![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من كتابي الذي سيصدر قريبآ ان شاء الله (هي وهو) ((مقدمة)) الدهشة بداية المعرفة هكذا قال أرسطـو وهكذا أثبتت لي أيضآ تجربة الأيام فهي التي تدفعك للسؤال عما استلفت نظرك وأثار دهشتك فتلقى الجواب وتضيف إلى معارفك الجديد والمفيد. ومن خلال عملي في الكتابات الصحفية وتلقي الكثير من الرسائل الالكترونية عبر وسائل التواصل الإجتماعي فقد سمعت وشاهدت من القصص التي يكون أبطالها المرأة والرجل الشيء الذي لايصدقه عقل فعرفت أشياء لم أكن لأعرفها ومازلت اندهش كل يوم وأتساءل كل ساعة وأبحث عن إجابات جديدة كل لحظة؟! وقد سجلت في كتابي هذا (هي و هو) بعض من القصص التي سمعتها وتأكدت منها من أصحابها وقد أحببت نشر هذه القصص علها تكون درسآ وتعليمآ للغير للإستفادة من تجارب الآخرين . إن كتابي هذا ليس كتابآ في أدب الرحلات بقدر ماهو كتاب في تجارب وأحوال البشر..فأرجوا من القارئ الكريم الإستفادة منه. ((فهد الحربي)) ۞ ۞ ۞
أفجر أمامه خبر حملي فيقفز فرحآ..تأخذه موجة من السعادة ثم أفرح لفرحه وأضحك حين يلاحقني بكلماته: (إنتبهي على نفسك..أنت حامل ) كنت سعيدة به وبحنانه وحبه الذي يغمرني به حتى صارت صديقاتي يحسدني بعدد المرات التي يتصل فيها ليطمئن عليَّ..فعلى الرغم من أن زواجنا كان زواجآ تقليديآ إلا أنه منذ أيام الملكة بدأت مشاعر جميلة تنمو بيننا فقد كان يحاصرني بحبه واهتمامه بباقات الورد الجميلة التي يرسلها لتدخل البهجة إلى قلبي وبكلماته العذبة الدافئة التي يرددها عليَّ. كنت أرى نظرات الحب تلون عينيه في كل لحظة يأتي فيها لزيارتنا وكانت مكالماتنا تمتد لساعات وساعات دون أن نشعر بها..أيام شهر العسل مرت سريعآ ننتقل بها من مدينة إلى أخرى ننشر ضحكاتنا في كل زاوية وفي كل ركن..عدت بعدها لأسكن بشقة جميلة جهزها بأجمل أثاث شعرت وكأنني ملكة متوجة يحيطني هو دائمآ بحبه وحنانه حتى جاء حملي الذي توج سعادتنا. مضت أيام الحمل الأولى بمتاعبها..كان يسألني الخروج معه لكن يمنعني تعبي فأعتذر..يأتي ليتابع معي فيلم عبر منصة شاهد فيراني أنسحب إلى السرير بسبب الوحم الذي كان يتعبني فبدأت نغمة جديدة تتسلق كلماته (يعني محد حمل إلا أنت؟ ) تتسلل الدموع بعيني أحاول أن أقول له إنها أعراض الوحم ولكنه كان يخرج من البيت غاضبآ فيتركني وحدي ليتزايد حزني وألمي. في الصباح حين أتأخر في النهوض من السرير كان يتهكم بكلمات كثيرة عن دلعي وعن غروري وحين يحين وقت الغداء ويراني أعتذر عن مشاركته يقف غاضبآ مرددآ (طيب ليش أنا متزوج؟) ولا أعرف كيف أفهمه..كل ذلك أشكو لأمي فتقول: (أيام وتنتهي أعراض الوحم ويعود كل شيء كما كان ) مضت شهور الحمل الأولى بطيئة حتى دخلت شهري الخامس وانتهت أعراض الوحم وعدت للإهتمام بنفسي وبيتي من جديد حاولت أن أقترب منه لأعوضه عن تلك الأيام ولكنه كان يبتعد عني كلما أهم بالإقتراب منه..يجلس متجهمآ داخل البيت وحين أعرض عليه أن نخرج معآ كما كنا في أيامنا الأولى ينظر إليَّ بسخرية قاذفآ كلماته القاسية: (أنت شفت شكلك علشان تقولين خلنا نطلع؟) تتجمد الدموع بعيني وأشعر بغصة تتحشرج بحلقي..أهرول إلى غرفتي لأبكي وأنا ذاهلة وسؤال حائر يقلقني لماذا يجرحني بتك الطريقة القاسية؟ أعرف أن الحمل غير من شكلي كثيرآ لكن ليس بالصورة التي تجعلني أخفي نفسي في بيتي؟ ثم إن كل النساء يحملن وتتغير أشكالهن فلماذا يجدها هو مادة للتجريح بي؟ أصبح يعيش في عالمه بعيدآ عني حتى لم أعد أراه إلا وقت الأكل والنوم. وفي مرة سألته أن يأخذني إلى موعد الطبيب الشهري فهو في أجازة وأنا بدأت أشعر بالتعب ولكنه رفض بحجة الإرهاق ولرغبته في النوم خرجت من البيت مع السائق وفي منتصف الطريق تذكرت بطاقة البنك عدت بسرعة إلى البيت وما أن اقتربت من غرفتي حتى تجمدت في مكاني كان زوجي من وراء الباب يحادث امرأة من جواله ويغمرها بكلمات الحب والغرام شعرت بالنار تتأجج بأعماقي وتحرقني وتفجر براكين الغضب بداخلي..دخلت عليه الغرفة صارخة (من هذه التي تحدثها وما علاقتك بها؟) كانت الكلمات تتدافع غاضبة من شفتي بينما التفت نحوي بكل هدوء ليقذف كلماته القاتلة. (هذه حبيبتي) وببرود قال : ( إنه على علاقة بها وينوي الزواج بها ) وأنا؟ صرخت عليه فرد بكل ثبات: (أنت التي تغيرت وابتعدت عني ) صرخت به ذاهلة (ولكن كان ذلك رغمآ عني أعراض الوحم ) و..قاطعني بحده (لم يعد الكلام يفيد الآن فأنا سأتزوجها رضيت أم أبيت ) خرج ليتركني لذهولي ذهبت إلى أهلي أجرجر حقيبتي حاول أهلي وأهله التدخل بيننا عرفت منهم أنها زميلته الجديدة في الشركة التي يعمل بها التي استغلت ظروفنا وتسللت إليه لتسيطر على كل مشاعره أهله قالوا : إنها نزوة وقد وعد أن ينساها..شقيقتي قالت لي : لاتجعليها تنتصر عليك..أمي قالت : إن كل الرجال مثله وعلى المرأة الذكية أن تعرف كيف تحتفظ برجلها. وعدت ليس من أجل كل الكلام الذي يرددونه ولكني عدت من أجل طفلنا ووعده لي بنسيانها ولبقايا الذكريات الجميلة التي مازالت عابقة بذاكرتي. مضت أيامنا هادئة وما أن بدأت في التقاط أنفاسي حتى بدأت أرى بقايا أثارها في كل مكان في البيت ففي كل مرة أعود بها من زيارة أهلي أرى زجاجة عطرها..جواربها وأشياء تركتها خلفها لحظتها أدركت أنه لم يعد هناك أمل في إسترداد زوجي. عدت إلى بيت أهلي لأشهر وحين ولدت جاء ليرى طفله قلت له : لم أعد أرغب في أي شيء منك سوى ورقة طلاقي..طلقني ومضى وأنا لا أكاد أصدق كيف تبخرت كل المشاعر الجميلة؟ وكيف فر ذلك الحب الذي كان يظللنا بخيمته الدافئة؟ الموضوع الأصلي: وتبخرت المشاعر الجميلة.......فهد الحربي || الكاتب: فهد الحربي || المصدر: مدونة فهد الحربي
المصدر: مدونة فهد الحربي - من قسم: مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
، الرياض، أبوظبي |
|
|
أقسام المنتدى |
الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @ |
أقسام المنتدى |
الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @ |