![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ((بيان رئاسة أمن الدولة وسرديات التفكيك)) في بيان محوري صادر عن رئاسة أمن الدولة، تجلّت يقظة الدولة ووعيها العميق بخطورة ما يروّج في بعض الأوساط الفكرية والإعلامية تحت مسمى (السردية الموجهة ضد السعودية) . لم يكن هذا البيان خطابًا عابرًا، بل كشف عن مشروع فكري مستتر يسعى إلى زعزعة الثقة بين المواطن وهويته الوطنية، وتفكيك الثوابت التي قامت عليها هذه البلاد المباركة، وتغذية الشك في المسلمات التي تشكل أساس الاستقرار الاجتماعي والسياسي. لقد أصبحت السرديات أداة فاعلة من أدوات الحروب المعنوية الناعمة؛ حيث تُبنى قصص وتُعاد صياغتها بطريقة مموهة تخاطب العاطفة وتثير التساؤل، لكنها في جوهرها تحمل مشروعًا هدامًا متخفيًا خلف شعارات براقة كالحرية والتنوير والنقد الذاتي. تسعى هذه السرديات إلى إعادة تشكيل وعي المواطن، لابنية الإصلاح البناء، بل بنية الإرجاف والتفكيك، في محاولة لخلق واقع فكري مغاير لما عرفته البلاد من وحدة راسخة واستقرار عميق وانتماء أصيل. وما جاء في تصريح المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة العقيد تركي الحربي من أن (لا سقف يعلو فوق سقف الوطن) هو تأكيد على أن الوطن ليس مادة قابلة للتجريب أو الاختبار بل هو سياج منيع تتكسر عليه الأهواء والتجاذبات الفكرية المضللة. فحين يتجاوز الخطاب حدوده ويتكئ على مفاهيم التجديد خارج سياقها الصحيح فإنه يتحول إلى سلاح يعمل لصالح خصوم الداخل والخارج، مهما ادعى النصح والحكمة أو ارتدى ثياب المصلحين. . المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها على يد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، لم تبنِ كيانها على الفراغ، بل على قيم راسخة من التوحيد الخالص والكتاب والسنة النبوية الشريفة، وعلى اجتماع الكلمة تحت راية واحدة.. وفي ظل قيادة حكيمة تشكل درعًا واقيًا أمام موجات التمزق والصراعات التي ابتُليت بها أمم من حولنا..ومن أعظم ما يحفظ المجتمعات من الانحراف والضياع أن تُرد الأمور إلى أهلها من ولاة أمر نحمل لهم البيعة على السمع والطاعة، إلى علماء راسخين في العلم نستضيء بنورهم. ففي زمن اختلط فيه الحق بالباطل، وتزخرفت فيه المفاهيم المغلوطة بثياب الفكر المنفتح، يظل منهج السلف الصالح في العلاقة بين الراعي والرعية، هو الضمان لاستقامة الأمور، وحفظ الجماعة، ودحض كيد المنافقين والمغرضين. لذا، فإن الإرجاف اليوم ليس مجرد تضليل إعلامي عابر، بل هو سهمٌ غادر يُصيب خاصرة الأمة، يطلقه من يرتدي ثياب الإصلاح، ويتحدث بلغة العدل، وهو في حقيقته داعية فرقة وشتات. هؤلاء المتحدثون بإسم النقد والتنوير لا يهدفون إلى البناء أو الإصلاح الحقيقي، وإنما إلى إعادة تشكيل المشهد بما يتماشى مع سرديات دخيلة تفتقر للأصالة، وتبحث عن أي خلل يمكن استغلاله لإحداث الفوضى وتقويض الاستقرار. ومن هنا.. فإن المواطن السعودي مدعوٌ إلى أن يكون الدرع الأول في مواجهة هذه الخطابات المضللة، من خلال تمسكه بهويته الأصيلة، وولائه الراسخ لقيادته، وثقته بعلمائه الأجلاء، واعتزازه بأصوله وعقيدته السمحة..وعليه أن لايُغرّ بشعارات الحرية أو النقد التي قد تبدو برّاقة، لأن كثيرًا من تلك الأبواب فُتحت بهذه الشعارات في أماكن أخرى، فأدخلت الفتن العظيمة، وسُيّر من خلالها الطعن في الثوابت تحت لافتة الإصلاح المزعومة. . إن بيان رئاسة أمن الدولة هو دعوة صريحة إلى الإدراك العميق، والوعي الوطني المتين، والتحصين الذهني والثقافي في وجه موجة من الخطابات الهدامة التي تتقن صناعة الشك وتزيين الباطل وهو أيضًا تذكير بأن الأمن الفكري لا يقل أهمية عن الأمن العسكري وأن الحفاظ على وحدة الصف وتماسك المجتمع يبدأ من رفض كل مايفرق الكلمة، ويخلق زوابع فكرية لا تخدم إلا مصالح أعداء الوطن من الداخل والخارج. نسأل الله أن يحفظ وطننا الغالي، ويوفق ولاة أمرنا، ويبارك في علمائنا الأفاضل، ويثبت رجال أمننا البواسل، ويديم علينا عز المملكة واستقرارها إنه سميع مجيب. الموضوع الأصلي: بيان رئاسة أمن الدولة وسرديات التفكيك || الكاتب: فهد الحربي || المصدر: مدونة فهد الحربي
المصدر: مدونة فهد الحربي - من قسم: مقالات فهد الحربي السياسية |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التفكيك, الدولة, بيان, رئاسة, وسرديات |
|
|
أقسام المنتدى |
الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @ |
أقسام المنتدى |
الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @ |