الطفلة التعيسة

((الطفلة التعيسة)) ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان وليس بالحب وحده يعيش وليس بالمال وحده يعيش ولا بالصحة وحدها ولكن بها جميعاً ومن الصعب أن تتوفر كل هذه العناصر عند

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2024, 02:50 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي الطفلة التعيسة

((الطفلة التعيسة))


ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان وليس بالحب وحده يعيش وليس بالمال وحده يعيش ولا بالصحة وحدها ولكن بها جميعاً ومن الصعب أن تتوفر كل هذه العناصر عند كل الناس.. ولذلك فنحن في عمرنا القصير نحاول المستحيل فنجمع المال إلى جانب الصحة إلى جانب الحب ونظل نحاول العمر كله وننشغل بمانريد وننسى الذي عندنا وأن الذي في أيدينا من الممكن أن يجعلنا أسعد من الذين يملكون أكثر منا..وهذه نصيحة يضيق بها الناس ولكن يدركون متأخراً جداً أنـها صحيحة..نصيحة أن ترضى وأن تجد في الذي تملكه مصدراً مؤكداً للسعادة والشاطر العاقل هو الذي إذا لم يجد كل الذي يحبه فإنه يحب كل الذي يجده!
أضرب مثالاً صارخاً على تعاسة الثراء إنها طفلة عمرها عشرسنوات ثرواتـها يقدرونـها بحوالي ثلاثة آلاف مليون إسترليني..أمها تخلصت من نفسها وعمرها 36 عام بعد زواج رابع فاشل فقد تشاجرت مع زوجها الفرنسي (تيري روسيل) وأغلقت على نفسها الباب ونامت لأنـها ابتلعت كل مالديها من حبوب منومة..إنها (كرستينا) ابنة أغنى أغنياء أوروبا (أسطو أوناسيس) صاحب أساطيل ناقلات البترول والطائرات والعبارات ماتت( كرستينا) سنة 1988 وتركت ابنتها الصغيرة التي لاتعرف كلمة يونانية واحدة وقد أوصت لها الأم بكل ثرواتها عندما تبلغ سن الرشيد أي 18 عاماً وعينت مجلساً للوصاية عليها..أما زوجها الفرنسي فقد تزوج إحدى صديقاته وأنجب منها ولدين وكان مفلساً عند زواجه من ابنة (أوناسيس) الذي استغرق أربعة أعوام فجمع ثروة أو اغتصب ثروة تبلغ أربعين مليون جنية وعنده يخت وطائرة وقصور في سويسرا وعلى ساحل مربيا في أسبانيا ثم إنه مقامر..
وذهب للقضاء يريد السيطرة على ثروة ابنته..ذهب إلى القانون السويسري الذي أعاد الحق إلى مجلس الوصاية والبنت لاتزال تعيش مع والدها ومرتبطة به وبإخوتـها غير الأشقاء ولكن هناك حراسة شديدة عليها ليلاً ونهاراً..
وعندما يسألها زملاؤها في المدرسة عن سر هذه الحراسة تقول : لا اعلم وعندما يسألونـها ومن أبوك؟ تقول: إنه فلان فيعاودون السؤال: ولماذا..ويكون جوابها لا اعلم.. وأينما ذهبت فالحراسة حولها في البيت..في الشارع ..في المدرسة..ويحاول أبو الفتاة أن يستولي على الثروة الهائلة ولكن المؤسسات ومجلس الوصاية يسد في وجهه كل الطرق..ولم يملك الأب إلا أن يعدل عن محاولاته بأن ينفرد بالإدارة وبالمال..ولما قيل له بمنتهى الوضوح: (اعقل وإلا اغتلناك في طرفة عين) وضع الرجل رأسه على كتفيه واستقر يحاول بكل الطرق أن يسيطر على ابنته الصغيرة أو يحصل منها على أية (وصية) ولكن هذا مستحيل قانونآ..ولما طالب مؤسسة (أوناسيس) أن تسدد ديونه أرسلوا له رجلاً ومعه عشرون من المافيا ومعهم رصيد لكل امواله في بنوك سويسرا ونصحوه أن يبتلع لسانه ويسكت نهائياً فسكت..أما الطفلة فمحرومة من الأم وزوجة الأب لاتعوضها عن ذلك ورغم محاولات الأب أن يعزل ابنته عن الأطفال فقد استطاع مجلس الوصاية أن يكشف للطفلة سفالة والدها وأنه هو الذي قتل أمها وأنه كان خائناً للأم من الليلة الأولى لزواجهما وأن كل الذي كان يريده هو اموال الأم ثم أحضروا للبنت بصور للمعارك بين الاثنين وكيف أنه انهال عليها ضربآ..والنتيجة تعاسة الطفلة بفقدانـها للأم التي ماتت والأب الذي لم يمت
لم يستطع الأب أن يواجه هذه الحملة المعادية له وفي الوقت نفسه لم يسلم البنت إلى مجلس الوصاية لحمايتها منه ومن كل الأطفال الذين لايكفون عن سؤالها.
ولما طلب مجلس الوصاية أن يعلم الطفلة لغتها اليونانية اعترض الأب لأنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى أن تسمع البنت حكايات أخرى عن تفاصيل فضائح الأب مع الأم ولما حاول مجلس الوصاية أن يؤكد للأب أن مصلحة البنت هي أن تعرف كل ذلك فسوف تكون رئيسة مجلس إدارة إمبراطورية (أوناسيس) بعد ثماني سنوات رفض الأب وبعملية حسابية بسيطة جداً : فإن الطفلة وحيدة تعيسة فلا حضن دافئ من أم أو أب أو أحد فهي تعيش في دنيا باردة متوحشة وطبيعي أن تحسد المتسولين في الشوارع..
وصورتـها التي توجع أي قلب عندما رأت طفلين من المتسولين في مثل سنها يتعانقان في مواجهة البرد وعلى وجههما ابتسامة هادئة هانئة (تصور)


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com