لقاء صحافي عن الحب

((لقاء صحافي عن الحب)) أخ فهد هل الحب يولد معنا أم نتعلمه ؟ الحب نزوع فطري ومعنى النزوع الفطري هو إستعداد الروح لكي تكون قادرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-02-2016, 05:03 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي لقاء صحافي عن الحب

((لقاء صحافي عن الحب))

أخ فهد هل الحب يولد معنا أم نتعلمه ؟
الحب نزوع فطري ومعنى النزوع الفطري هو إستعداد الروح لكي تكون قادرة على معرفة الحب حين تلتقي بالمحبوب والمحبوب هو النصف المكمل..إنه تزاوج الأرواح لتتناسل وتناسل الأرواح غير تناسل الأبدان الأرواح تتناسل بشكل آخر..الأرواح حين تتناسل تولد حباً وخيراً وقيماً إبداعية إنه إدراك كامل للكمال الكلي الشامل المطلق إنه أسمى درجات الخير والسعادة.
هل معنى ذلك أخ فهد أن الحب منحة إلهية ؟
بكل تأكيد الحب الحقيقي منحه إلهية ينعم بها الله على بعض عباده ولذلك يعرفون طريقهم إلى الله ويعبدوه بعد أن أحبوه وأحبوا كل شيء يشرق عليه نور الله ولذلك فإن المصدر الأسمى للحب هو الله سبحانه وتعالى الحب يحقق للإنسان إنسانيته الحقه ويسمو به ليصبح أقرب إلى السماء عن الأرض ولذلك نقول : أن رحمة الله التي ينشرها على عباده ومن خلال عباده تكون عن طريق المحبين أو المهيأة قلوبهم للحب.
أخ فهد كيف تكون الشرارة الأولى للحب ؟
نقطة بداية الحب القطرة الأولى من الحب التي تنزل من ثدي الأم مع القطرة الأولى من حليبها في حلق وليدها إحتواء ودفىء..نظرات حانية..صوت حنون..صحبة دائمة..كل مايبعث على الطمأنينة خاصة وأنه حب غير مشروط..حب بدون مقابل..هذه هي القطرات الأولى من الحب التي تستمر كنهر متدفق لايهدأ حتى آخر يوم في عمرها أو في عمرنا..هذا هو النموذج الأول والأجمل للحب..نمضي رحلة الحياة مع الغرباء لايفارقنا إحساس الضياع والوحدة وترقب دورة الحياة بداية ونهاية ميلاد وموت..ومع قسوة الطبيعة والقلوب تكتئب ويزداد إحساسنا بالعزلة والعجلة تدور لاتتوقف وتسرع كلما زادت قسوة الحياة والتقدم العلمي نصبح أقرب إلى الجنون حتى نلتقي به ونراه أمامنا فجأة نسترجع الإحساس القديم الذي نسيناه إحساس رائع هو مزيج من الطمأنينة الشديدة والفرح حين غابت والدتنا عن أعيننا فضعنا ثم فجأة رأيناها هذه هي اللحظة الوحيدة التي تجتمع فيها قمة الطمأنينة وقمة الفرح هو قمة المشاعر الإنسانية هكذا نشعر حين نلتقي بمن نحب لأول مرة..في لحظة واحدة ينتابنا هذا الشعور العميق الذي كان نائماً في أعماق أعماقنا الباطنة.
أخ فهد ماذا يضيف الحب إلى الإنسان ؟
الحب يصل بنا إلى قمة السمو وقمة الطه..حين نحب ينتظم إيقاعنا الداخلي جميع أجهزة جسمنا تنتظم وجميع تفاعلاتنا الروحية والنفسية مع عالمنا الخارجي تنتظم..الحب هو اللمسة الإبداعية يولد إنساناً جديداً ولذلك يحاول الإنسان أن يشكل الأشياء من حوله بطريقة جديدة .
كيف يعرف الإنسان أنه يحب حباً حقيقياً ؟
دائماً يحاول المحبون وصف سعادتهم بشتى العبارات التي تعجز عن نقل مشاعرهم الرقيقة هذه بعض العبارات التي صدرت بشكل تلقائي على السنة المحبين :
(أشعر بالطمأنينة مع حبيبي)..(تزول عني كل مشاعر الكآبة حينما أكون مع حبيبتي)..
(أشعربإمتلاك الدنيا حينما أسمع صوته) ... (ينتابني الإكتئاب عندما أفقد حبيبتي)
من هذه العبارات الصادرة من القلب نستخلص حقيقة هامة وهي أن الحب يقضي على أحاسيس الوحدة والضياع والفراغ..بالحب نكتمل ونطمئن ونستقر ونسعد ونفرح من خلال شخص واحد فقط نشعر بهذا السرور والكمال..شخص واحد ترى فيه والدك ووالدتك وصديقك..بل ترى فيه العالم.. إذا أحسست ذلك فأنت تعيش حباً صادقاً.
أخ فهد ماسر الحب ؟
ببساطة يلتقي إنسان بإنسان يتلاقي قلبان وروحان يمتزجان يذوبان وتتأصل الروابط في ماض لم يلتقيا فيه ومستقبل لم يعيشاه من شدة الإمتزاج تضيع حدود الزمن ليعيشا التجربة الخالدة.. سرالحب لاتدركه إلا الأرواح المتحابة فهو سر كائن في أعماق الأعماق مرتبط بصميم الذات ليس له أسباب أومبررات هو قوة تعلوا وتسموا بالإنسان إلى القمة..قمة لايبلغها إلا العاشقون حيث تتفتح أمامهم سُبل جديدة نحو الجمال المطلق والخير المطلق يمسكون بأسباب الحقيقة.. وصعوبة فهم سر الحب ترجع إلى أنه مزيج من الإنفعالات تتواجه في آن واحدة تحقق نشوى يحتار المحب في وصفها ولكنه يتمسك بها لأنها تخلقه خلقاً جديداً..خليط من المشاعر يمتزج فيوجد حاله إنفعالية لايدركها إلا من عايشها ويستعذبها ويدمنها..صعوبة أن فهم سر الحب تأتي إلى عدم القدرة على التوصل إلى الأسباب التي جمعت بين روحين لماذا أحبها ؟ لماذا أحببته ؟ لماذاهي بالذات ؟ لماذا هو بالذات ؟ هذا هو السر خاصة عندما نعرف أن المحب يرى محبوبه هو أجمل خلق الله حتى لو أختلف الناس في ذلك معه ليس جمال الشكل والجسم ولكن الجمال الذي يشع من الذات الإنسانية الشاملة..الذات ذاتها الإنسان نفسه المحب لايرى العيوب الظاهرة السطحية التي تشوه الجمال الخارجي ولكن المحب بقلبه بعقله وبسحر الحب وبالسرالإلهي بالقوة الكونية الخارقة بكل هذا يستطيع أن يلمس وأن يرى ما لايلمسه ومالايراه أحد غيره.
أخ فهد / هل يمكن الإستغناء عن الحب ؟
يقول عالم النفس الشهير (ماسلو) من خلال هرمه الشهير (هرم بناء الشخصية) حيث أكد على أهمية تلبية إحتياجات الإنسان الأولية من طعام وشراب قبل أن نصعد إلى درجة أعلى وهي تلبية إحتياجاته العاطفية ورغبته في تأكيد ذاته والآن ونحن في هذا التقدم العلمي والطبي والنفسي ووسائل التواصل الاجتماعي ومايحدث يدلل على عدم صحة هذا الرأي حيث نلاحظ أن أعلى نسبة إنتحار في الدول الغربية الأكثر ثراء بالرغم من حالة الإشباع حتى التخمة لكل الإحتياجات المادية للإنسان ونجد أن الدول التي تتمتع بالحرية الجنسية المطلقة تحظى بأعلى نسبة من جرائم الإغتصاب والإعتداء الجنسي وهتك العرض وهذا يدل على أن تحقيق السعادة والإستقرار النفسي لايكون بتلبية الإحتياجات المادية والجنسية للإنسان لذلك لايوجد من حل سوى العودة إلى فطرة الإنسان لابد من العودة إلى روح الإنسان وتلبية إحتياجاته الأساسية وهو الحب أعظم صلة روحية..إنه الضمان الوحيد للإستقرار النفسي والسعادة.
إذن لو لم يحب الإنسان ماذا يحدث له ؟
بدون حب يسقط الإنسان في دائرة القلق والضياع ويدخل في جحيم الإكتئاب وتؤكد النظريات الأساسية في التحليل النفسي التي تفسر ظهور الإكتئاب إن فقد الحب هو السبب وكل نظريات علم النفس تؤكد على أهمية الحب لتحقيق التوازن النفسي للإنسان وأقول أن أبسط إنسان يعرف عن الحب مثل أعظم فيلسوف..ورب إنسان بسيط أحب يدرك من معاني الحب ما يعجز الفيلسوف عن فهمها.
أخ فهد / برأيك هل الحب تضحية ؟
أن أحبك معناها أني قررت أن أتولى مسؤولية رعايتك أن أكرس حياتي من أجلك..أن أحبك معناها أنني أهب نفسي وروحي لك هبة معنوية وليست مادية..إنك أهم إنسان في حياتي ولايوجد من يحل محلك لايمكن إستبدالك..إذا أحب الإنسان يدرك أنه قد إختار بوعيه وإرادته..أن يهب حياته لإنسان آخر يملك كل شيء بحياته أنه يعطي كل شيء ولايريد مقابلاً على هذا العطاء .
هل من الممكن أن يموت الحب بعد الزواج ؟
الزواج هو نهاية الحب الزائف أما الحب الحقيقي فإنه لايموت أبداً والحب الزائف يموت لإنتقال الحب بعد الزواج إلى مرحلة تالية وهي اللقاء الجسدي ولقاء الجسد في إطار علاقة الحب الحقيقي هو الصدق بعينه هو الإختيار الصادق..إن الصدق يعني أن الإختيار قد تم بوعي وإدراك تام وأن هذا الإختيار قد تم بوعي الإنسان وحريته..أما عدم الصدق فهو إنتهاك لقيمة وأهمية الوعي الإنساني ودوره في توجيه سلوك الإنسان.
أن الصدق في علاقة الحب الحقيقي معناه أنه من خلال الوعي الإنساني السامي يقوم الطرفان بترجمة مشاعرهما إلى واقع جسدي وهذا هو السر لمنتهى الإشباع الجسدي الذي يتحقق من خلاله هذه العلاقة ولذلك فالمحبون يدركون أن أجسامهم بشكل كامل ومتكامل ولايرون فيها نقصاً أوعيباً ولايحزنون لتأثير تقدم العمر بل أن المتعة تتزايد حين يدركون دور وأهمية الجسد في تحقيق ضرب من التواصل وضرب من التعبير ولذلك فإننا نرى مثلاً سيدة في السبعين من العمر قد عاشت حياة جسدية ممتعة مع رجل واحد أحبته بينما فتاة في العشرين من العمر فشلت في حياتها الحسية لأن زوجها ينظر إليها على أنها موضوع جسدي.
إن كلمة الإشباع تُفهم خطأ على أنها إرضاء فسيولوجياً كاملاً ولكن في الحقيقة عند الإنسان الحق الواعي المدرك فإنها تعني إشباعاً نفسياً وفسيولوجيا وأن هذا الإشباع النفسي يتحقق نتيجة للإشباع والإرتواء الجسدي..أما الإنسان الذي يعيش لجسده وغرائزه أولاً فهو ذلك النرجسي الذي طغى إحساسه الجسدي على تعوده بذاته العميقة ولهذا فهو لايهتم إلا بكل ماهو مادي وملموس ومرئي..لايهتم إلا بكل مايحقق إشباعاً جسدياً يعني بمظهره ولاتقع عيناه الا على كل ما هو مثير (؟) إن من يبدأ بعطاء الجسد يجد كل الطرق مغلقة في وجهه بعد ذلك لأي عطاء آخر يصبح الجسد هو البداية والنهاية والمرأة حين يصبح جسدها هو وسيلتها للعلاقة بزوجها تفقد كل شيء ويملها الرجل سريعاً لأن الجسد لايمد الإنسان إلا بلحظة سرعان ما تنتهي ولايبقى من آثارها شيئاً..هزة الجسد لاتهز الروح ولاتحرك لها ساكناً..الجسد يسأم الجسد أما السأم ليس من صفات الروح..الروح هي الأرحب والأشمل والأسمى .
أخ فهد أسفه أطلت عليك ولكن عندي سؤال أخير: هل هناك فرق بين حب الرجل وحب المرأة ؟
المرأة عموماً تريد أن تسلم زمامها طواعية وكلية للرجل الذي تحبه..الرجل المكمل لها ليس من قبله ولامن بعده ..الصادق الذي أثق به فأخضع له وأسلمه حريتي أهبه نفسي وحياتي كلها..
ما أعظمها وأثمنها من هدية ويكون السؤال كيف يحصل رجل على هذه الهدية الثمنية ؟
ماذا يقدم من جهد ؟
وأي خطة يسير عليها ؟
والجواب : لاشيء أموال الدنيا لايساوي حب إمرأة فقيرة بسيطة..إن حب المرأة شيء غال وثمين ونادر..هي تعطي بإرادتها بحريتها..يستطيع الرجل أن يغتصب المرأة ولكنه لن يحصل على روحها وقلبها وإحساسها وحنانها..في الإغتصاب يحصل الرجل على جسد ميت..إن روح المرأة هدية لايستطيع الحصول عليها إلا من المرأة ذاتها هي تعطي هديتها لمن يستحقها
ولاتريد مقابل..إنها تغزو بسخاء..تغزو من أجل أن تقتحم قلبه وتغزو مشاعره..هي بكل هذا تملأ جسده بينابيع من المشاعر البكرية والأمل والدفء والحنان لايوجد أي سبب أو إحتياج يجعل المرأة تمنح هذه الهدية إلا أنها أحبت..تفعل المرأة ذلك بإصرار وحرية شخصية وليس لها شروط فقط أنا أحبك.. أنا أمنحك ذاتي..أنا أمنحك عمري المهم أعرف أني أحبك.




((أجرى اللقاء نسرين أبي عاصي))
(مجلة الوان اللبنانية)


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لقاء, الحب, صحافي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com