عزيزي الزواج..عزيزتي الزوجة - مدونة فهد الحربي
 


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-26-2024, 09:00 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 312
افتراضي عزيزي الزواج..عزيزتي الزوجة

((عزيزي الزواج..عزيزتي الزوجة))

عزيزي الزوج..عزيزتي الزوجة:
تحيه من القلب مصحوب بأحلى الكلام الذي يدعوا الى المحبة والعيش في راحة وهدوء وإنسجام بعيدآ عن المشاكل التي تؤلم النفس وتجلب التعاسة والألآم وتسبب أمراضآ نحن في غنى عنها..المطلوب منا جميعآ أن نعرف حقيقة سهلة وبسيطة لايقتضي الوصول اليها مشقة أو عناء..إنما تحتاج فقط بعض التفكير والتركيز بهدوء واسترخاء..هذه الحقيقة الواضحة المؤكدة سنحاول الوصول اليها في هذا المقال لتعرف المرأة كيف تعيش في وئام وسلام مع الرجل..وليعرف الرجل كذلك كيف يكبح جماح المرأة ويقيد لسانها الذي يبدأ عادة ب (الثرثرة الفارغة) ماتلبث أن تتحول الى مشاجرة عنيفة كما يحدث غالبآ للأسف الشديد
لذلك سوف نبحث عن الطريقة المثلى التي تجعل حياتنا مريحة ومحتملة مليئة بالحنان والعطف والإحترام بحيث نقضي على المشاكل الناتجة عن إنعدام الفهم وخطأ الحكم وسوء التقدير..لذا علينا أن نعرف ان كل فرد منا يختلف عن الآخر..كما علينا ان نعرف ونعترف بتلك الإختلافات التي نتعايش معها وأن نرضى بها..لأننا لابد ان نثق ونقتنع بأننا عاجزون فعلآ عن تغيير الآخرين وأننا لن نستطيع على تغييرهم.
صحيح ان الإنسان يتغير فهو كائن قابل بالفعل للتغيير لكن لابد ان يبادر هو ذاته بتغيير نفسه سواء كان رجلآ ام امرأة ولابد وان تأتي المبادرة من عمق النفس بكامل الارادة الذاتية ودون تدخل من احد.
لماذا؟ لان تلك القدرة الخاصة على التغيير النابعة من الرغبة العميقة الجارفة لتغيير الذات
أختص الله بها الشخص نفسه دون الآخرين يقول عزوجل (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
يعني البداية من عند الشخص نفسه والمبادرة تصدر عنه هو نفسه دون تدخل من أحد أو تصرف من أحد...إذاً علينا أن نتقبل تلك الاختلافات الشخصية وأن نقدّرها ونحبها ونحترمها ولحظتها سوف تتحسن الأمور..نعم سوف تتحسن الأمور..كل الأمور.
كيف؟ لأن المشاكل سوف تقل بعد أن نتعامل معآ بطريقة واقعية (لاخيالية) طريقة تنسجم مع الواقع ولاتتناقض مع صفاتنا الشخصية لأننا عادة عندما نتصور أشياء معينة بالتالي نتوقع أفعالاً معينة فإذا حدث وأختلف الواقع عن الخيال ولم تأت التصرفات على مزاجنا وتنال رضانا وتحوز على إعجابنا نشبت المشاكل وأشتعلت الخلافات التي لايعلم إلا الله وحده متى تنتهي أوكيف تنتهي.
إذاً لكي نتجنب مثل هذه المعارك التي تصيب المنتصر والمنهزم كليهما بإصابات في الصميم نفسية وجسدية خفية وظاهرية علينا أن نبتعد عن الإنفعال الذي يدفع بالإنسان إلى الغضب الأعمى فيخرجه عن طوره ويجعله يتوحش ويثور كحيوان جريح يهاجم فريسته ليصيبها في مقتل!
لذا قبل أن نصل إلى تلك المرحلة الانفعالية لابد وأن نعرف بعض المعلومات عن الإنفعالات التي يقول أحد علماء النفس عنها: (إذا خرجت الإنفعالات عن حدودها الطبيعية فأصبحت عنيفة وتكررت لكثرة الطوارئ الفجائية في الحياة تأثرت صحة المرء إلى حد كبير لأن الإنفعال يؤدي إلى إضطراب جميع أجهزة الجسم الداخلية فيختل نظامها وإذا كان الإنفعال عنيفآ فإن أثره قد يستمر)
وهكذا نرى كيف أن الإنفعال يضر صاحبه ويؤذي بدنه فهو يعتبر من أخطر الظواهر التي تهدد حياتنا بالذات في هذه الأيام التي تعقدت فيها الحياة وزادت بها الضغوط والمشاكل والهموم التي أصابت الإنسان بالضيق والتوتر والقلق والاضطراب.. لذا جاءت الدعوة منذ الفلسفات القديمة لقمع تلك الانفعالات الضارة المؤذية.
أما في العصر الحديث فقد أثبتت كثير من البحوث والدراسات أن الإنفعال المعتدل يساعد الإنسان على السلوك القويم بعكس الانفعال العنيف الذي يؤثر على سلوك الإنسان ويؤدي إلى خلل في سلوكه تمامآ كما يحدث في حالات الحروب والحوادث والمشاجرات والأفراح والأختبارات مما قد يصيبه ببعض الأمراض الجسمانية التي ترجع لأسباب نفسية (نفسجسمية) كالربو والصداع النصفي والسمنة والتهاب الجلد وارتفاع ضغط الدم.
لذلك علينا أن نتعلم من أخطائنا وأن نتحكم في انفعالاتنا وأن نهذب مشاعرنا وننقيها من شوائب الانفعالات وأن نخلص عواطفنا من النـزعات الجارفة لنتجنب زيادتها عن الحد المعقول الذي يدمر صحتنا ويهدد حياتنا.
يقول في ذلك الطبيب (ابن العباس) في كتابه ( كامل الصناعة الطبية) : (فأما الأعراض النفسية فإنه ينبغي أن لايستعمل الإنسان الغضب ولايكثر من الهم والفكر ولايستعمل الحسد فإن ذلك كله مما يغير مزاج البدن ويعين على إنهاكه وأن يلهم الإنسان النفس الفرح والسرور فإنه بذلك يقوي الحرارة الغريزية ويحركها إلى ظاهر البدن ويزيد في النشاط ويقوي النفس).
هذا كلام جميل من طبيب جليل توفي رحمه الله منذ اكثر من الف عام (سنة 944 )
إلا أنه يناشد الإنسان أن يبحث عن السكينة والأمان في التغاضي عن الغضب والتجاوز عن العصبية والإنفعال
لكن يأتي هنا سؤال يفرض نفسه هل يمكن أن تمضي الحياة هانئة وهادئة ومستقره؟
لا أعتقد إذ من المستحيل أن تمضي الحياة بلا تفاعل ولا إنفعال وإلا اصبحت حياة باردة باهتة بلا حرارة ولامعنى..فما يميز الحياة هو التقلب والتغير لذا تظل الإنفعالات مطلوبة ومرغوبة شرط أن تكون متـزنة ومعقولة ومقبولة بحيث لاتترك أثراً يصعب تبديده وندمآ تستحيل إزالته.. لذا نريد أن نتوقف عند هذه النقطه..نقطة ماقبل الوقوع في الخطأ والإندفاع في القول والتهور في الفعل حتى لانصبح فيما بعد مدانين بأعذار باحثين عن أقوال تبرر ماحدث ودار.
لذلك سوف أوضح لكم شيئآ بسيطاً وسهلآ جداً شيء لو فكرنا فيه ثانية بتعقل وتمعن سوف نجد أن الدنيا جميلة وأن حياتنا ليست بالصعوبة التي نتصورها وأن تعاستنا ليست بالضخامة التي نتخيلها لهذا علينا أن نعرف أن كل فرد بنا مختلف عن الآخر تمام الاختلاف .
وبالتالي على الزوجة أن تعرف أن زوجها ليس مطالبآ بأن يقتنع ويقر ويعترف بصحة أقوالها وليس عليه أن يطبق وينفذ كل رغباتها لسبب واضح بسيط..إنه شخص آخر يختلف عنها.. شخص يختلف في التفكير وطريقة مواجهة الأمور والإدراك والتصور والتصرف لهذا تأتي آراؤه مختلفة وأفعاله أيضاً مختلفة.
هنا على الزوجة الواعية العاقلة أن تتقبل ذلك وأن ترضى لأنها من الواجب أن تفهم أن زوجها لايمكن أن يكون نسخة أخرى منها أو صورة (طبق الأصل) مأخوذة عنها كل ماعليه أن يرضيها يوافقها وأن (لايعور رأسها بالرفض) أو يعكر مزاجها بالاعتراض.
كذلك تتعرض المرأة هي الأخرى لنفس الضغوط بسبب التوقعات ذاتها عندما يظن الرجل أنه سيقدر يومآ على تغييرها.
في النهاية أعتقد أننا الآن بعد أن عرفنا تلك الحقيقة الواضحة البسيطة سوف تنشأ بيننا حتمآ روابط عاطفية حميمة مبنية على الود والحب والاحترام بلا مشاكل ولاخلافات وأن ندعم عواطفنا وأفعالنا بتعليمات الله سبحانه وتعالى (أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
نعم علينا أن نتعامل مع بعضنا بعضآ (رجالآ ونساء) بلين ولطف وعطف ورفق.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com