ما أجمل الوفاء..وما أندر الأوفياء

((ما أجمل الوفاء..وما أندر الأوفياء)) مدت أصابعها لتلمس أصابعه حاولت أن تنهض لتحتضنه لكنها لم تقوى همست اليه قائلة وقد أخذ الجهد منها كل مأخذ: عهد لي عليك أيها الحبيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-28-2024, 09:38 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي ما أجمل الوفاء..وما أندر الأوفياء

((ما أجمل الوفاء..وما أندر الأوفياء))

مدت أصابعها لتلمس أصابعه حاولت أن تنهض لتحتضنه لكنها لم تقوى همست اليه قائلة وقد أخذ الجهد منها كل مأخذ: عهد لي عليك أيها الحبيب أن تذكر حبي ماحييت فالذكرى الطيبة نسمات تهفو اليها الروح..
قال لها وقد أختنق بعبرته: عهد علي ياحبيبتي أن أجعل ذكرك خالدآ لاتمحوه الأيام.
ولأنها تعرف انه لا يكذب فقد آلت على نفسها ان تسمعه آخر كلماتها التي خرجت مع نفثات صدرها المحتضر وإبتسامة رضا قد أكتست ملامحها الجميلة.
ما أروع أن يموت الإنسان وذكره خالد على مر الزمان وقد التزم الرجل بالعهد الذي قطعه على نفسه فجسد الوفاء في أثرصار بحق أعجوبة الدنيا
من هي تلك المرأة ومن هو حبيبها.؟ ما رأيكم أن نعود للوراء..
رغم أنها لم تكن قد تجاوزت ال(17) بعد الا أنها كانت مطمع الشباب وحلم العشاق
كان الجميع يريد الإستئثار بها لجمالها وحلاوة لسانها على أن قلبها لم يكن يتجه لغير (شاهجهان) اكبر أبناء سلطان المغول المسلمين في (أكرا) عاصمة الهند آنذاك.
كان الفتى الذي يكبرها بعدة أعوام غارقآ الى أذنيه في الحروب ضد الوثنيين وكانت هي تنتظر في لهفه عودته وزادها شغفآ به وإعجابآ بشجاعته أخبار الإنتصارات في المعارك التي كانت تصل الى القصر وقد حاولت (نورجيهان) زوجة السلطان القضاء على هذا الحب لأنها تعلم أن السلطان قد قرر أن تكون ولاية العهد لأول من ينجب ولدآ من أبنائه حتى يضمن استمرار السلطنة في ذريته فخشيت لوتزوج (شاهجهان) ب(أرجمند) ان ينجب ولدآ قبل أن تنجب ابنتها زوجة شهريار ودفها حقدها الأسود لأن تغري أخاها رئيس التشريفات ليدفع ببعض المرتشين لقتل الفتى اذا لم يقض عليه في المعركة.
وقد حاول والد (أرجمند) إقناع إبنته بعدم قبول الزواج ب(شاهجهان) حتى لاتتعرض لإنتقام عمتها لكن الفتاة العاشقة أبت أن تتخلى عن حبيبها..وتزوج (شاهجهان) من (أرجمند) وسماها (ممتاز محل) وقد كانت نعم الزوجة فقد وقفت معه في كل الأحوال من الظروف وأجتهدت في إبراز محاسن حكم زوجها بعد إنتقال ولاية العهد اليه للشعب الذي كان يحب (شاهجهان) ويعتبره أعدل الحاكمين..لكن (نورجيهان) حاولت ان تنتقم من المرأة التي رفضت الإنصياع لرغباتها وابعدت ولاية العهد عن (شهريار) زوج ابنتها فأقنعت زوجها السلطان بتكليف ولده (شاهجهان) بالمضي الى قندهار لمطاردة الأعداء وذهب (شاهجهان) واستدعت (نورجهان) (ممتاز محل) الى العاصمة بحجة رؤية والدها الذي أصيب في احد المعارك وذهبت (ممتاز) الى القصر لتسأل عن أبيها دون أن تعلم انها انجرت الى الفخ الذي نصبته لها السلطانة حيث اتهمتها بعلاقة اثيمة مع شقيق زوجها (شهريار) وأشهدت عليها بعض الحراس ووصلت الإشاعة الى اسماع زوجها فقرر الإنتقام من زوجته.
عرف والد (ممتاز محل) بالمؤامرة فذهب الى (شاهجهان) واطلعه على الخطة المدبرة ضده وضد زوجته المخلصة..ادرك (شاهجهان) أبعاد المؤامرة فتوقف عن السير بقواته وعاد الى مقره ولما كانت أمور السلطنة تزداد سوء بسبب تدخل السلطانة الحاقده فقد قرر (شاهجهان) الخروج على أبيه وبعد حروب كثيرة تربع (شاهجهان) على عرش السلطان ومعه زوجته السلطانة (ممتاز محل).
وذات يوم أحست الزوجة المحبوبة بآلآم الوضع غير العادية فأسرعت تستعجل زوجها ليعود وجاء السلطان بأسرع مايكون جلس الى جانبها يهدىء من روعها ويخفف عنها.
قالت له وقد أرتسمت ابتسامة منهكه على شفتيها:
لم يعد لي أمل ياحبيبي..نسمات الحياة تخفت في صدري وأشعر بدنو أجلي قال (شاهجهان) باكيآ : كيف أحيا من بعدك يا كل نبض الحياة؟
أجابته في ضعف: الخلود حياة..أنا حية ما خلدت ذكري.
قال وهو يشجعها : سيظل إسمك خالدآ مدى الدهر يا ممتاز.
وقد كان فعلآ فتاج محل الذي يعد أكمل وأجمل بناء قائم على وجه الأرض أو أعجوبة الدنيا هو الصرح الذي بناه الزوج الوفي ليخلد ذكرى الزوجة التي أحبها من أعماق القلب.
ما أجمل الوفاء لكن ما أندر الأوفياء .


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com