الفضيلة هي المعرفة

((الفضيلة هي المعرفة)) (سقراط) فيلسوف إغريقي قديم غرم بتحريك عقول الناس عن طريق الحوار المباشر في الشوارع والميادين والأسواق..كان يحثهم على إعادة التفكير في مايظنونه ثوابت لاتقبل التغيير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-21-2024, 04:43 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي الفضيلة هي المعرفة

((الفضيلة هي المعرفة))


(سقراط) فيلسوف إغريقي قديم غرم بتحريك عقول الناس عن طريق الحوار المباشر في الشوارع والميادين والأسواق..كان يحثهم على إعادة التفكير في مايظنونه ثوابت لاتقبل التغيير ويدفعهم دفعآ لأن يكتشفوا بأنفسهم الأخطاء الشائعة في تفكيرهم مستخدمآ المقولات العقلية البسيطة مثيراً أسئلة من نوع ما الشجاعة؟ ما العدل؟.
ونتيجة لإصراره على إيقاظ الناس كان لابد أن يحدث ما ليس منه بد..أن يحاكم أمام محكمة المحلفون فيها والقضاة هم أهل أثينا جميعآ وكانت التهمة الموجهة إليه من أحد النكرات هي: (إفساد الشباب)
دافع عن نفسه ببراعه وبمنطق محكم ولكن الحكم كان قدر سلفاً فالجماهير تكره هؤلاء الأفراد المتميزين الذين يخرجون عن القطيع ثم يقفون على ربوة عالية يلقون منها بأفكارهم التي تعذب الناس بتفتيح عيونـهم وعقولهم على حقائق الحياة.
صدر الحكم عليه بالإعدام فتقبله بسعة صدر لأنه كان من أول المنادين بسيادة القانون وحتمية إحترام أحكام القضاء وأن عدم الأمتثال للقانون وانتهاكه هو جريمة عظمى في حق الإنسانية جميعآ
غير أن حكومة أثينا وعقلاءها أزعجهم هذا الحكم بشدة فهم في أعمق أعماقهم يدركون أنه رجل فاضل وأن التهمة الموجهة إليه باطلة ولكن ما العمل وقد صدر الحكم ؟
في ذلك الوقت لم تكن البشرية قد اكتشفت درجات التقاضي التي تضمن أعلى درجات العدل مثل الاستئناف والنقض أو المحاكم الدستورية العليا لذلك كانت الطريقة الوحيدة للإفلات من تنفيذ الحكم هي أن يهرب (سقراط) فسهلوا له ذلك وأرسلوا له بعض تلامذته ليزفوا إليه النبأ السعيد وهو أن الطريق مفتوح أمامه ليهرب وينجو بجلده ويعيش في أي بلد آخر ولن يعتبر أحد هذا الهروب مشينآ أو أمراً ماسآ بالشرف..فالكل يعلم أن التهمة باطلة وأن مجموعة من المتطرفين هي التي قادت أهل أثينا لإصدار هذا الحكم فرد عليهم (سقراط) بلطف: حسنآ لنفرض أنني وافقتكم على الهروب يا أصدقائي إنقاذاً لحياتي والدفاع عن النفس كما تعلمون واجب مقدس.. ولكن لنفرض أنني ذهبت للعيش في بلد آخرثم سألني الناس هناك: أنت تروج لفكرة القانون وسيادة القانون وضحية التمسك بتنفيذ القانون على كل البشر ومع ذلك هربت من تنفيذ حكم القانون عليك هل لأنك أفضل من البشر؟ أم لأنك لم تكن جاداً في أفكارك التي تطرحها؟ بماذا سأجيبهم يا أصدقائي؟
لابد من إحترام القانون وعلى المفكرين أن يكونوا أول من يحترمه فبغير القانون تتحول الحياة إلى غابة قانونـها الوحيد هو البطش..هكذا يا أصدقائي بهروبي سأساهم في تحويل الحياة إلى غابة وأنتم لاترتضون ذلك لي وأنا لا أرضاه لنفسي.
قال ذلك ثم التفت إلى الحارس المكلف بإعطائه سم (الشكران) وقال له في ابتسامة لطيفة: هيا اعطني السم أيها الرجل الطيب.
نستفيد من هذه القصة:
أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع القانون هي احترامه وعندما نكتشف أنه لم يعد صالحاً أو يعوق تقدم المجتمع علينا أن نتوجه للمشرع مطالبين بتعديله او إلغائه.








رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com