاتب: فهد الحربي || المصدر: مدونة فهد الحربي

مدونة فهد الحربي

مدونة فهد الحربي ، فهد الحربي ، السعودية ، الإمارات ، الملك سلمان ، الامير محمد بن سلمان ، الشيخ محمد بن زايد ، الحب ، المشاكل ، الزواج ، المرأة ، الفتيات ، الشباب





hgydvm>>Hsfhfih ,ugh[ih

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيرة..أسبابها, وعلاجها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM.



أقسام المنتدى

الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @




© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com
This Forum used Arshfny Mod by islam servant


أقسام المنتدى

الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @


1 2 3