![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ((الإنفراد مع الذات )) تنتظم ساعات الليل الحالك الظلام ثم تشرق أضواء النهار الحافل بالأنوار ومع زحمة الحياة والناس وتكدس الأعمال والمسؤوليات نشعر أحياناً بحاجة ملحه للإنفراد بعض الوقت بالذات والعيش مع النفس بعيداً بعيدآ في هدوء وصفاء.. بعدها سنجد أننا رغماً عنا قد شُحنا بأحاسيس حائره ومشاعر زاخره ولانفهم لها معنى إلا معنى واحداً فقط هو اننا قد أصبحنا بالفعل في حاجة ماسه لأن نتواصل أكثر مع الآخرين ولأن نلتحم أكثر وأكثر بمفردات الحياة.! صحيح..هذا الموقف الإنساني المتكرر قد يعتبر موقفاً غريبآ بل عجيباً لأنه كلما راودتنا تلك الرغبة العميقه في الإنفراد بالذات بعيداً عن الناس كلما أعتبر ذلك مؤشراً دالآ على وجود المزيد من الحاجة إلى الإقتراب أكثر وأكثر من الناس بحثاً عن الإحساس بالأمان لكننا هنا لابد وأن نتوقف إذآ عند نوعية أولئك الناس أولئك الذين يرغب وجودهم عبر لحظات هذا الاحتياج الإنساني المُلح. حتماً..لابد وأن تكون نوعية هذا البعض الإنساني نوعية متميزه ونوعيه متفرده نستكمل بها مانقص في نفوسنا..نوعيه وادعه..تقيه..نقيه تزخر بالإيمان الخالص نفوسها وتطيب بذكر الله قلوبها وقطعاً عبر هذا اللقاء سنشعر أننا قد أصبحنا أسعد حالآ بالعثور بل بالوصول إلى ضالتنا بعد تشبعنا بنفحات أحاديث الروح التي تضفي على الحياة بريقاً ساطعاً وتضيف إليها مذاقاً سائغاً. بعدها سوف نوقن أننا كنا في حاجه دافعه إلى شحن الذات بطاقه خلاقه..طاقه نابضه بخفقات عاطفه صادقه قد نجدها في كلمه أو في بسمه بل قد تكون كامنه في دفقة ود وشحنة أمل وبارقة تفاؤل..هذه لمحات يمكن أن تفعل بالنفس الكثير الكثير ذاك الذي يحثنا على الاستمرار ويدفعنا إلى المسير قدماً إلى الأمام دون وقفات تعثر ودون رجوع إلى الوراء بل أنه يوجهنا إلى طريق الصواب بعيداً كل البعد عن التردي في هوة إرتكاب الأخطاء. هذا هو الشحن الوجداني الخلاق الذي يوقد طاقة الدفع في الأعماق فتحلق النفس نحو الآفاق حيث تنطلق تحلق نحو بر الأمان حيث يحلو لها أن تستكن وتهدأ وحينئذ نبدأ نحن نستمتع وننهل من ذلك الشعور النقي العميق الذي يسبغ على قلوبنا يقينا واثقآ بأن الله سبحانه وتعالى يكلأنا برعايته وبأنه عزوجل يحيطنا بعنايته ورحمته. والآن.. أسمحوا لي أن أذكركم بشيء آخر بديهي هو أن ساعات الليل الحالك الظلام وأوقات النهار المشرق بالأنوار ماهي إلا خلاصة الزمن المؤتلف من دقائق معدودات لو أننا عرفنا كيف نتعامل معها سوف نفوز فوزاً عظيماً فالمؤمن الحق هو الذي يحافظ على وقته وهو الذي يعرف كيف يديره لصالحه وذلك بأن يقصره على الأعمال الطيبه التي ترضى الله وتنفع الناس. ففي الواقع كل دقيقه قبل أن تمضي من عمرنا نستطيع أن نفعل فيها خيراً كثيراً وننال بها أجراً عظيمآ فهي وإن كانت دقيقة واحدة إلا أنها في الواقع هي عبارة عن تلك الساعات والليالي والأيام التي تتكون منها أعمارنا وهي نفسها تلك الدقيقة الواحدة التي لو أحسنا إستثمارها وجني ثمارها سوف تعود علينا بالنفع الأعم والمردود الجم. إذا لو أننا تصورنا أننا نمتلك (حصاله) غير مرئيه ندخر فيها أجر أعمالنا الصالحة لفكرنا بالفعل في ملئها بكل ما يرضي الله عنه طمعاً في نيل ذلك الأجرالثمين الذي يؤهلنا فيما بعد لدخول الجنة إن شاء الله فائزين غانمين. المصدر: مدونة فهد الحربي |
![]() |
|
|