|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
أبكي كما تشاء فعلاجك دمعة من عينيك
((أبكي كما تشاء فعلاجك دمعة من عينيك)) لاتخجل من دموعك ولاتحبسها..ضع رأسك على صدر أقرب الناس اليك أو أغلق على نفسك الباب و (ابكي كما تشاء) فالبكاء ليس كما تعتقد دليل على الضعف والإحباط وإنما يدل على أنك في تمام صحتك النفسية فالدموع الساخنه تغسل صدأ النفوس وتجعلك أصفى ذهنآ وأقوى عزيمة فكل الأبحاث تؤكد أن البكاء يعيد للذهن رؤيته الصافية وللعقل ملكاته كامله وللإرادة قوتها وللعزيمة والإصرار دورهما في تقرير أمورك. والبكاء أيضاً يخفف التوتر ويصرف الشحنات الانفعالية الكبيره التي تؤثر على عقلك..والمرأة أطول عمرآ من الرجل وأكثر صحة وسر صحتها وطول عمرها في دموعها. ومن فضل الله علينا أن حبانا هذه النعمة فالبكاء كالضحك ظاهرة نفسية خاصة بالإنسان من دون الحيوان..والحيوان لايضحك ولايبكي أيضآ بمعنى أن دموع الحيوان ليست لها دواع عاطفية كالإنسان ولكنها إفرازات تصدر عن الغدد الدمعية بسبب مؤثرات عضوية لا دخل فيها للعواطف والانفعالات والتوتر. والبكاء هو أول ما يستقبل به الوليد دنياه وآخر ما يودع به الإنسان من الأهل والأصحاب أنه بداية الحياة ونهايتها. والبكاء تعبير عن الألم.. وخبره تمر بكل فرد في مراحل حياته المختلفة والبكاء أنواع: عالم النفس النمساوي الشهير (سيجموند فرويد) يقسم البكاء إلى أربعة أقسام: 1/ الإجهاش: كصراخ الوليد مثلآ وثورته وغضبه من العالم الجديد الذي وجد نفسه فيه خارج مأواه الدافيء. 2/ الدموع بلا صوت وهو ذرف للدموع وغالبآ ما يكون دلاله على رغبة في حياة ماضيه كانت أكثر سعادة وطمأنينة أو مرور ذكرى مؤثره. 3/ النشيج: وتستعمل فيه عضلات البطن والتجويف الصدري والإوتار الصوتية. 4/ البكاء المكتوم: وغالبآ ما يكون بلا دموع وهو أخطر أنواع البكاء ويبدو فيه الشخص أشد ما يكون رغبة في الموت والعوده إلى حياة الجنين الأولى وهو يدل على حالة من اليأس الكامل من الحياة ويقول الفيلسوف الألماني (شوبنهاور) في هذا (كلما قل نشاط الإرادة هبطت درجة الألم وهانت حياة الإنسان على نفسه) والبكاء المكتوم دلاله مبدئيه على هبوط هذه الإرادة والعاقل هو من يتبين ذلك فيشحذ إرادته ويطرد هواجسه ويستمد من ضعفه الذي وصل إليه قوة جديده في مواجهة ما يقابله من إحباطات وكثيرآ ماتتداخل هذه الأنواع من البكاء فهي وإن كانت تبدو منفصله إلا أنها في الواقع متداخله ونوبة البكاء تبدأ بأبسط الإنواع وترتقي إلى ماعداه وقد حاول العالم الشهير(شارلز داروين) سنة 1872 أن يجيب عن السؤال لماذا نبكي؟ فقال في كتابه ( التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان): إن الإنسان هو وحده الذي يعبر عن عواطفه بالدموع ..ولكي يتأكد من ذلك قام بدراسة المئات من الباكين فوجد أن هناك دافعآ واحداً مشتركآ للبكاء وهو الألم العاطفي أو الجسدي..ولكن (داروين) فرق بين عملية البكاء كمتنفس للحزن وبين الدموع المصاحبة لعملية البكاء وقال: إن علاقة الدموع بالبكاء علاقة عرضيه فالعين يمكن أن تفرز الدمع حين تتأثر بمهيج خارجي كما أن الإنسان يمكن أن يبكي حزنآ من دون أن يذرف الدموع.. وفي سنة 1960تقدم عالم آخر هو (أشلي مونتاجو) المتخصص في علم السلالات البشرية بنظرية أخرى تقول (ان الدموع ترطب الأغشية المخاطية المبطنه للمسالك الهوائية الأنفية ولولا هذه الدموع لأصاب هذه الأغشية أبلغ الضرر وإن كان هذا ينطبق على الأطفال أكثر من الكبار) ولكن هذه الدراسة تركز على جانب واحد وهو (الدموع) وفائدتها البيولوجية لكنها لاتتطرق إلى ربط الدموع بالحالات الانفعاليه وتحليل الدموع ومعرفة مكوناتها لكن : هل كل الدموع دموع أحزان؟؟ بعض علماء النفس يقولون نعم رغم أن هناك دموعآ تذرف في حالة الفرح الشديد وكلنا مررنا بهذه الظاهره لكن المؤكد هو ان هذه الدموع التي تطلق عليها دموع الفرح في حالة النجاح في الاختبار مثلآ أو في حالة الزواج أوالحصول على شيء تمناه الفرد من مدة طويلة أوعند سماع خبر سار عن ابنه أو أحد يهمه أمره بدرجة عاليه هو في الحقيقة بكاء على المجهول المنتظر الذي يعقب الحصول على ما تمناه الفرد أو سمع به. إن البكاء في حقيقته هو (صمام الأمان) الذي يتسرب منه البخار المكبوت والمضغوط وإلا أخذ التعبير عن العواطف أشكالآ أخرى مدمره كما في حالات الأطفال الذين يتعرضون للعقاب المستمر نتيجة لبكائهم إنهم يحاولون كبت هذه الدموع وهذا البكاء فيتحول ذلك إلى نوع من المرض هو (الربو) فالربو كما يقولون إلى جانب أنه أحيانآ حساسية وراثية أو حساسية ناتجة عن تلوث البيئة أو نتيجه لالتهابات الشعب الهوائية..إلا أنه كثيراً ما يكون نتيجة لعوامل كبت عند الصغير بسبب العقاب الذي يناله عند البكاء. ويقدم العالم الأمريكي الدكتور (وليم فراي) الأستاذ في جامعة مينيسوتا الأمريكية آراء جديدة حول البكاء والدموع فعندما تم سؤاله عن سبب تجاربه؟ وهل هو يبكي كثيراً؟ أجاب: (على العكس فإنا لم أبك منذ عشرين عامآ وكنت أتساءل دائمآ لماذا نخفي حقيقة مشاعرنا أمام الآخرين أو أمام أنفسنا إلى حد أن بعض الرجال يكبتون أحزانهم ودموعهم ويدفعون ثمن هذا الكبت أنواعآ غير بسيطة من الأمراض العضوية أو الأمراض النفس جسمية فنحن نعلم أن البكاء يخلص الجسم من المواد الضارة التي تتكون أثناء هذه الأزمات الانفعالية) وقد قام الدكتور (فراي ومعاونوه) في مستشفى (سانت باول رامس) بتجارب على مايقارب من 100 شخص بين رجل وامرأة في أعمار مختلفة ووضعوهم في حالات نفسية وبيولوجية متعددة.. مرة تحت مؤثرات مؤلمة..ومرة تحت مؤثرات ضاحكة..ومرة تحت مؤثرات مهيجة للعين.. وقد خلصوا إلى نتائج مهمة منها: 1/ أن نصف الرجال الذين أخضعوا للتجربة لم يذرفوا دمعة واحدة خلال ثلاثين يوماً . 2/ إن نسبة البكاء عند النساء أكبر منها عند الرجال بحوالي خمس مرات. 3/ إن نسبة البكاء بلا دموع أقل كثيراً من البكاء المصحوب بالدموع. 4/ بعض السيدات اللاتي خضعن للتجربة ضربن الرقم القياسي وانخرطن في البكاء المتواصل لأكثر من ساعتين. مسببات البكاء الشائعة: أما ما أنتهت إليه التجارب فيما يتعلق بمسببات البكاء فكان: 40% بسبب الأزمات العائلية الحادة . 27% بسبب الأفلام العاطفية المأساوية. 36% من الرجال بسبب الصراع في عملهم أو علاقاتهم الإنسانية أو العاطفية وقد اعترف 85% من النساء و 72% من الرجال بأنهم أحسوا بأرتياح كبير بعد البكاء. والدموع نفسها أيضاً خضعت للتحاليل ومنذ أكثر من قرن من الزمان قام العالمان (أنطوان دي فور كروي) و (لويس فاكولين) بتحليل الدموع واكتشفا احتواءها على (كلوريد الصوديوم) وهو ملح الطعام وأملاح أخرى سواء كانت هذه الدموع نتيجة لالتهابات مهيجة للعين أو نتيجة لبكاء حقيقي. وفي سنة 1957 أعلن الكيميائي الأمريكي (روبرت برونيش) بعد سلسلة من التجارب المعملية أن هناك فرقآ بين الدموع الحزينة والدموع الناتجة عن التهاب العين فالدموع الحزينة تحتوي على نسبة أكثر تركيزاً من البروتين إلى جانب المكونات الأخرى من الأملاح . وفي سنة 1959 أعلن العالم الفنلندي ( ولف كراوز) أنه لاتوجد فروق كيميائية تذكر بين مكونات الدموع العاطفية وغيرها لكن العالم الأمريكي (وليم فراي) أكد بما لايدع مجالآ للشك أن تجاربه أثبتت أن الدموع الحزينة تحتوي كما قال من قبل العالم ( برونيش) على مواد بروتينية مركزة أكثر من الدموع السطحية الأخرى.. كما أن دموع الذين يتعرضون لضغوط نفسية شديدة تحتوي على مجموعة من المواد الأخرى منها: مادة (بيتا اندروفين) المهدئة للألم والتي يفرزها المخ تلقائيآ في حالة تعرض الجسم للآلام المختلفة. كما أثبت أيضآ أنها تحتوي على بعض الهرمونات ومنها هورمون النمو الموجود في الغدة النخامية. كما أن الغضب الظاهر يفرز في الدموع مادة (كاتيكولامين) وهذه لا تفرز إلا من الجهاز العصبي..أما الغضب المكبوت فيفرزمادة ( الأدرينالين) ويطلقها في الدم ومن ثم إلى الغدد الدمعيه فالدموع. والنتيجة النهائية لتجارب (الدكتور وليم فراي) أنه متى سلمنا مع علماء النفس بأن الدموع تساعد على التخفيف من حالات الحزن والضيق فإننا نعرض أنفسنا لمتاعب نفسية شديدة نحن في غنى عنها إذا حاولنا كبت هذه الدموع في مآقينا فليس أسلم من إطلاق العنان لطبائعنا السويه في البكاء والذين يتفننون في إخفاء حزنهم عن الآخرين هم أنفسهم الذين ينتهون إلى فقدان اتصالهم بحقيقة مشاعرهم. لذلك يقول لك العلماء : حاول أن تكون طبيعيآ وأطلق العنان لدموع عينيك كلما شعرت بذلك ولاتحبسها لأنك بذلك تمنع خروج السموم من جسمك والأحزان من صدرك فينعكس ذلك على نفسك كبتآ وإحباطآ واكتئابآ تدفع ثمنه غاليآ من صحتك ووقتك بينما العلاج في دمعة من عينيك. المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|