العودة   مدونة فهد الحربي > الأقــســـام الــعـــامــة > مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية

عزيزتي المرأة: الرجل العربي يختلف عن الرجل الغربي

((عزيزتي المرأة: الرجل العربي يختلف عن الرجل الغربي)) عزيزتي المرأة: قطعاً أنت تعرفين أن الرجل العربي يختلف تماماً عن الرجل الغربي..لذلك لاداعي بالله عليك لأن تطالبيه بما لايستطيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2024, 03:42 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي عزيزتي المرأة: الرجل العربي يختلف عن الرجل الغربي

((عزيزتي المرأة: الرجل العربي يختلف عن الرجل الغربي))


عزيزتي المرأة:
قطعاً أنت تعرفين أن الرجل العربي يختلف تماماً عن الرجل الغربي..لذلك لاداعي بالله عليك لأن تطالبيه بما لايستطيع أن يلبيه لك..كأن تتوقعي منه أن يرضى عنك فيما لوقلدت المراة الغربية في مظهرها أو مخبرها فالحقيقة أن الرجل العربي له ذوقه ومذاقه الخاص فهو يختلف وماينطبق على غيره ويتماشى معه ليس بالضرورة أن ينطبق عليه أو يتفهمه ويتقبله فكوني نفسك وابقي كما اعتاد أن يجدك..امرأة ناضجة..واعية تعرف متى تتكلم..متى تصمت..متى تطلب..امرأة تعرف كيف تفكر وماذا تفعل؟ وهذا هو موضوعي الآن.
لذا من المهم أن تعرفي عزيزتي المراة أن الرجل العربي عرف عنه منذ قديم الزمان أنه من أعنف الناس حباً وأنه كان يحب في المرأة شيئاً آخرغير شكلها أو تكوين جسمها..إنه كان يحب قبل ذلك كله حسن طباعها ورقة حاشيتها ولايهمه هنا نوع قامتها أو صنف هندامها.
الرجل العربي كان يألف المرأة بالمرافقة والمحادثة..كان يألفها بقوة الروح قبل أن يألفها برشاقة الجسم وحلاوة الوجه وجمال العينين فإذا تمكن حبها من قلبه تخيل فيها كل معاني الجمال.
نعم كان الرجل العربي عندما يحب يرى في محبوبته جمالآ لايراه كل الناس لأنه كل يحب فيها شيئاً رائعاً بديعاً لايراه أحد غيره..كان يحب صفاتها الخفية وأخلاقها غير العادية.
وهذا هو ماحدث مع (ذي الرمة) عندما وصف صاحبته (مي) لـ (الفرزدق) ثم أراه إياها فيما بعد بعد أن أسمعه وصفها ومدحه جمالها فقال له (الرزدق) متعجباً: ولكني لا أرى شيئآ مما تصف؟ قال: (اسكت فض الله فاك والله إنك لترى كل شيء ولكن أكل الحسد قلبك) فانصرف (الفرزدق) وهو يضحك ساخراً من حب صاحبه الذي صور له في محبوته جمالاً لم ير منه إلا خيالاً.
لكن لماذا هام الرجل حبآ بهذه المرأة في تلك الأيام؟! ولماذا كانت طبيعة العلاقة بينهما مختلفة عماهي عليه الآن قبل أن تتغير الدنيا وتتبدل الأحوال؟
إليكم إجابة هذا الاستفهام وكثير من الكلام الذي يختلف عما نسمعه هذه الأيام؟.
في ذلك الزمان البعيد كان الرجل شديد التعلق بالمرأة وكانت صلته بها وثيقة قوية وكان لذلك سببان :
أولاً: تساوي الثقافة الأدبية بينهما فهي تحسن ما يحسنه من فنون القول وشجون الحديث..كما أنـها تجيد مايجيده من النوادر وطرافة المسامره فهي بارعة في اللغة قادرة على الأخذ بملاحة العبارة وبراعة الاستعارة ودقة الإشارة مع ما كان يميز أدب المرأة آنذاك من ارتقاء يقاربها من مستوى أدب الرجل بالإضافة إلى أن أدبها يزيد من سمات الأنوثة الناعمة الفاتنة.
ثانياً: كانت أوضاع العرب الاجتماعية تسمح للفتى أن يكون مع الفتاة في مجلس الأهل والعشيرة فيحادثها وتحادثه ويسامرها وتسامره ولكن الويل كل الويل له إذا لقيها في طريق فكلمها أو حياها..فهنالك الهول المطبق والشر المستطير وقد يثير ذلك حرباً بين عشيرتين وقد تكون حرباً طاحنة لايعلم عواقبها إلا الله.
وكان الشعراء يحترمون قوانين الإجتماع والتقاليد والأعراف التي تحمي بنات القوم الأشراف من الاتصال بالفتيان صلة ريبة أو إنحراف إلا قلة قليلة منهم خرجت عن هذه القاعدة ومنهم هذا الشاعر الذي قال:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا
سوى أنني قد قلت يا سرحة أسلمي
نعم فاسلمي ثم اسلمي ثم اسلمي
ثلاث تحيات وإن لم تكلــــمي
وبالتأكيد لقي هذا الشاعر وغيره ممن خرجوا عن الأعراف والتقاليد جزاءهم وهو الخروج عن الإقامة في القبيلة والتشرد بعيداً عنها كما حدث لـ (مهلهل بن ربيعة) و(امرئ القيس بن حجر) الذي أهدر والده دمه مع أن كليهما كان من بيت الزعامة وسلالة الملك..ثم أخذ الإسلام يهذب الفطرة دون أن يقمعها فهو يعطف على المحب عطفاً جميلاً وهو معدود عند الله من الشهداء وفي الحديث المأثور: (من أحب فعف فكتم فمات مات شهيداً)
وبعد ذلك كله نستطيع أن نقول إن جمال المرأة العربية كان جمالاً مرسوماً في مخيلة الشعراء الذين ركزوا على سمرة اللون ودقة التكوين وجمال العيون ورقة الشعور.
يقول في ذلك الشاعر:
يا مليحة الدعج
هل لديك من فرج
أم تراك قاتلتي
بالدلال والغنج؟
كما كانت أجمل جميلات نساء العرب على الإطلاق في الإسلام هي: (عائشة بنت طلحة) و(سكينة بنت الحسين) اللتين انطبقت عليهما مواصفات الجمال كما أحبه الرجل العربي في ذاك الزمان وهي:
أن تكون المرأة كحلاء عيناء..زجاء..بلجاء..شماء..لمياء..لعساء..غيداء..جيد اء..أثيثة الشعر..مشرقة النحر..مهضومة الخصر..أي أن تكون بلغة العصر كحيلة العين واسعتها دقيقة الحاجبين بين حاجبيها بعد يسير دقيقة الأنف مع استواء قصبته في علو سمراء الشفة مع حمرتـها ناعمة الجسم طويلة العنق شعرها طويل غريز نحيلة الخصر.
هكذا كانت مواصفات جمال المرأة في نظر الرجل العربي القديم.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com