|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في غمرة الاضطرابات المتلاطمة التي تموج بها المنطقة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ترسيخ مكانتها كنموذج يحتذى به في فنون الدبلوماسية الرصينة. فمن خلال نهجها المتزن، المستمد من حكمة سياسية عميقة، قدّمت الإمارات رؤية مسؤولة تسهم بفعالية في وأد النزاعات وتخفيف حدة التوترات الإقليمية. لقد شكّلت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الركيزة الأساسية في تبني هذا المسلك البناء. فلقد نجح سموه في صياغة مكانة الإمارات كقوة فاعلة على الساحة الدولية، عبر استراتيجية محكمة تقوم على السلام، الانفتاح، ومد جسور التواصل مع كافة الأطراف دون استثناء. ويُعد التزام سموه الراسخ بالحوار بوصفه سبيلًا أوحدًا لفض الخلافات، دليلًا قاطعًا على رؤية استشرافية ثاقبة تضع استقرار الشعوب في صدارة الأولويات. تجلّى الموقف الإماراتي من التصعيدات العسكرية الأخيرة بوضوح وحزم بالغين، حيث أعربت الإمارات عن قلقها العميق إزاء التداعيات الكارثية لأي مواجهة مفتوحة، مؤكدة على ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية المستدامة. وقد جاءت تصريحات وتحركات الدولة متسقة تمامًا مع هذه الرؤية المتبصرة، وترافق ذلك تنسيق وثيق مع عديد من الشركاء الدوليين، سعيًا حثيثًا للحفاظ على الأمن الإقليمي وتجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد. إن الدبلوماسية الإماراتية، بقيادة الشيخ محمد بن زايد، قد تميزت بأنها لا تقوم على ردود الأفعال الانفعالية، بل على الهدوء المدروس والمبادرة الاستباقية. هذا المسلك عزز من مصداقيتها وجعل صوتها مسموعًا ومؤثرًا في دهاليز السياسة العالمية. فسموه لا يرى في الأزمات فرصًا لبسط النفوذ أو تحقيق مآرب ضيقة، بل يعتبرها مسؤولية أخلاقية تستدعي الحكمة والعمل المشترك لتجنيب المنطقة ويلات الحروب والمعاناة. لقد استطاعت دولة الإمارات، تحت قيادة سموه، أن تنسج شبكة علاقات دولية واسعة النطاق، تقوم على الثقة المتبادلة والاحترام العميق، وهو ما بوّأها مكانة الوسيط المقبول والموثوق لدى مختلف الأطراف. وتستند هذه السياسة إلى قناعة راسخة بأن الأمن الجماعي لا يتحقق إلا عبر التعاون البناء والانفتاح الواسع، وليس من خلال الاصطفافات الضيقة أو الانقسام الذي يذكي نيران الصراعات. الرسائل التي وجهتها الإمارات إلى الدول المعنية بالأزمة الأخيرة حملت مضمونًا موحدًا لا يقبل التأويل: أن التصعيد العسكري لا يخدم مصالح أي طرف، وأن الدرب الوحيد نحو الأمن الدائم يمر عبر الحوار الهادئ والتفاهم البناء. وكان لاسم الشيخ محمد بن زايد ثقله الوازن في هذه الرسائل، إذ ينظر إليه العديد في الأوساط الدبلوماسية كصوت عقلاني يدعو إلى التهدئة، ويجسد سياسة إماراتية ثابتة جوهرها السلام والاستقرار. ليس من قبيل المبالغة القول إن السياسة التي يقودها الشيخ محمد بن زايد لم تقتصر على إعادة تشكيل صورة الإمارات في العالم فحسب، بل أعادت تعريف مفهوم القوة والنفوذ في المنطقة. فلقد أضحت الحكمة، الشراكة، والاعتدال هي أدوات المستقبل في التعامل مع التحديات. وفي وقت تُغرق فيه الحروب شعوبًا بأكملها في مآسٍ طويلة الأمد، تقدم الإمارات بوصلة مغايرة تمامًا، قوامها الحلول السلمية لا الصراعات المدمرة، والبناء الشامل لا الهدم والتخريب. وهكذا، فإن دور الإمارات في خضم هذه الأحداث ليس مجرد انعكاس لدبلوماسية راشدة، بل هو تعبير صادق عن مشروع سياسي متكامل يقوده رجل دولة يرى أن السلام ليس خيارًا عابرًا أو تكتيكًا مؤقتًا، بل هو التزام دائم ومسؤولية أخلاقية جسيمة تجاه الأجيال القادمة، وضمان لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة والعالم. الموضوع الأصلي: الإمارات وصناعة الأمل وسط التوترات الإقليمية || الكاتب: فهد الحربي || المصدر: مدونة فهد الحربي
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
، الرياض، أبوظبي |
|
|