اهلا ومرحبا بكم فى مدونة فهد الحربي

العودة   مدونة فهد الحربي > الأقــســـام الــعـــامــة > مقالات فهد الحربي السياسية

Tags H1 to H6

مدونة فهد الحربي

الشعارات الثورية ومأزق التعايش الإقليمي

الشعارات الثورية ومأزق التعايش الإقليمي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-22-2025, 04:03 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 405
افتراضي الشعارات الثورية ومأزق التعايش الإقليمي

((الشعارات الثورية ومأزق التعايش الإقليمي))


(فهد الحربي)




تعيش الساحة الدولية في العصرالراهن تحولات معقدة تتقاطع فيها التوترات السياسية مع الأبعاد الثقافية والدينية مفرزةً صراعات لا تقتصر على السلاح أو المواقف الدبلوماسية بل تتجذر في عمق مفهوم الهوية الجماعية والرغبة في تصديرها..هذه التوترات وإن اتخذت طابعًا استراتيجيًا تعكس في جوهرها صراعًا حول تعريف الدولة وحدود نفوذها ومدى امتداد رسالتها السياسية أو المذهبية خارج حدودها الجغرافية.


لقد نشأت الدولة الحديثة كردّ فعل تاريخي على الصراعات الدينية التي مزّقت أوروبا لقرون وتبلورت معالم هذه الدولة وفق أسس محايدة دينيًا تُتيح حرية المعتقد وتحترم التعددية في محاولة لضمان استقرار المجتمعات ومنع تكرار حروب عقائدية مدمرة وقد تُوج هذا المسار بصلح وستفاليا (1648) الذي كرّس مفهوم السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كركيزتين للنظام الدولي الوليد آنذاك.
ورغم أن هذه المبادئ رسخت لاحقًا في ميثاق الأمم المتحدة وتكرست كقواعد حاكمة في القانون الدولي فإن التاريخ المعاصر شهد خروقات متكررة لها خاصة بعد الحربين العالميتين..فقد استخدمت بعض القوى الكبرى شعارات من قبيل (التحرير) أو (الدعم) لتبرير التدخل في شؤون الآخرين ما أسهم في زعزعة استقرار مناطق متعددة أبرزها الشرق الأوسط وأفريقيا.
وعليه فإن السيادة لم تعد مجرد عنصر قانوني يتعلق بالحدود بل غدت شرطًا لازمًا لاستمرار الدولة كمؤسسة فاعلة مستقلة ويتطلب احترامها الالتزام بمبدأ حسن الجوار الذي يستند إلى عدم التعدي واعتماد الحوار كوسيلة لحل النزاعات ضمن إطار تفاهمات إقليمية ودولية.
غير أن بعض الأنظمة تجاوزت هذا الإطار مدفوعة بمبررات مذهبية أو أيديولوجية الأمر الذي أفضى إلى تعميق الانقسام وتقويض فرص التكامل الإقليمي وتجلى ذلك في نماذج مختلفة من التدخلات التي تركت أثرًا بالغًا على استقرار الدول المتأثرة وساهمت في خلق بيئات هشة سهلت تمدد الأزمات.
في ضوء ذلك يصبح من الضروري إعادة الاعتبار إلى ثنائية الهوية والسيادة بوصفها مكونًا أساسيًا لمنظومة دولية متوازنة فلا يمكن بناء السلام الداخلي أو الإقليمي دون الاعتراف بحق الدول
في رسم مسارها الخاص والحفاظ على استقلال قرارها والتخلي عن الطموحات التوسعية التي تُقوّض قواعد القانون الدولي وتُهدّد أمن الجميع.


مدونة فهد الحربي

مدونة فهد الحربي ، فهد الحربي ، السعودية ، الإمارات ، الملك سلمان ، الامير محمد بن سلمان ، الشيخ محمد بن زايد ، الحب ، المشاكل ، الزواج ، المرأة ، الفتيات ، الشباب




رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
، مددونة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 AM.



أقسام المنتدى

الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @




© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com
This Forum used Arshfny Mod by islam servant


أقسام المنتدى

الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @


1 2 3