|
#1
|
|||
|
|||
الفضيلة هي المعرفه
سقراط فيلسوف إغريقي قديم غرم بتحريك عقول الناس عن طريق الحوار المباشر في الشوارع والميادين والأسواق كان يحثهم على إعادة التفكير في مايظنونه ثوابت لاتقبل التغيير ويدفعهم دفعآ لأن يكتشفوا بأنفسهم الأخطاء الشائعه في تفكيرهم مستخدمآ المقولات العقليه البسيطه مثيراً أسئلة من نوع ما الشجاعه..؟ ما العدل؟.. ونتيجة لإصراره على إيقاظ الناس كان لابد أن يحدث ما ليس منه بد.. أن يحاكم أمام محكمه المحلفون فيها والقضاه هم أهل أثينا جميعآ وكانت التهمه الموجهه إليه من أحد النكرات هي: إفساد الشباب... دافع عن نفسه ببراعه وبمنطق محكم ولكن الحكم كان قدر سلفاً فالجماهير تكره هؤلاء الأفراد المتميزين الذين يخرجون عن القطيع ثم يقفون على ربوة عاليه يلقون منها بأفكارهم التي تعذب الناس بتفتيح عيونـهم وعقولهم على حقائق الحياة. صدر الحكم عليه بالإعدام فتقبله بسعة صدر لأنه كان من أول المنادين بسيادة القانون وحتمية احترام أحكام القضاء وأن عدم الأمتثال للقانون وانتهاكه هو جريمه عظمى في حق الإنسانيه جميعآ غير أن حكومة أثينا وعقلاءها أزعجهم هذا الحكم بشده فهم في أعمق أعماقهم يدركون أنه رجل فاضل وأن التهمه الموجهه إليه باطله ولكن ما العمل وقد صدر الحكم ؟ في ذلك الوقت لم تكن البشريه قد اكتشفت درجات التقاضي التي تضمن أعلى درجات العدل مثل الاستئناف والنقض أو المحاكم الدستورية العليا لذلك كانت الطريقه الوحيده للإفلات من تنفيذ الحكم هي أن يهرب سقراط فسهلوا له ذلك وأرسلوا له بعض تلامذته ليزفوا إليه النبأ السعيد، وهو أن الطريق مفتوح أمامه ليهرب وينجو بجلده ويعيش في أي بلد آخر ولن يعتبر أحد هذا الهروب مشينآ أو أمراً ماسآ بالشرف..فالكل يعلم أن التهمه باطله وأن مجموعة من المتطرفين هي التي قادت أهل أثينا لإصدار هذا الحكم فرد عليهم سقراط بلطف: حسنآ لنفرض أنني وافقتكم على الهروب يا أصدقائي إنقاذاً لحياتي.. والدفاع عن النفس كما تعرفون واجب مقدس ولكن لنفرض أنني ذهبت للعيش في بلد آخرثم سألني الناس هناك: أنت تروج لفكرة القانون وسيادة القانون وضحية التمسك بتنفيذ القانون على كل البشر ومع ذلك هربت من تنفيذ حكم القانون عليك هل لأنك أفضل من البشر؟ أم لأنك لم تكن جاداً في أفكارك التي تطرحها؟ بماذا سأجيبهم يا أصدقائي؟ لابد من احترام القانون وعلى المفكرين أن يكونوا أول من يحترمه فبغير القانون تتحول الحياة إلى غابه قانونـها الوحيد هو البطش هكذا يا أصدقائي بهروبي سأساهم في تحويل الحياة إلى غابه وأنتم لاترتضون ذلك لي وأنا لا أرضاه لنفسي. قال ذلك ثم التفت إلى الحارس المكلف بإعطائه سم (الشكران) وقال له في ابتسامه لطيفة: هيا اعطني السم أيها الرجل الطيب. الطريقة الوحيده للتعامل مع القانون هي احترامه وعندما نكتشف أنه لم يعد صالحاً أو يعوق تقدم المجتمع علينا أن نتوجه للمشرع مطالبين بتعديله او إلغائه. |
|
|