والدي ياوجعآ في فؤادي

[فهد الحربي]

((والدي ياوجعآ في فؤادي))

غيبه الموت وما زالت أنفاسه تعطر الكون من حولي..غاب عن نظري ومازالت صورته تملأ السماء نوراً..رحل إلى البارئ العزيز وما زال حسه وصوته وطيبته ووجهه النوراني في كل زاوية وكل ركن وكل خطوة..غائب عن عيني لكنه حاضر في قلبي وفكري وروحي

والدي: آآه والف آآه على فراقك.

تغادرني كل أوجاعي وتتشكل أنت وجعاً ينام في فؤادي يفترش ساحات تماسكي..تأخذك مني المسافة والغربة وطول النوى ويقبض على سعادتي مرضك وتفيض دموعي وأنا أتصورك مسجي في فراشك وأراك ممتلئ في عيوني..مشاركاً في أفكاري..وصياً على همومي..مركزاً في ذاكرتي فأنسى الحضور وأذكرك وأنسى أوقات الرضا وتقيم بي أوقات عصيبة عندما تجتاحك إبر المرض ويداهمك الألم ولا أملك إلا سراباً من المسافة الطويلة وصوتك المهتز تعلوه رعشة التعب ونبرات ضعيفة مكسورة.

والدي الغــالي :

ياوجعاً في فؤادي لاولم ولن يندمل كم أحتاج إلى وجودك..كم أحتاج إلى نصائحك وإرشادتك وتوجيهاتك..كم أحتاج إلى هيبتك وحنانك.

والدي الغالي :

يا نورظلمتي وبهاء غربتي..وجهك النوراني وقلبك الممتلىء حبآ وحنانآ وأطلالتك الجميلة تتراى لي كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وتنـزل نغماً حزيناً على أوقاتي المنتظرة شفاؤك

والدي الغالي :

عُدْ وافرش ساحاتنا المجدبة وعلق في شرفاتنا الحب والسعادة.

عد يا أكواني وسماواتي ياحبيب الروح وبلسم الجروح ..(فهد) بك العز والكبرياء والعلياء وأنت لي نسبي وقبيلتي وخيمتي ووتد سعادتي..عد ياوالدي ففيك يغدو المساء طيوراً والصحراء واحة خضراء والصمت غناء والعمر ضياء الضياء.

عد يا ياوالدي..يا أخي..ياصديقي..ياجامع كل أحبابي..عد فقد عجزت أن أصنع أجنحه وأسافر إلى جسدك الطاهر وهو مسجى وأسكن وجعك وأفتديك من لحظة غادرة تجتاح روحك الطاهرة الحبيبة وتحرك الألم وتسطو بك وأنت الإيمان الوضاء الذي يحمد الله متألماً ويحمده ساكناً وصامتاً ويجزل للخالق عزوجل بالحمد متعافياً.

ياوالدي:

كل المشاعر تقف أمام مشاعر الحب لك وكل الأحاسيس تورق مبتهلة لك وكل دمعي ومدمعي يفيض من أجلك..رحمك الله ولنا في لقياك أمل في جنة الخلد ان شاء الله.

المصدر: مدونة فهد الحربي