خواطر ع الماشي

[فهد الحربي]

((خواطر ع الماشي))

احذروا من كذبة أبريل!
بعض هواة الكذب يبالغون في استخدام رخصة الكذب في أول أبريل من كل عام!!
والمبالغة قد تسبب مشاكل عديدة لبعض الناس الذين يغفلون عن هذا التاريخ كالذي يتصل بفلان ويقول له: إن شقيقه الذي يدرس في امريكا قد قتله رجل مجنون..أو أن يقول أحدهم لصديقه بأن سيارته قد أصيبت بعطل وهي واقفة في المكان الفلاني ويطلب منه أن يحضر حالاً لمساعدته.. وفي الحالة الأولى قد يصاب (فلان) بالسكتة عند سماعه خبر مقتل أخيه..وفي الحالة الثانية قد يلقى الصديق حتفه نتيجة السرعة في القيادة.
لاأعرف من أين جاء الناس بهذه البدعة السخيفة التي تجيز(الكذب) بين الناس لفترة يوم كامل في وقت يندر فيه الصدق!!

۞ ۞ ۞
لابد أنك قديمآ دخلت (محلآ) لبيع الدجاج الأبيض..ولابد أنك شاهدت البائع يفتح باب القفص المزدحم بأكوام الدجاج ثم يدخل يده ويختار بطريقة إقرب إلى العشوائية عدداً من الدجاج لذبحه وتنظيفه وتقديمه للمشتري.
هل خطر في بالك هذا السؤال..هل تشعر الدجاجة التي في القفص بما ينتظرها من ذبح وتقطيع؟ أنا مثلك خطر في بالي هذا السؤال؟ لكني لم أجد الإجابة الشافيه عنه!! والذي أعرفه أن الدجاجة بلاعقل فلا تدرك مايحدث أو سيحدث حولها لكن: لماذا هي مضطربه داخل القفص ويعتريها الخوف؟!
هل في صرخة الدجاجة عند مشاهدتها للسكين أو حين تلامس السكين رقبتها (شيفره) خاصة يفهمها الدجاج القابع في القفص فيضطرب ويبدو مرتبكاً؟!
أو أن الصرخه نفسها تجسد الخوف وحين سماعها يدرك جميع الدجاج أن الدجاجة التي خرجت للتو من القفص قد ذبحت!! أو أن السبب يعود إلى القفص الحديدي المتعب والزحمة الخانقة وأحياناً الحرارة الشديدة؟!
في جميع الأحوال لن نعرف الإجابة الحقه وربما فاتنا ان الدجاجة تشم بالغريزه رائحة الموت كما يشتم الغزال مثلاً رائحة الأسد أو النمر فيأخذ استعداده للهروب من الموت المتربص به.. بعض الذين حكم عليهم بالإعدام يتمنون لو أنهم كانوا دجاجاً لايشعرون بالموت وهم قاب قوسين منه ولوعلمت الدجاجة بهذا لتمثلت ببيت الشعر الذي يقول: ((حتى على الموت لا أخلو من الحسد))

۞ ۞ ۞

لا أعرف لماذا يكون الإنتحار هو الحل الأمثل لدى البعض رغم ما اشتهر به البعض من شجاعة وجرأه..فالقائد (هانيبال) مثلآ استطاع أن يسحق الجيوش الرومانية في أربع معارك كبيرة وبرهن على أنه قائد عبقري فذ لكنه ما ان هزم في معركة (زاما) وهي أول هزيمة عسكرية له حتى هرب إلى آسيا وسكن في تركيا..وفي أحد الأيام رأى من بيته عددآ من الجنود الرومان فهرب إلى السرداب وعند مدخل السرداب رأى جنوداً فعاد إلى البيت ودخل غرفة الطعام وشرب النبيذ ومعه السم ومات على الفور.
هذا القائد الذي تمكن من عبور جبال الألب لأول مرة في تاريخ الحروب مستعينآ بالفيله ماباله يلجأ إلى الإنتحار هل هو الخوف من الوقوع في الأسر؟!
وخذ مثلآ (كريستينا أوناسيس) عاشت هذه المرأة حياة صاخبه مليئة بالمغامرات العاطفية وورثت الملايين عن أبيها المليونير (أرسطو أوناسيس) وكان ثراؤها الفاحش جديرآ بأن يشغل جميع صحف العالم..هذه المرأة وجدت ميته في سريرها ووجدوا قرب جثتها علبة حبوب منومة فارغه..ما الذي دفع هذه المرأة الثرية لأن تنتحر؟! هل هي لعنة المال؟! هل هو الحرمان من الأمومة؟! هل هي سلسلة المغامرات العاطفية الفاشلة؟! ألم يكن هناك حل غير الإنتحار؟
وهناك أيضاً (سقراط) الحكيم و(كليوباترا) المرأة الجريئة الشجاعة و(نيرون) وغيرهم الكثير لماذا يلجأ هؤلاء العظماء إلى الإنتحار بعد سلسلة طويلة من الإنتصارات والمواقف الشجاعة الجريئة؟ هل يمكن أن تكون شجاعتهم (مزيفه)؟! أم كانوا يخشون من ذل الأسر والتمثيل بحثتهم؟!

المصدر: مدونة فهد الحربي