|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
من اجل حياة سعيدة
من اجل حياة سعيدة بعض المقولات الشائعة سـواء كـانـت طبية أو نفسيـة كنـا نتقبلهـا بالأمس كحقائق ثابتة لا تخضع للنقاش رغم تعارضها مع الحقائق والواقع إلا أنها أصبـحت بحكم العـادة والتـكرار والشيـوع أشبـه بـالقاعدة المستقرة في أذهـان الكثيـريـن ولـكن الدراسـات العلميـة الحديثـة تـحاول أن تبـدد هـذه المقـولات القديـمة. فماذا تقول هذه الدراسات؟! حاول أن تتسم بالطيبة دائمآ حتى لو كان الآخرون غير ذلك!! الإنـسان الطيـب هو الذي يأخذ إحساس ومشاعر الآخرين في الإعتبار سواء تـعلق الأمر بالعمل أو بالعلاقات الاجتماعيـة والإنسانية هذا الشخص بالطبع يتمنى الجميـع التعرف عليه ومصاحبته ولكن هل للطيبة جانـب آخـر سلبـي وهـل تنقلب عليـه هـذه الصفة الحميدة فتحوله إلى ضحية؟ عـالم النـفس البريطاني الدكتور (جاري كوبر) من قسم علم النفس بجامعة مانشستر أجرى دراسة عن الطيـبـة ومظاهرهـا وكيف يمكن تحقيق التوازن بينها وبين الحزم والحسم في حياتنا وهو يطرح في البداية عدة أسئلة: هل تعتقد أنك طيب؟ هل تحاول مساعدة الآخرين بكل جهد وإخلاص؟ هل يصفك الآخرون دائما بأنك شخص مؤدب؟ ثم يقول: إذا كنت تتمتع بهذه الصفات فإننـا ننصحك بالحذر لأن كل هذه الصفات قد تجعلك تعاني من التعاسة واستغلال الآخرين الدائم لك. ويستطرد الدكتور(كوبر): إن هناك نمطيـن مـن البـشـر الذيـن يتمتعـون بـالطيـبة فـريـق يـتسم بالطيبة الطبيعية وفريق تفرض عليه ظروف معينة أن يكون طيبآ لـكن كلا الفريقـيـن قـد يسقط ضحية الآخرين بل الأتعس من ذلك أن تصرفاتهم تؤدي إلى نتائـج عكسيـة تمـامـآ فالأشخاص الذين يتصرفون بطيبة كبيرة ربما من أجل الحفاظ علـى عـلاقـة طيبـة بـأسـرهم أو أصدقائهم أو زملائهم في العمل وحتى جيرانهم فإن هـؤلاء تـحكمـهم فـي تـصرفاتـهم عـوامـل ثـقافيـة إلـى جـانـب الـعوامـل الشخصيـة. والدكتور(كوبر)يرى أن هناك الآن ثقافتين اثنتين تسودان العالـم هما: ثقافة تحمل شعار (أنا) وهذه الثقافة تميز المجتمع الامريكي بوجه خاص حيث تطغى على الفرد الأميـركـي النـزعة الفردية فهو لايهتم سوى بالأعمال والأشياء التي تهمـه كـفرد لا كمجموعة. أمـا الثـقافة الثانية فهي تحمل شعار (نحن) وهذه الثقافة تنتشر في اليابان والصين حيث يذوب الإحسـاس بـالنزعة الجماعية لذلك تتميز هذه المجتمعات بطيبة وأدب أفرادها الذين نادرآ ما يقولون كلمة (لا). أمـا أوروبـا فهـي تمثل النموذج الوسط بين الثقافتين فهم طيبون أحيانآ وغيـر طيبيـن أحيانآ أخرى إلا أن الـعـالـم في مجمله يسير الآن وبخطى واسعة نحو احتضان ثقافة (أنا) الامريكية ولذلك فهو يـنـصح بـأن نـأخـذ حـذرنـا من الآن بأن نقول (لا) عندما يقتضي الأمر ذلك دون أن نجرح أحدآ أو نتنازل عن حـق أو حـاجـة كما ينصح بألا نكثر من الإعتذار فالاكثار منه يعطي إنطباعآ عكسيآ. ثم يقول أخيرآ: صحيح أنه من الصعب على الفرد تغيير طباعه التي شب عليها لكن ماعلينـا إلا أن نـحـاول فـي عـالـم يـتجـه نـحو (الأنـا) الامريكية ولا شـيء بـعدي!! يـقول الدكتور(جـون كوليجان) أستـاذ الأمـراض النفسية بجامعة بيل الامريكية : إنه من المتصور أن يكون الأشخاص الناجحون هـم أكثـر مـن غيرهم ثقة بأنفسهم ولكن هذه القاعدة لا تصدق دائمآ على كل الناجحين بل العكس هو الأقـرب إلـى الصـواب وتـقول مجلة (سيكولوجي) : لابد أن تحظى آراء الدكتور(كوليجان) بإحترام وإهتمام فقد عكف لسنـوات طويلة على دراسة المشاكل الشخصية لذوي الشخصيات الزائفة التي ترتدي أقنعة فتبدو علـى غيـر حقيـقـتـها فـإذا كان لصا بدا لك في منتهى الأمانة وإذا كـان ذئبـآ صور نفسه حملآ وديـعآ.. إلــخ وعـن تفسيـره لـتـفـشـي هـذا النـمـط مـن الشخصيـات لـدى المشاهير والمرموقين فإنه يقول: إن أصحاب الطموحات والهمم العالية قد يكونون مبالغيـن في توجيه الإنتقاد لأنفسهم أو التقليل من شأن قدراتهم كما يبدون اهتمامآ أكبـر بـالتـصورات التـي يـكوّنها عنهم الآخرون ومن هنا فقد يتقمص الإنسان شخصية أخرى غير شخصيته الحقيقيـة يستمد منها الإحساس بالثقة والأمان عندما يتعامل مع الآخرين وتمنحه هذه الشخصيـة الظـاهرة من دواعي الثقة والأمان والتوازن ما تفشل شخصيته الحقيقية في منحه إياها. ثم يقول الدكتور( كوليجان) : من الممكن أن يعيش الإنسان بـشخصية زائفة زمنآ طويلآ ولـكنـه لايـستـطيـع تـقمـص هـذه الشـخصيـة إلى الأبد فهناك من المواقف مايـظهر الشخص على حقيقته. ثم يضيف قائلآ: من المعروف في مجال الإضطرابات النفسية أن إدراك العلة يسهل كثـيـرآ مـن العـلاج وتـنطبق هذه القاعدة على هؤلاء الذين لابـد أن يـدركـوا أن هـذه الإزدواجـيـة التـي يـعـيـشـون فـيـها محـكوم عليـها بـالفشـل وأن عليـهم البـحـث عـن ذواتـهم الحقيـقيـة وتطويرها وتدعيمها ولأن أصـحـاب الشـخصيـات الـزائـفـة غـالبـآ مايولون اهتـمامـآ كبيـرآ لـتقـيـيـم الآخرين لهم والإنتقادات الموجهة إليهم فإنهم أيضآ يخافون من الفشل خوفهم من النجاح الـذي يـجعلهم مـحـط إهتـمام الآخرين وتقييمهم ومـن هنـا فـإن الخـطوة الأولى لعلاج هؤلاء هو أن يتعلموا كيـف يـثـقـون بـقدراتـهم الحقيقية مـهـما كـانت متواضعة ولا يعبأون كثيرآ بما يردده البعض عنهم عندئذ فقط يشفون من أوهامهم ويتخلصـون من الوجه الزائف الذي يجاهدون للظهور به والذي يؤدي إلى إضطرابهم وقلقهم بل وفشلهم في النـهايـة إذا لم يعودوا لجوهرهم الحقيقي مـهما كان ضعيفآ أو غير مؤثر.. إنهم عندئذ سوف يـنـالـون الإحتـرام الحقيـقـي مـن الآخريـن والذيـن يـشـعـرون أنـه مـوجـه إلـى شخصيتـهم الحقيقية وليست الشخصية الزائفة فيهم. نجاحك في عملك وسعادتك الزوجية في طبق طعامك أصبح من المعروف أن الوجبات الغذائية التي تقل بها نسبة الدهـون تـسهم على نحو فعال في تقوية شرايين القلب وإعتدال المزاج النفسي وفي دراسة حديـثة لإثبات هذه النـظريـة عـن الـعلاقـة بين مزاج الإنسان وحالته النفسية انتهت الأبحاث إلى وجـود علاقة متنامية بالفعل بين الإعتماد على الوجبات قليلة الدسم وإرتفاع الروح المعنوية وتمتع الإنسان بحالة مزاجيـة رائـعـة ومـتـفائلـة.. واستمرت الدراسة لمدة 5 سنوات كاملة وشملت 149 رجلا و156 امرأة وقام بـها بـاحثـون مـن جامعة نيويورك وقد لاحـظ البـاحثـون أن الإعتـمـاد علـى الوجبـات قليـلـة الدسم أدى إلى تقلـيـل مـستـوى الكوليسترول في الدم وارتبط ذلك لدى أفراد العينة الخاضـعـة للـبـحـث بالتغلب على حالة الاكتئاب والمزاج العدواني المتكرر والاندفاع الغاضب بـدون أسبـاب منـطقية. ويـقول الدكتور(وايندر) أستـاذ علـم النـفـس المساعد بجامعة نيويورك التـي قـامـت بـالبـحث: إن هذه العلاقة تكمن بالفعل في الأثـر الإيـجـابـي الـذي يـوجده اتباع نظام غذائي صحي متوازن في نفس صاحبه فهو يعطيه الإحساس بالقدرة علـى السيـطـرة على إنفعالاته وتقلب مزاجه ولكن الباحثين الذين أجـروا هـذه الدراسـة لـم يـختـبـروا حتى الآن الافتراض العكسي.. أي جدوى الروح المعنوية المرتفعة والمزاج المعتدل في التخلص من العادات الغذائية السيئة التي تساعد علـى السمنـة ثـم ينـهي الباحثون دراستهم قائلين: لقد أصبح لدينا الآن على الأقل سبب آخر للتحول عن هـذه الأطعمة غير الصحية من أجل مقاومة الأمراض المناعية والأمراض الأخرى الخطيرة التـي تصيـب القلب والقولـون والاستمتاع بروح معنوية عالية تتحدى كل دواعي الاكتئاب وتساعدك تمامآ على النجاح في حياتك العملية بل والزوجية أيضآ. هل الخلافات الزوجية صمام أمان من الطلاق؟ لقد درج كثير من علماء النفس وخبراء العلاقات الزوجيـة علـى إعتبار الخلافات الزوجيـة أمـرآ طبيعيآ مصاحبآ لهذه العلاقة وقد ظلوا ينظرون إليها كإستـراتـيـجيـة للتنفيس عـن المشاعر السلبيـة بـل وللتـقريـب بيـن طرفي العلاقة الزوجية وراحوا مـن هـذا المنـطلق يـضعون الضوابـط التـي تـضمن وقوع هـذه المشاجـرات ولـكـن بطريقة بناءة من أهمها: البعد عن تجريح الطرف الآخر إختيار لغة مهذبة تجـنـب إشـراك الآخريـن في هذه المشاجرات الزوجية فضلآ عن تجنب المناقشات الحادة على مرآى ومـسمـع مـن الأطفـال. هـذه بـعـض مـن قواعد لعبة المشاجرات الزوجية كما تصورها عدد من علماء النفس والإجتماع.. ولـكن دراسة حديثة جرت تـحـت إشـراف البـروفيـسـور (آن أربر) بـجامعة ميتشيجان خرجت بنتائـج تـبـدو متناقضة إلى حد ما مع هذه القواعد السابقة شملت الدراسـة 691 زوجـآ تـتـراوح أعمـارهم بـيـن سـن الثـامنة عشرة والخـامسة والستـيـن مـن العمـر وقد تم إختبار الـعلاقـات بيـن كل زوجين من هذه العينة مرتين.. تفصل بين كل مرة فتـرة زمنـيـة تصل إلى ثلاثـة أعـوام وجـد البـاحثـون أن الإنـفصـال أو الـطلاق يـحدث عادة بين الأزواج الذيـن يـتـشـاجـرون كثـيـرآ بـصـرف النـظر عـن مـسـتـوى وطبـيـعـة هـذه المـشاجـرات فـالمـشاجـرات الكثيـرة حتـى وإن خلـت مـن العبارات النابية واتسمت بالموضوعية والإحترام المتبادل يمكن أن تؤدي أيضا إلى الطلاق. بـنـاء عـلـى هـذه الدراسـة تـنـصح الـبـاحثـة النـفسـيـة (كاترين مكدوجال) الأزواج الراغبـيـن في حياة عائلية سعيدة ومستمرة أن يـتـجنبـوا قـدر الـمستطـاع الحديـث عـن الخـلافـات وأن يـتـجنبوا المـشاجـرات ومن المهم على حد تعبير الباحثة: (أن يدرك الأزواج جميعآ أن تكرار المشاجرات مؤشر عـلـى الخـطر الـذي يـهدد العلاقة الـزوجـيـة بـالـوصـول إلـى طريـق مسـدود) وتـحدد البـاحثة مستـوى هـذا الخـطـر بمشاجرة واحدة أو أكثر كل أسبوع. المصدر: مدونة فهد الحربي |
|
|