هل تعرفون المهندس حسن فتحي؟

((هل تعرفون المهندس حسن فتحي)) عاش راهباً في محراب فن العمارة المصرية وعاشقاً لقرى مصر ونال أكثر من ثلاثين جائزة دولية وأختاره الإتحاد الدولي للبناء كأفضل مهندس معماري في

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-23-2023, 09:11 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي هل تعرفون المهندس حسن فتحي؟

((هل تعرفون المهندس حسن فتحي))

عاش راهباً في محراب فن العمارة المصرية وعاشقاً لقرى مصر ونال أكثر من ثلاثين جائزة دولية وأختاره الإتحاد الدولي للبناء كأفضل مهندس معماري في العالم.
وقالوا له: ان الجائزة هي تكريم لمصر في شخصك؟ فردعليهم قائلاً: وماذا ستفعل بها مصر! إذا كان الاصل موجوداً فماذا فعلت به مصر!
انه عملاق العمارة المصرية (حسن فتحي) -رحمه الله- الذي أضاع عمره كله في صراع طويل من أجل فقراء القرية المصرية.
ولد حسن فتحي عام 1900 وتخرج من المهندس خانة عام 1925 وبدأ البحث بدراسة التصميمات المعمارية وفي عام 1945 بدأ مشوار التنفيذ وأصبح في صراع من أجل العمارة الاسلامية وعمارة الفقراء.
وقد تميز أسلوبه في البناء بالإعتماد على إستخدام خامات البيئة المتوافرة وتطويع التراث المعماري المصري ليناسب إحتياجات فقراء مصر.
وفي الأربعينات من القرن الماضي بدأ يممارسة تطبيق أفكاره وأحلامه التي يحلم بها للفقراء فبنى قرية باريس في الواحات بالطوب واللبن وبطريقة القباب وبإستخدام مواد البناء المتوافرة في البيئة لكن أحلامه وأفكاره أعترضتها العقبات لأن طريقته في البناء لاتكلف والمهندسون يفضلون التكاليف العالية من أجل مزيد من الاتعاب والأجور!!.
ولكنه وان فشل في مصر فإنه في الخارج نجح نجاحآ كبيرآ..فقد أستطاع أن يبني قرية كاملة في نيومكسيكو وهي قرية (سانتافيه) وقد بناها بنفس نظريته المعمارية بإستخدام الطوب اللبن والقباب وأستطاع أن يقلل تكاليف البيت من 6 آلاف دولارإلى الف دولار فقط.
وفي عام 1980 اجرى خريجو جامعة لندن للإنشاءات المعمارية تجارب على الجدران التي ينفذها (حسن فتحي) ووجدوا أن العزل الحراري للجدران الطينية 15 مرة ضعف العزل الحراري للجدران الخرسانية.
وبذلك تكون الجدران الطينية أكثر رطوبة صيفاً بسبب سُمكها الذي يصل الى 50 سم بينما الخرسانية سُمكها صغير لايعزل الحرارة وان درجة الحرارة في المباني الخرسانية تزيد 17 درجة مئوية عن المساكن المنفذة بالطوب اللبن.
كتب: (ريفيدر) وهو استاذ العمارة في جامعة اريزونا في كتابه يقول: حين يبحثون في حفريات القرنة بعد الف عام سيجدون حفائرها أهم من نيويورك وباريس ويضيف: بأنه لو كان نفذ هذا المشروع في لندن او نيويورك لوجد التقدير اللائق به..أما في مصر فلا.
وقد عاش العملاق (حسن فتحي) أواخر حياته وحيداً إلا من قططه الثلاث اللاتي يملأن بيته ووحدته ليس له زوجة أو أبناء وتقوم على رعايته جارته الطيبة.
وقد كان يقضي ساعات الصباح الطويلة كل يوم في العلاج الطبيعي ويمضي بقية يومه مع جرعات الدواء في محاولة يائسة لتخفيف آلام مرض (اللوكيما) أو سرطان الدم الذي أصابه.
والعملاق (حسن فتحي) زاهد تمامآ وأدوات بيته كلها من الطين المحروق وقد عاش ومات في بيت قديم بني في القرن الثامن عشرتحيط به المساجد من كل إتجاه وتتردد في اجوائه أصوات المؤذنين الآتية من جميع الإتجاهات بلفظ الجلالة الذي يعشقه (الله اكبر)
إن قصة هذا الرجل تصلح جداً لأن تكون فيلمآ سينمائيآ يحمل إلى الناس صراع هذا الرجل الطويل من أجل حياة أفضل للفقراء وبأقل التكاليف والمعوقات التي أعترضت مسيرته الرائعة إضافة إلى حياة الوحدة والغربة والحلم الذي لم يتحقق.
ولو كنت مخرجاً أو منتجاً سينمائياً لبادرت على الفور في ترجمة هذه السيرة الغنية الى فيلم يزخر بكل معاني الإنسانية والقيم الرفيعة والأهداف النبيلة في قالب مثير وغريب ومؤلم.
ولكن لاغرابة أن لايكون لهذا الرجل حظآ يُذكر مع مخرجي السينما..ومتى كان العظماء مادة لأفلامنا السينمائية التي أدمنت ترجمة القصص التافهة التي لاتسمن ولاتغني من جوع.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com