|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
القنبلة الموقوتة في الحياة الزوجية
((القنبلة الموقوتة في الحياة الزوجية)) تنفجر القنبلة لتدمر ماحولها..وتوقيتها معناه تحديد الوقت الذي تنفجر فيه وتستخدم هذه الحقيقة المادية في كثير من التشبيهات فيُقال مثلاً في المشكلة الصعبة التي لها اثأر سلبية عنيفة ومتوقعة أنها قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت..والتشبيه نفسه يطلق على الناس فيُقال عن الشخص الذي يجر وراءه بشكل دائم مشكلات كثيرة ومعقدة إنه قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت لتدمر ماحولها. وخطورة تلك القنابل لا تخفى على أحد في ميدانها العسكري المادي..وكذلك هو حالها في المجال النفسي والإجتماعي. أن تحول شخص معين إلـى قنبلة موقوتة نتيجة لعصبيته المفرطة وعدم قدرتة على الإحتمال وعدم رغبته في إحتواء الآخرين أمر ينذر بكوارث متتابعة وعديدة وهذا مايشهد به الواقع خصوصاً في العلاقات الزوجية التي يصبح بها الرجل قنبلة موقوتة وكذلك المرأة..فلم يعد أحدهما يحتمل الآخر وتمرير مايستفزه منه أو يغيظه وأصبح يقف أحدهما في مواجهة الآخر بالمرصاد ويعد عليه أخطاءه وينشب فيه مخالبه مع أول تقصير ويبادر بإساءة الظن فيه بدلآ من التماس الأعذار فقد ضاقت مساحة السماحة والعفو والتغافل حتى كادت أن تتلاشي بين الأزواج..وحلت بدلاً منها العصبية الشديدة وجنون حب الإنتقام للذات وبيتآ هذه نفسية ساكنية يكون جحيمآ وموتراً لكل من فيه..فهو قائم على أوهن المقومات وقابل في أي وقت لأن ينهدم ويتحول الى حطام وأنقاض فهل أباح ديننا الإسلامي الحنيف الطلاق ليكون (العلكة) التي يلوكها الرجل ويقذفها في وجه زوجته إذا صدر منها مايعكر مزاجه كما نشاهد ونسمع هذه الأيام؟ أن بيوتاً خربت..ونساء طلقت..وأبناء تم تشريدهم بسبب أسباب تافهة جداً..ملح زائد في الطعام آثار حفيظة الرجل فرمى يمين الطلاق على زوجتة بسببه؟ أو بسبب كرة قدم فلم تراع زوجتة حبه لفريقه المفضل وأخذت بالتشجيع للفريق المنافس؟ أو بسبب تأخرها في إعداد الطعام للسيد المبجل؟ أوبسبب رد غير مناسب تفوهت به عليه زوجتة وهي في ظروف نفسية وجسمانية استثنائية.. أو بسبب مشادة بينهما في أمر ما لكل منهما فيه وجهة نظر مختلفة وخاصة به. أن ألإسلام لم يبح الطلاق لمثل هذت التفاهات ولا لأشباهها سواء صدرت من الرجل أو من المرأة وإذا كان الرجل فيما ضربنا من أمثلة مخطئاً من مفرق رأسه إلى أخمص قدمية..فإن المرأة كذلك مخطئة أشد الخطأ وهي تطلب من زوجها أن يطلقها لأنه رفض أن يلبي لها كل أحتياجاتها التي لاتنتهي..أو لأنه وجهها إلـى مايحب أن يجده في بيته وإبنائة..أو لأنه حذرها مما يكره أن تأتية... أعلم أن بيوتا تبدأ المشكلات فيها كأصغر ماتكون ثم لا تلبث بفضل هذه القنابل الموقوته (اقصد الزوجين) أن تكبر شيئآ فشيئآ يغذيها كلآ منهما بعناده وعصبيتة المفرطة التي تصل إلى مداها ويطرح إختيار الطلاق والأنفصال كحل لهذا التصادم المستمر الذي تنتفي معه كل سكينة أو مودة أو رحمة..ويحيل الحياة إلـى مجموعات متفجرة من الحين للآخر. أنني أعتقد أن حل هذه المشكلات ليس في ذاتها بل في ذوات أصحابها لابد أن يُنزع فتيل هذا القنابل الموقوتة من أساسها وأن يعاد بناء كلآ من الرجل والمرِأة على غير ماطبعتهم بها الظروف الضاغطة..لابد أن يتخلى الطرفان عن عصبيتهما المفرطة ولابد أن يصبر كل منهما على مايجد من الأخر.. ولابد أن يعرفان أن أخلاق الصفح والعفو والمغفرة والتغافل مجالها البيت قبل أن تكون خارجه وإن البيت هو أولى بهما وأن ثواب هذه الأخلاق ينالهما وليس معنى أنهما زوجان أن يفرطا في ذلك. ما المشكلة إذا أخطأ طرف في حق أخر نتيجة لظروف ضاغطة يتعرض لها..وأن يغفرها له الطرف الآخر بغض النظر عن كون هذه الظروف عارضة أم مستمرة. أرجو إلا يفهم كلامي هذا أنني أدعوا إلـى الرضا بالمهانة والمذلة وتصغير الذات..أبدآ فالذي أدعوه هو الاستعلاء على التفاهات وإحسان العشرة وعدم نسيان الفضل في التعامل قال تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) كما قال عزوجل : (وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) إننا لانريد الرجل الذي يبرهن على رجولته بتهديد زوجتة بالطلاق أو يلقيه عليها تأديباً لها وأنتصاراً لذاته منها لأنها استفزته.. لأن هذا المسلك لاعلاقة له بالرجولة من قريب أو بعيد بل هو (من وجهة نظري الشخصية) تعبير عن الضعف وعدم تحمل المسؤولية أوالثقة في الذات مع كونه معبراً أيضآ عن ضيق أفق ومراهقة صبيانية..ولا نريد المرأة المستفزه التي تثير الرجل وتقول له في كل مرة يقع بينهما إختلاف في وجهات النظر..لوكنت رجلآ طلقني..أو تلك التي يدفعها تهورها وعنادها للإتيان بما يستوجب التطليق حقيقة. المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|