|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الكلمة الطيبة ولحن الحياة
((الكلمة الطيبة ولحن الحياة)) كالأرض العطشى تهوى السُقيا فتنتشي حبات الرمال وينتعش ثراها..تسقط حبات الرمال على الأرض الظامئة وقد تخللتها شقوق الجفاف فتندى تربتها وتتشح بالأخضرار والحياة قلوبنا. ومثلما تتلقف الأرض الجدباء المطر وتضمه إلـى صدرها..يهفو القلب إلـى الحب والحنان وإلـى الكلمة الطيبة الجميلة..رقيقة..عذبة تسري مسري الماء في عروقنا..تفتت صخور القلب المتحجر...تصهر جليد المشاعر المتجمدة تحيي القلوب الوالهة. أنها الكلمة الطيبة الصادقة التي يُثاب صاحبها بعشرة أمثالها. إن وقع الكلمة الطيبة على النفس كوقع خطي النغمات فوق السلم الموسيقي تتجلى في ذكرك محاسن صديقك ورفيقك والثناء على جهده وقدرته على العطاء وأفصاح مشاعرك نحوه..أنها كلمات تندرج تحت الكلمة الطيبة تضم تحت جناحيها مايسمى بالمدح أو المديح..والمدح لايأتي لحاجة في نفس المادح ولا تفريط في صفات الممدوح وإلا أصبح المدح تملقاً مذموماً..أو مجاملة فجة..إنما أدعوا إلـى ذكر ماهو ظاهر للعيان أوما تشعر به نحوه وما تلمس بصدق في ذلك الإنسان. ولكن يتبادر إلـى الذهن: لماذا يستنكر البعض المدح والثناء على حسنات الإنسان مسؤولآ كان أو قريبآ أو صديقآ طالما يستحقها وتثير في نفسه الغبطة والبهجة والسعادة وتحببه في شخصي؟ ومن منا لايحب الثناء أو الأطراء؟ من منا لايحب أن يُثاب ويثني على جهوده بالكلمة الحلوة الرقيقة التي تضفي على سمعه عذوبة وفرحة بعد جدب وحزن في معترك هذه الحياة الصعبة. أن للكلمة الطيبة تأثير السحر على النفوس بل أشد تأثيراً من أغلى الهدايا ثمناً..وكثيرون يتساءلون دائماً: لماذا نجنح دائماً إلـى ظلم إنفسنا ومن هم حولنا ونحب كلمات التقريع نحسبها نصحاً ونكيل اللوم والتأنيب بحجة التوجيه والنقد والإرشاد ولمن هم أقرب الناس إلينا وكثيراً ماتؤتي بعكس مانرجوه من ذلك الفرد؟ في حين أن كلمات التشجيع والاطراء تحيل النفوس البائسة إلـى جمر متأجج يشتعل حركة وحيوية ونشاطاً ويؤتي ثمارة عملاً مخلصاً بناء ومفيداً. ونعم للنصيحة أنها محمودة في الله..والدين النصيحة فلماذا لاننصح بصدق ونلتقي بصدق في حب الله سبحانه وتعالى؟. ولماذا يكون النقد والبحث عن مساوئ الآخرين أيسر من ذكر مناقبهم ومآثرهم؟ ولماذا نخاف الحب ونخشى الصدق والجمال والمدح والثناء..أتدرون لماذا؟ أنه الإحباط المبكر للهمم والخوف المدمر للذمم وعدم الثقة بالنفس وعجز كامن في دواخلنا نصدره من ذاتنا ينعكس سلباً على المتلقين. وقد قيل أن الذهب والألماس لايغيرهما مدح أومجاملة ونقول: برغم أن الذهب والألماس أحجار لاتسري بها حرارة الاحساس لكنها تشتهي الصقل من الشوائب لتعود صقيلة..لامعة..براقة فذاك مدحها.. كما أننا نتعامل مع بشر ذوي أحاسيس ومشاعر مرهفة. يقول: (ديل كارنيجي) مؤلف كتاب: كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس (أن الفرق بين التقدير والتملق هو أن التقدير نقي خالص يصدر من القلب وإلـى القلب.. أما التملق فهو مغشوش صادر عن اللسان وهو المديح الرخيص الذي يتحري صاحبة من ورائه ربح أو مكسب أو منفعة). أعزائي: فلنعط الشمس حرية الضياء لينشر القمر ظله على صفحات الأغدر ومسطحات البحار ويغزل الربيع ذوب فؤاده على البسيطة فيكتسي الثرى ثوباً موشى بالخزامى والتنوير ويفوح عطره همساً لزهرة الأقحوان بالشوق والولة والحنين. مدواً الأيادي للسلام والمصافحة..وافتحوا القلوب للمصالحة..لم يعد هناك إلا أنفاسآ متقطعة..متعبة..لاهثة.. تأتي وتغدو وربما تسقط مجهده فلا تعود إلينا مرة اخرى. عزيزي عزيزتي: قولوا لمن تحبون: أن أحبك في الله..فلنحب الكون كلمه في الله.. أنثروا الحب على ضفاف الانهار وشواطئ البحار وفي هجير الصحراء فتعود خضراء بلون قلوبكم الطيبة..العامرة بالحب والصدق والوفاء فلنحاول اعزائي أن نعدد الصفات الطيبة في كل إنسان نلقاه بصدق وننسى التملق..أمنحوا تقديركم المخلص المنزه له..كونوا مبذرين في مديحكم لمن يستحق..مسرفين في تقديركم لمن هو آهل له..يدخر الناس كلماتكم ويذكرونها وربما تؤثر في نفوسهم إيجاباً سنوات طوالاً حتى بعد أن تنساها أنت. تعالوا أيها الأحبة فلنتمرد على ذلك الجمود في دواخلنا ونعلن الحب على الجميع ونذيب بالحب القلوب والأرواح المليئة بالإغتراب..نصهر بدفء اللقاء جليد التجمد عن المشاعر المرهفة والحساسة. تعالوا نطلق تلك الضحكات البريئة من ثغر الطفولة الجميلة التي تسكننا ونعطر الأجواء بنفخ عبير أخاذ. هيا لنجعل الحياة أجمل وأرحب وأعمق بالتسامح والعطاء والعفو والغفران..فنمد اليد لمن جرح ونصافح من جفاء ونعفو عمن غدر...هيا لنعزف على وتر التواصل لحن الحياة. المصدر: مدونة فهد الحربي |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أنثروا, الحب |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|