مابين الإعتدال والتطرف

((مابين الإعتدال والتطرف)) التطرف في حد ذاته سلوك لاصله له بتعاليم الأديان وهويتها وعقيدتها ومذهبها وأسلوب حياتها ومن ناحية التركيبة النفسية وآليات التفكير. المتطرف في العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-22-2024, 05:06 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي مابين الإعتدال والتطرف


((مابين الإعتدال والتطرف))



الإعتدال img?id=994935



التطرف في حد ذاته سلوك لاصله له بتعاليم الأديان وهويتها وعقيدتها ومذهبها وأسلوب حياتها ومن ناحية التركيبة النفسية وآليات التفكير.
المتطرف في العقيدة هو نفسه المتطرف في السياسة أو في أي مجال آخر من مجالات الحياة.
قد تحمل كتابآ سماوياً مقدساً وقد تحمل المانيفستو الشيوعي أو تحمل فوق رأسك قفة من الآراء الثورية غير أنك في النهاية تحمل هوية واحدة مؤكدة هي التطرف والتعصب وأهم مايغير أفكار المتطرف هو إدانته للواقع بأكمله ورغبته الحارقة في التخلص منه بتدميره الواقع هو الآخر وهو يكره هذا الآخر ولابد له من التخلص منه.
والمتطرف في مجال يشعر بالارتياح للمتطرف في مجال مضاد ولكن كلاهما يكره المعتدل كراهية التحريم فالمعتدل مهتم بالواقع وجزء من دعائمه يتعامل مع كل قوانين الحاضر داعماً الصالح منها ناقداً الخاطئ فيها.
المعتدل يعترف بالحاضر ككل ويحبه ويهتم به ويريده أكثر جمالاً وعدلاً وخيراً..المعتدل ينصح الناس إذا أصيبوا بالصداع وأن يتناولوا حبتين من (البنادول)..بينما المتطرف ينصحهم بالتخلص من رؤوسهم بقطعها طلباً للنجاة من وجع الرأس.
المعتدل يقف أمام قصر الحاضر الشاهق فيتأمله بإعجاب ثم يقول: لابد من الإهتمام بالحديقة هناك أنواع من الورد والنباتات من الممكن أن تزدهر فيها فيغدو القصر أكثر بهاء.
أما المتطرف فيتأمله في تعاسه ويقول : لا أوافق على تصميم هذا القصر إهدموه وسأدلكم على مهندس ممتاز يبني لكم قصراً أفضل منه بكثير.
ما هو وجه اعتراضك عليه؟ هل هو التصميم أم التنفيذ أو الدهانات أم الموقع؟ كيف كنت تريده أن يكون؟ ومن هو ذلك المهندس الذي ستختاره؟ هل هناك نماذج من أعماله لنراها؟
المتطرف: إهدموه أولاً بعد أن تهدموه سأجيبكم عن كل هذه الأسئلة!.
أبعاد الزمن ثلاثة: الماضي الحاضر المستقبل ولكن المتطرف يسقط من حسابه كلية الحاضر ويتعامل مع (بعدين) فقط..الماضي ينتقي منه عناصر وأحداث وشخصيات يؤكد بها دعوته إلى المستقبل أي أنه يقفز من الماضي إلى المستقبل مباشرة ولما كان المستقبل بطبيعته محصول ومحصلة الجهد البشري تم بتر جذوره في الحاضر فهو إذن يطلب نباتاً لاجذور له تحدد ملامحه هو يقفز إلى المجهول بوعي كامل وإرادة حرة والحاضر بالإضافة إلى أنه نتاج للماضي..غير أنه أيضاً يتضمن المستقبل فالزمن لايعرف الثبات أو السكون..أنت نفسك بدأت في قراءة مقالي هذا منذ عدة دقائق أي في الماضي وعندما تنتهي منه ستكون قد أوغلت في المستقبل ستكون قد قطعت فيه عدة دقائق هذه اللحظة المستقبلة ستكون بدورها حاضراً..أي أن المستقبل وبتفكير رياضي بحت هو الحاضر نفسه وبما أن المتطرف حريص على تدمير الحاضر لذلك هو بوعي شديد يعمل على تدمير المستقبل ونخدع أنفسنا إذا تصورنا غير ذلك.
وأنت تستطيع التعرف على المتطرف من الوهلة الأولى عندما تفتقر كلماته إلى التحديد إذ هو مغرم بسيحان الألفاظ والكلمات والمعاني على بعضها البعض جملته الثانية تنقض جملته الأولى وجملته الثالثة توحي بعكس ماقاله في البداية وكأنه يعمل في الإدارة العامة ل (المراوغة) يأخذ من يدك ليتوه بك في دروب الأفكار والكلمات لأنه ببساطة يكرهك فأنت جزء من مكونات الحاضر الذي قرر منذ البداية تدميره.
هذا هو ما يجمع بين كل المتطرفين من كل الأنواع كراهية البشر عموماً لذلك ستجد المتطرف اليهودي الإسرائيلي يبيع الأسلحة والمتفجرات للمتطرف المسلم العربي ليقتل بها العرب واليهود على حد سواء ( صحيفة الحياة اللندنية 17 أكتوبر 1997).
ولذلك ستجد المتطرف ينتقل بسهولة بالغة من النقيض إلى النقيض عندما تتغير الأحوال كل ما يشعرك بالراحة والسرور في حاضرك وواقعك هو ضده على طول الخط كل ما يؤلمك يشعر بالارتياح هو مصر على حرمانك من نصيبك من الدنيا غير أنه في الوقت نفسه حريص على نصيبه منها وعلى الحصول على أنصبة الآخرين ايضاً.
سيحرضك بلا هوادة على كراهية الدنيا بينما هو(خلف أسوار بيته) يحرص عليها حرصه على حياته.
فيما تقدم كشف سريع وتشخيص ظاهري للمتطرف كما يبدو من الخارج ولكن ماذا عن داخله؟
تعالوا نلقي نظره فاحصه على أحشائه ب (المنظار)
إذا اتفقنا على أنه لايعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابه إلا من يعانيها فإنه من الصحيح أيضاً أنه لايطلب الحرية سوى الأحرار ولايتوق للعدل سوى الأفراد العدول ولايطلب الخير لنفسه وللآخرين إلا الأخيار..ومن الصحيح أيضاً والبديهي أن كل هذه الأحاسيس والنـزعات تنبع مباشره من غريزة اعتبار الذات من احترام النفس (الأنا) التي تؤدي بالضرورة لإحترام الآخر..ولكن عندما يكتشف إنسان ما عجزه وضآلته وإنعدام قدراته الفردية وفشله في المشاركة في صنع الحاضر عند ذلك تتحول الحياة (الواقع) إلى عبء ثقيل عليه أي أن (نفسه) ذاتها تصبح عبئاً مروعاً يحلم بالتخلص منه هنا تتبدى عبقرية المصطلح الشعبي (فلان من طابق نفسه)
هناك بالطبع لحظات من الخصام تحدث بين (النفس) والشخص المعتدل ولكنه قادر دائماً على مصالحتها بالإنهماك في العمل والإنجاز ومساعدة الآخرين أي بالمزيد من الإنتماء للحاضر وتدعيمه.
أما المتطرف فخلاصه الوحيد هو في تصدير عداوته إلى الخارج خارج نفسه وهو عندما ينضم لجماعة أو تنظيم على شاكلته فإن هدفه الحقيقي يكون التخلص من فرديته بتذويبها في التنظيم أي التخلص من نفسه التي تعذبه بإنعدام أهميتها لذلك ستجد المتطرف في كافة ميادين الحياة يرحب بالموت من أجل القضية التي يزعمها فيبدو الأمر وكأنه يضحي بنفس عزيزة بينما هو في واقع الأمر يتخلص منها لفرط ضيقه وعذابه بـها.
هذا أمر يعرفه جيداً قادة هذه التنظيمات الارهابية لذلك تراهم يختارون ويرشحون للموت أكثر الأفراد إحساساً بالضآلة والدونية وأشدهم عداوة لأنفسهم.
إن وظيفة الكتاب الأحرار في هذه المنطقة من العالم هو التحريض الدائم على حب الحياة والدفاع عنها والمناداة دائماً يجعل الحاضر أكثر عدلاً وخيراً وجمالاً بذلك فقط يقل عدد هؤلاء الذين يكرهون أنفسهم ويريدون التخلص منها ومنا.



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:24 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com