يامن توشك على الغرق لاتفقد الأمل أبدا في النجاة

((يامن توشك على الغرق لاتفقد الأمل أبدآ في النجاة)) أثناء تجواله في النظر في وجوه الغرقى أفزعه الرعب الذي أكتسى الملامح والصراخ المكتوم وطرق ذهنه سؤال؟ لماذا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-28-2024, 02:06 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي يامن توشك على الغرق لاتفقد الأمل أبدا في النجاة

((يامن توشك على الغرق لاتفقد الأمل أبدآ في النجاة))

أثناء تجواله في النظر في وجوه الغرقى أفزعه الرعب الذي أكتسى الملامح والصراخ المكتوم وطرق ذهنه سؤال؟
لماذا لايقاوم الإنسان ويلات المحيط وماذا يحدث له لوغرق؟!
وعلى الفور قرر أن يجرب حياة الغرقى وان يكتشف بنفسه كل الأحداث التي يتعرض لها كل من أوشك على الغرق!!
وقد كان..
سافر الى مدينة (موناكو) وأجرى تجاربه على الأسماك وأكتشف ان سبعة من السمك التي يصيدها اي غريق في اليوم تكفيه للشرب 24 ساعة
أجرى دراسة شاملة عن ماء البحر وأستطاع من خلال شروعه لتلك الدراسة معرفة الكمية التي يستطيع أي غريق أن يتناولها يوميآ دون إحداث أي ضرر له ..ودرس خرائط البحر..وخطوط الطول والعرض وخُيل اليه ان معلوماته البحرية لم تعد بحاجة الى زيادة.. وماعليه الا الشروع في الإبحار..
صعد الدكتور (بومبار) قاربه (الفاجر) وقد لف حول جسمه أطواق النجاة وحمل معه بعض الاطعمة المحفوظة والعقاقير الطبية ووعد نفسه أن لايلجأ الى هذه الاطعمة الا اذا هدده الموت وحمل معه ايضآ بعض الكتب وراديو وكبريت ولفتين من الحبال..
ومن ميناء (موناكو) في 24 مايو من عام 1952 تحرك (الفاجر) الى جبل طارق وفي 29 اكتوبر من نفس العام سحبوه الى خارج جزر الكناري بعد ذلك وجد نفسه وحيدآ تمامآ.. المحيط كبير..لانهاية للبحرولا للسماء..كل شيء ساكن وراكد حاول الصيد لكنه فشل في إصطياد أي سمكة وغرف قليلآ من ماء البحر وشربه!
فجأة هبت الرياح وأشتدت وتعالت الأمواج وغطت ظهر الزورق كله ومزقت الرياح شراعه فراح الدكتور(بومبار) يلقي بالماء من فوق الزورق..لسعه البرد وأصبح يتلوى كطير مذبوح..ساعات من الفزع والرعب عاشها الدكتور حتى هدأت العاصفة..في الصباح كان الملح قد غمر كل شيء!!
القى (بومبار) المرساة في الماء وحاول اصلاح الشراع وخياطة الثقوب التي مزقتها العاصفة وأسعده الحظ بإصطياد درفيلا..بعد ذلك لجأ الى تدوين بعض الملاحظات لكنه سرعان ما القى بالورقة الى الماء حين لاحظ ان سمكة قرش تحاول أن تمزق القارب المطاط..
أظافره تكسرت..مؤخرته التهبت..أنتشرت الدمامل في كل أنحاء جسده المنهوك وحتى لايسقط من الارهاق ربط نفسه بسارية الزورق بحبل متين..
أزدادت سرعة الزورق من جراء الرياح التجارية التي هبت فجأة فسقط طوق النجاة في الماء.. القى بنفسه في المحيط ليأتي به لكنه فشل في الوصول الى الزورق الذي أبتعد قليلآ لكن وبقدرة قادر أنقطع الحبل الذي يمسك المرساة فطفا على الماء فأمتدت يده اليه فتوقف الزورق ثم جرى سابحآ وصعد (الفاجر) ليستأنف رحلته المجنونة..
سكنت الريح وتلبدت السماء بالغيوم ونزل المطر وأستحم بالماء العذب وغسل الملح الذي التصق بجسمه..شرب كثيرآ وملأ إطارآ من المطاط بالماء العذب.
بعد يومين شعر بألآم مبرحه في أنحاء عديدة من جسمه..اظافره تساقطت..اصابعه تورمت..الدمامل غطت كل جسمه وظهرت الشمس فراح يتوارى عنها بكل وسيلة.
في يوم 23 نوفمبرلم تظهر الأرض كما توقع وفجأة هبت عاصفة مخيفة وتحول المكان الى ظلام دامس فأحتمى بشراع القارب وقد أنهكه التعب والارهاق وفرقته الجراح والآلام.
في صباح اليوم العاشر من ديسمبر رأى سفينه أقترب منها وراح يصرخ دعاه القبطان اليها وهناك رأى صورته المفزعة..عرض عليه القبطان أن يحمله الى الشاطىء لكنه أصر على إكمال الرحلة.
في ليلة الكريسماس وصل (الفاجر) الممزق الى جزر(باربادوس) الذين شاهدوا الدكتور(بومبار) لم يعرفوه كان يبدو كالشبح.
لقد أكتشف (بومبار) أن معلوماته البحرية كانت قليلة جدآ لذلك أخطأ في حساب خطوط الطول والعرض لكنه رغم كل ما تعرض اليه شعر بالفرح الشديد فقد أستطاع أن يقهر كل الصعاب التي واجهته لذا دون الدكتور (بومبار) في مذكرته هذه الملاحظة التي تقول: (يامن توشك على الغرق لاتفقد الأمل أبدا في النجاة)
وبعد..هل هذا الرجل مجنون؟


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com