|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
لنغير من أنفسنا أولآ
((لنغير من أنفسنا أولآ)) عندما تعترضنا مشكلة مفاجئة نجد البعض منا قد أخذ موقفآ انفعاليآ حادآ..موقفآ غريبآ ربما لم نكن نتوقعه فتصبح المشكلة حينئذ مشكلتين فلا نعرف كيف نحجم أحد طرفيها ولاكيف نتحكم في طرفها الآخر! فمثلآ عندما يكون الزوج ثائراً يصب نيران غضبه على الأبناء نجد الزوجة وقد أشتعلت نارآ هي الأخرى وأخذت تصب نيران غضبها بدورها على زوجها وربما أبنائها لأنها تكون حنيذاك قد فقدت تمامآ السيطرة على أعصابها. تتفرع المشكلة وتتشعب فالزوجة ماتزال غاضبة وثائرة تريد ترك البيت وهجر الأبناء ووالد الأبناء.. في حين نرى الزوج نفسه وقد أستشاط غضبآ لأنه يعتبر أن تدخل الزوجة بينه وبين أبنائة إنقاصاً لكرامتة وتقليلاً لهيبتة أمام أهل بيتة فنجده يزداد غضباً ونفوراً. وهكذا تظل المشكلة قائمة متكررة بنفس الأشخاص ونفس الكلمات فيأخذ كل طرف يكرر مافعله من قبل وهو واثق أنه هو (الصح) وأن الطرف الآخر هو (الغلط) ومع الوقت يحاول كل منهما أن (يصلح) الآخر وأن يعلمه على طريقتة الخاصة كي يصحح مساره ويجعله يفعل له ما يريد..فإذا لم يستطع فيبدأ يقول لنفسه: إن هذا الشخص عنيد..ونكدي..و(رأسه ناشف).. إلخ ..ثم يبدأ يعلن ويشكو من تلك الصفة بعد أن أعتقد أن سر تعاسته هي تلك الصفات اللاصقة بالطرف الآخر التي لوغيرها سوف تحل هذه المشكلة. كل فرد يظن أنه هو الأقدر على إحداث هذا التغيير في الطرف الآخر فيظل راغبآ في الإستمرار في عملية التصحيح هذه حتى يصل إلى النتيجة التي ترضيه وتسعده فيبقى يحاول ويحاول دون أن يجد لهذا الطريق الطويل نهاية..بل إنه يبقى يحاول ويحاول رغم عدم وجود بصيص أمل واحد يوحي له بتلك النهاية السعيدة التي يرجوها ويتمناها. وتظل تمضي بنا الحياة ونحن نخوض عبثآ في هذا الطريق الطويل..وتظل تعبث بنا الظروف والأحداث والمفاجآت ونحن و(ياللغرابة وياللعجب) نظل نؤدي نفس الأدوار التي كنا نمارسها.. كما نظل ننفعل بنفس الطريقة التي كنا نتبعها على الرغم من تكرار الأحداث والتصرفات التي تخلق المشكلة..فماذا يحدث إذن لو أننا فكرنا في تغيير أنفسنا نحن بدلآ من الإستمرار في محاولة تغيير الأطراف الأخرى؟! هذه هي طريقة التفكير التي نريد أن نعرفها فالإنسان بحالتيه المادية والروحية وبطبيعتة العقلية والشعورية يظل يعيش على الأرض يفكر ويسعى ويكتشف ويوفر لنفسه مايحتاج إليه من ضرورات الحياة وكمالياتـها وأهم ما يحتاج أن يوفره لنفسه هو الشعور بالأمان والاستقرار..فلو أنه ظل مهدداً من الطرف الآخر باللوم والنقد والعتاب لما أستطاع أن يتعايش مع نفسه بطريقة طبيعية تحثه على الإستمرار في هذا النوع من الحياة. لذلك يتوجب علينا التفكير في هذه المواقف المتكررة التي تخلق هذا الكم المتراكم من المشاكل المتتالية كي نغير أنفسنا ومن ثم نصلح شأن حياتنا. وبما أن الإنسان بطبعه لايستطيع أن يعيش دون أن يفكر..إذن لنسعى لتقليل حجم المشاكل بالوصول إلى طريقة تفكير تعتمد على تبادل المواقع..أي أن يضع كل طرف في العلاقة مكانة بدلاً من مكان الطرف الآخر وبالتالي سنجد أن ردود أفعالنا قد تبدلت وتغيرت لأننا أصبحنا ننظر إليها من مكان آخر بل من زاوية أخرى. وهنا نستطيع أن نغير تعاملنا مع الواقع بما فيه من أشخاص ومشاكل لو أننا وضعنا في فكرنا أن نغير أنفسنا نحن أولاً بدلآ من التركيز على ضرورة تغيير الطرف الآخر وحده.. أليس ذلك أسهل بكثير من الإستمرار في محاولات تغيير لن تحدث ولن تتم؟ بل إنـها ستتسبب فقط في خلق وإبتكار مزيد من المواقف والأفكار المبنية على الغلط والخطأ!! إذن..بفضل هذا النوع من التفكير القائم على تبادل المواقع سينجم عنه إحساس آخر هو أنني لو أردت أن أغير موقفآ لأحل مشكلة فمن الأسهل والأسلم أن أبدأ أنا بتغير نفسي أولآ وبعدها سوف أجد أن كل ماحولي قد تغير نحو الأفضل وتبدل نحو الأحسن. وبهذه الطريقة حتمآ سوف نصل إلى تلك النقطة التي تجعلنا نتأكد اننا وليس غيرنا في هذه الدنيا نستطيع (دون أي أحد) إدخال البهجة على أنفسنا دون الدخول في قنوات الضيق والغضب والمشاكل حقآ صدق عز من قال ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|