الطاغية وزوجتة

((الطاغية وزوجته)) (ايلينا تشاوشيسكو) زوجة الطاغية الروماني امرأة حكمت شعبها بالحديد والنار وكانت طموحاتها المدمرة أكبر كثيراً من إمكانات زوجها الديكتاتور..احتلت المركز الثاني بعد رئيس الدولة وأطلقت على

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-25-2024, 12:33 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي الطاغية وزوجتة

((الطاغية وزوجته))


(ايلينا تشاوشيسكو) زوجة الطاغية الروماني امرأة حكمت شعبها بالحديد والنار وكانت طموحاتها المدمرة أكبر كثيراً من إمكانات زوجها الديكتاتور..احتلت المركز الثاني بعد رئيس الدولة وأطلقت على نفسها سيدة رومانيا الأولى وأم الرومانيين ولكنها وصفت شعبها (بالديدان)
أما زوجها (تشاوشيسكو) فقد عاش حياة الأباطرة والملوك هو وأسرته ورجال نظامة المقربون إليه حياة أسطورية بكل المقاييس شملت أنواع البذخ والترف في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الروماني أزمة اقتصادية طاحنة ويعاني الفقر والظلم والفساد
كان الطاغية (تشاوشيسكو) يستورد أفخر الملابس والمستلزمات والماركات بينما معظم الشعب حافي القدمين وعراة وكانت أجهزة الأمن الخاصة تشرف على استيراد المواد الخام من مختلف دول العالم كما كانت تشتري ملابسه لمدة عام هو وزوجتة من حسابين سريين باللجنة المركزية للحزب الشيوعي وأجهزة الأمن والصرف على احتياجات الرئيس الروماني الخاصة وكان يتم تخزين هذه الملابس في استراحاته الخاصة الكثيرة.
وكان الرئيس الروماني لايلبس البدلة إلا مرة واحدة وكذلك الحذاء لمدة يوم واحد فقط ثم يختم على كل من البدله والحذاء بخاتم خاص حتى لايتم استخدامها مرة أخرى ثم تجمع في حقائب من البلاستيك حيث يتم حرقها في أفران خاصه بالرئيس!!!
وقد ظل الطاغية في خوف دائم طوال فترة حكمه المستبد فكان يتم تعقيم أغطية سريره وملابسة الداخلية كما كان يتم تحليل طعامه في معمل قبل تناوله.
أما بالنسبة لزوجته (ايلينا) فقد تم أفتتاح أقسام نسائية من أجلها في المتاجر الكبرى حيث كانت تقتني ثيابها بالجملة حتى أصبح مخزون ملابسها الفاخرة من الفراء وغيرها يفوق مخزون الرئيس الروماني إلى جانب اقتنائها للمجوهرات الثمينة التي تفوق الخيال من كبرى محلات أوروبا.
أصيب (تشاوشيسكو) بجنون العظمة كان يطلق على نفسه القائد العظيم الملهم ودانوب الفكر والمنار المضيء للإنسانية وابن الدانوب والعبقري والأصبع الذي يعرف كل شيء..كما كان الطاغية يصف نفسه بأنه الدولة ويؤمن بأن له مهمة تاريخية أدخل الرعب بحكمه البوليسي المستبد إلى قلوب 23 مليون روماني..كان لايقبل أي انتقاد لسياسته ولحكومته ولم يكن يبدي رحمة تجاه معارضيه..وكانت تتملكه شهوة الإنتقام فيكلف بعض كبار معاونيه بتصفية من يعارضونه علنآ داخل البلاد أو خارجها فاغتأل المعارضة داخل الحزب وفي البلاد إلا مجموعة قليلة من المثقفين السلبيين الذين لايتحركون خوفاً من طغيانه ومصيرهم المجهول فإما الموت بطريقة خاصة غامضة.. أو يتم تصديرهم إلى الغرب وهكذا تم عزل أو طرد كل من يحتمل أن يكون معارضاً في يوم من الأيام وتم سحق الاضطرابات والإحتجاجات بوحشية وأرتبط استخدام الحكومة للعنف ضد المعارضة والمنتقدين بتقديم المغريات لكل من يبدي استعداداً لمسايرة الاوضاع القائمة وتشمل هذه المغريات الشقق الفاخرة والوظائف القيادية والسلع النادرة.
كان شعاره هو (الاشتراكية في عائلة واحدة) وبإسم هذه الاشتراكية كانت العائلة الواحدة عائلتة فقط..فقد زرع أربعين من أسرته في أهم المناصب القيادية للدولة فعين أشقاءه وأقارب زوجته في مناصب نائب وزير الدفاع ونائب وزير الداخلية ومسؤول لجنة التخطيط ورئيس تحرير صحيفة الحزب وغيرها.
وفي كل مناسبة كان (تشاوشيسكو) ينتهز الفرصة ليبين للشعب الروماني أنه الزعيم المنقذ الملهم ففي عام 1970 هدد الفيضان رومانيا فسارع إلى ارتداء بدلة رئيس الإطفاء وحينما تسربت المياة من سد الدانوب سارع لارتداء ملابس كبير المهندسين وقد وصفته الصحف الرومانية الرسميه بأنه الزعيم الملهم الذي استطاع أن يحمي السد.
وما لم يعرفه (تشاوشيكو) أو لم يسمعه (وهذه سمة الحاكم الديكتاتوري) إن طاغية مستبداً مثل (نيرون) الذي أحرق روما وظل يلعب بالعود على أوتار نيرانـها كان الشعب يصفه بالوحش الكاسر الذي يسفك الدماء ويمتصها.
أما جماعة المنافقين والطبالين ومعاوني السلطة فكانت تتحدث عن عصر (تشاوشيسكو) الذهبي الذي لم تشهد مثله رومانيا من قبل ولن تشهد بعده هذا الرخاء الزائف.
كان (تشاوشيسكو) يصف نفسه بأنه الدولة..وكان يعشق نشر صوره في جميع وسائل الإعلام والصحافة.
وكان التلفزيون لايذيع إلا أخباره ومقابلاتة هو وزوجتة فهو النظام وهو الدولة ولا أحد من بعده.
وقد كلف جماعة المنافقين والمداحين من معاوني السلطة أن تتحدث عنه باعتباره (بوليوس قيصر) و (الاسكندر الأكبر) و (نابليون) و (أوليفر كرومويل) و (إبراهام لنكولن) هو كل هذه الزعامات التاريخية..هو كل محاسن هؤلاء وإيجابياتـهم وإنجازاتـهم لشعوبهم في شخص واحد هو..(تشاوشيسكو)
ومن هذه الجماعة شاعر البلاط الروماني (أدريان باونسكو) عاش ينعم بهذا اللقب طوال سنوات حكم الديكتاتور كانت جميع قصائده تمجيدآ في عظمة ابن الدانوب (تشاوشيسكو) وقد حصل هذا الشاعر على فيلا بها عشر غرف وحديقة واسعة وحمام سباحة وحمامات ساونا وكل وسائل الترف التي لم يسمع عنها الشعب الروماني
وفي يوم 22 ديسمبر 1989 كانت إرهاصات الثورة ضد (تشاوشيكو) قد بدأت وتوهم (باونسكو) أن الفرصة قد حانت لكي يثبت لسيده ولاءه وخضوعة فتوجه إلى ميدان الجمهورية في بوخارست وحاول أن يقرأ قصائده الساقطة ليقنع الجماهير بالتراجع عن ثورتهم ضد الديكتاتور لكن صرخات الغضب والسخرية كانت هي رد الجماهير على محاولته الفاشلة ولما حاول الهرب طارده الشعب وانهالت عليه الجماهير ضربآ وكادوا أن يفتكوا به لولا تدخل الجيش لإنقاذه من أيديهم.















رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com