|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الإكتئاب
((الإكتئاب)) قديمآ أيام الناس الطيبين والحياة الحلوة المتواصلة العطاء..الحافلة بالحب والخير والنقاء كانت الدنيا أسهل والعلاقات بين الناس أرحب وأوسع..كان الكل يشعر أنه ليس وحده وأنه لو احتاج لشيء فسوف يجد على الفور أكثر من يد تمتد إليه لتساعده..تسعفه..تسعده..لذلك لم يكن معروفاً آنذاك ذلك المرض اللئيم المسمى (اكتئاب) أما اليوم..فبعد ازدياد المشاغل وضغوط الحياة العصرية وبعد تعدد وسائل الراحة وأساليب الرفاهية وبعد أن سيطرت الماديات على جزء كبير من حياتنا وتباعدت النفوس عن بعضها بعضآ وتقلصت بالتالي صلات المودة والرحمة بين الناس مما أدى إلى عزلة الفرد وانعزاله عن المجتمع ..كما ظهرت كثير من المشاكل التي تصيب في النهاية باليأس والخيبة والإحباط. لكن..بما أن الناس ليسوا جميعآ سواسية فمنهم قوي الأعصاب ومنهم المرهف الشعور وسريع الانفعال والتأثر بالأحداث ومنهم عميق الأمتصاص لصدى المواقف الذي يظل يتردد بين جنباته ومايلبث أن يصل إلى أعماقه حيث تدفن مشاعره وتكمن عواطفه فيتفاعل معها ومع الوقت تتحول تلك الإنفعلات إلى أدوات حادة تطعنه في صميم العمق فتصيبه بالمرض النفسي حينئذ يبدأ الشخص يعاني أعراض الاكتئاب..وهنا يحق لنا أن نتساءل عن كيفية التخلص من هذا المرض لنزيح عن كاهل ذلك الشخص المعتل ذاك الهم الرهيب الغامض الذي يجثم على الصدر فيوجع القلب ويرهق النفس ويحطم الروح. ونحن حتماً نلاحظ أن المكتئب شخص متشائم سلبي التفكير يشعر بفقدان الثقة والرغبة في كل شيء..لذا يجب علينا أن نساعده لنجعله يبدأ في مساعدة نفسه بنفسه للخروج من تلك الدائرة المغلقة التي حصر نفسه داخلها بعد أن غلفها بالخوف والضيق والسواد من أولها لآخرها! نعم..يجب أن نمنحه القدر الوافر من الحب الذي يتيح له الشعور بالأمن والأمان..كما يجب أن نحيطه بالعناية والرعاية والإهتمام ليبدأ الاعتناء بذاته ليتحرك في داخله الدافع إلى الخلاص والنجاة. فعلآ عليه أن يبدأ العلاج أولآ من ذات الذات..عليه أن يحاول بكل ما أوتي من قوة أن ينجو بنفسه وذلك بالتواجد مع هؤلاء الناس الذين يحبهم ويرتاح إلى وجودهم. كما عليه أيضاً أن يتقبل الباقين بكل سلبياتـهم من دون أن يركز على عيوبهم أو يجسمها..كما عليه أن يتجنب البقاء وحيداً منفرداً بأي حال من الأحوال وأن يحاول بشده تدريب نفسه على التفكير الإيجابي الذي يؤدي به إلى العثور على مفتاح الباب الذي يحبس نفسه وراءه لينجو من الأسر بين جدران قفصه الصدري حيث يتعاظم الشعور بالحزن والأسى والعذاب. وياليته يطلب مشورة شخص عزيز عليه يثق به فيبوح له بما في قلبه من آلام ويظهر ما يؤرقه ويكدر حياته فيتخفف حينئذ مما يثقله ويمكن آنذاك انتشاله من قاع تلك البئر سحيقة القرار. وبعد أن يفلح في تغيير نظرته إلى الحياة إلى حد ما..وبعد أن يقدر على تفتيح تلك النظرة السوداء التي تسببت في عزوفه عن الدنيا والناس والتي أدت إلى نفوره من كل الأشياء التي كان من قبل يحبها ويتعلق بها يستطيع إذآ أن يتعلم أسلوب الأكل الصحيح الذي يساعده على الشفاء وذلك باختيار الطعام الصحي الحافل بالمعادن والفيتامينات كسلطة الخضروات وأنواع الفاكهة التي تقوي جهاز المناعه والأعصاب..أيضاً عليه أن يبتعد عن تناول الدهنيات والسكريات التي يتعسر هضمها والتي تثقل الجسم وتبطئ الحركة وتؤدي إلى الشعور بالخمول والنعاس. وبالتأكيد عليه أن يمارس الرياضة فهي أفضل علاج للاكتئاب لأن الرياضة تقوي القلب وتبهج النفس وترفع الروح المعنوية. هذا وقد اتفق الأطباء بالإجماع على أن الرياضة هي الحل وبعد ذلك لابد من العودة إلى الطبيعة ليبدأ العلاج الذاتي..العلاج الداخلي الذي يحتاج إلى الشمس والخضره والماء والهواء حيث الرمال والضياء والصفاء فتتجدد الطاقة ويزداد النشاط حين يتأمل الإنسان بحب ما حوله ويتعمق بتقدير لما يراه.. وفي النهاية لابد وأن يؤمن بالله إيمانآ مطلقآ وأن يسلم أموره إلى خالقه سبحانه وتعالى وأن يقتنع بأن ليس له دخل فيما حدث وأن يؤمن بأن ما أصابه هو من عند الله وحده لا شريك له قال تعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير). وعندئذ عندما نسلم إلى الله كل أمورنا سيمدنا بالإيمان والعزيمة والإرادة والقوة التي تمكننا من التحكم في ضبط انفعالاتنا الحادة فلا نسرف في عواطفنا حتى لايؤثر ذلك في نفسيتنا فتهتز وتضطرب. وحين يضيء الإيمان المطلق قلوبنا سوف تهدأ نفوسنا وتستقيم أمورنا وسوف نرضى بما قسمه الله لنا فلا يتنازعنا الشيطان ولانبتئس ونندم على ما فات ولانعود نغتر بما هو آت. وعلى الله نتوكل وبأمره تسير الأمور. المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|