|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ثقافة الحرب لاتصنع السلام
((ثقافة الحرب لاتصنع السلام)) منذ قابيل وهابيل..منذ جريمة القتل الأولى لم يتوقف الإنسان عن إشاعة الدمار والقتل سواء للطبيعة والحيوان والإنسان..وعلى مسار تلك المرحلة من تاريخ البشرية نمت وتعددت آلة الحرب..نمت كما نما الإنسان من البدائي إلـى المتحضر في هذا العصر الحديث. فمنذ جريمة القتل الأولى التي يمكن أن نقول عنها الحرب الأولى أو اقصر حرب في التاريخ بين (قابيل وهابيل) وانتهت بموت قابيل والتي من شبه المؤكد كان السلاح فيها بدائيآ جداً ويمكن إن يكون بالحصاة أو اليد..لكن مع مرور الأزمنة أصبحت الحرب جزءآ من ثقافة الشعوب وآلة القتل والدمار وأصبحت مثار فخر وإعجاب بالنسبة لبعض الحكومات والشعوب..فيما الأجدر أن تكون مثار عار وخزي للإنسان الذي لم يستطع حتى اليوم أن ينتقل من ثقافة القتل والحرب إلى ثقافة جديدة حيث ما أحوجنا حاليآ كما يقول الكاتب الروسي (الكسندر سولجنتسين) إلـى (بلورة مفهوم ثقافي لإدارة العالم) على إعتبار أن البشرية تعاني التيه والإرتهان فضلآ عن الإستلاب السيكولوجي والتاريخي..ويتساءل الكاتب: أي ثقافة تلك التي تحملها الذئاب على ظهورها؟ ونحن فعلآ في حاجة إلـى ثقافة بديلة عن هذه الثقافة التي يتم فيها التحدث عن السلام وفي الوقت نفسه يُقتل بشر بعدد حروف الكلمة في الثانية والوقت الذي يخرج لنا من يقود العالم في ظل المشهد الأوحد للقوة ليعلموا العالم معنى السلام . في كتاب (فن الحرب) للصيني اصن تسو يقول: (أن البارع في إستخدام القوة الحربية يخضع قوة الآخر الحربية لكن لا يخوض معركة يستأصل من الوجود مدينة الآخر المسوده ولكنه لايهاجم..يقضي على دولة الآخر لكنه لايطيل أمد القتال..عندما يناضل المرء من أجل كل ماتحت السماء فعليه أن يناله كاملآ). هذا مقطع من أخلاقيات القوة فيه يختصر فن القتال الذي يدار بالحكمة ويوضح أيضاً معنى أن تكون مناضلاً وليس جالبآ لمزيد من الخيبات والخذلان..لكن مع الأسف أن القوة التي أطلقت لنفسها العنان كي تقرر نوع السلام وطبيعة السلام خاصة في منطقتنا (الشرق الأوسط) هاهي تشيع الموت والدمار والخراب والذعر وتثير الحسرة في قلوبنا وعقولنا وتثير الفزع وتحرق الأطفال وتقول لنا السلام . إنها ثقافة حرب وليست ثقافة سلام هذا هو المكرس اليومي من حياتنا من مشاهد غزة في فلسطين إلـى السودان حيث ردة الفعل العنيفة جداً وغير المبررة على الاطلاق..ردة فعل يُستخدم فيها آلة عسكريه مدمرة لكل شيء للإنسان والشجر والحجر والحيوان على السواء. إن الذين يعتقدون بأنهم سوف يكرسون ثقافة السلام في منطقة الشرق الأوسط بالحروب عليهم أن يراجعوا التاريخ جيداً وأن مشاهد الموت في غزة والسودان لن تذهب بنا إلا إلـى مزيد من القتل والخراب كنار مستعرة. المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|