هل هناك حب أول؟

((هل هناك حب أول؟)) يقول البعض أن الحب الأول هو الحب الوحيد الذي لايغيب عن الذاكرة وتظل ذكراه في قلوبنا تطاردنا حتى النفس الأخير وكل ألوان الحب التي نصادقها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-21-2024, 05:37 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي هل هناك حب أول؟

((هل هناك حب أول؟))

يقول البعض أن الحب الأول هو الحب الوحيد الذي لايغيب عن الذاكرة وتظل ذكراه في قلوبنا تطاردنا حتى النفس الأخير وكل ألوان الحب التي نصادقها في حياتنا هي مجرد جمل إعتراضية تشرح هذا الحب وتدل عليه ولكنها لايمكن أن تطمسه أوتلغيه أوتحل محله كما لو كنا مطاردين به كما قال الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.....ما الحب إلا للحبيب الأول.
ولكن البعض الآخر يقول عكس هذا الكلام يقولون : إن القلب يحب مرة واحدة واثتين وثلاثآ وإن الحب الأول الذي يحدث عادة في مقتبل العمر ماهو إلاوهم كبير..أما الحب الحقيقي الذي تثبت أركانه فهو حب الزوج لزوجته وحب الزوجة لزوجها وحبهما معآ لابنائهما.
الأخت (ام سعد) تقول: كنت أشد الناس إقتناعآ في شبابي أن الحب الأول لايموت وأنه يظل معنا حتى آخر العمر حتى خضت التجربة حين وقعت في حب شاب جامعي كان جارآ لنا وكان كل مافيه رائعاً..كلامه..مشيته..تصرفاته لم يكن به عيب شخصي يجعلني أرفضه لو تقدم لخطبتي إلا فقر عائلته وعندما بدأ الخطاب يطرقون الباب لطلب يدي من الأهل كنت أرفض انتظارآ لهذه الخطوة من حبيب القلب ولكنه كان متحفظآ للغاية في مسألة الزواج حتى طلبت منه صراحة أن يتقدم لخطبتي فطلب مني أن أنساه وأوافق على العريس المناسب الذي يتقدم لي وإنه يبارك هذا الزواج مقدمآ لأن من يحب حبآ حقيقيآ يتمنى لحبيبه السعادة والتوفيق وهو لايريد أن يكون أنانيآ فلا يزال أمامه مشوار طويل من العمل حتى يكون مستعدآ للزواج وقادرآ على الوفاء بإلتزاماته المادية فأسرته الفقيرة لاتستطيع مساعدته وإنما هي تنتظر تخرجه حتى يساعدها ماديآ بما يكسبه من عمله وله شقيقات هن أولى بجهده حتى يزوجهن وبعد ذلك يلتفت إلى نفسه..حاولت أن أسهل مهمته وأنني لا أريد سوى شخصه وسوف أساعده بمدخراتي ولكنه رفض وأبتعد تمامآ عن طريقي وبالفعل وافقت على الزواج من رجل فاضل بمعنى الكلمة كان يكبرني بعشر سنوات وكان مهذبآ رقيقآ مجاملآ لايرفض لي طلبآ يصبر على عصبيتي وأنجبت منه ولداً وبنتآ وأقسم لك أنني لم اشاهد حبيب القلب الأول طوال مدة زواجي ولكنه في الوقت نفسه لم يغب عن بالي وكانت كل حكاية حب أسمعها أو أقرأها أو أشاهدها على الشاشة تذكرني به لكنني لم أحاول رؤيته أو الإتصال به حتى عندما علمت من إحدى جاراتنا أنه أصبح طبيبآ مرموقآ وأنه لم يتزوج بعد .
أما قصة الحب الأول في حياة الأخت (نوره) لاتختلف كثيراً عن سابقتها فتقول :
أحببت وأنا في مطلع سنوات المراهقة شابآ كان يسكن بجوارنا كنت أجري إليه بأي حجة لألفت نظرة لي..مرة أسأله عن شقيقته الصغرى ومرة لأخبره أن والدتي ستزورهم ويأتيني رده من موقع الشاب الناضج الذي يعاملني كما يعامل شقيقته الصغرى حتى عندما أصطحبني أنا وشقيقته إلى السوق في يوم من الأيام حلقت بخيالي على أمل أن ألفت نظره إلا أنه لم يوجه لي أي كلمة وأستمرت محاولاتي الصغيرة حتى نقلنا الى مدينة أخرى بسبب عمل والدي وأنتقلنا جميعآ لنعيش معه وظلت صورته في خيالي تغيب وتحضر بلا مناسبة وبعد ربع قرن كامل كنت خلالها قد أنهيت دراستي العليا وتزوجت وأنجبت وأصبحت أحتل وظيفة مرموقة في إحدى الشركات دخل إلى مكتبي رجل وقور أصلع الرأس يتقدمه كرشه الضخم ومعه فتاة شابة أتى بها لكي أتوسط لها في العمل الذي أرأسه وأخذ يعرفها بي إنني كنت جارتهم الصغيرة الشقية في هذه اللحظة فقط وددت لو لم يأتي حتى تظل صورته الساحرة القديمة في خيالي.. أما الآن في هذه اللحظة فقد انتهى الحب القديم بالضربة القاضية وعرفت أنني طوال عمري كنت أستدعي الوهم في خيالي وليس الحب.
تؤيد هذه النتيجة الأخت ( وجدان) فتقول : الحب الأول ليس إلا وهمآ كبيرآ لاوجود له في حياتنا وما يحدث في هذه الفترة الحرجة من حياتنا ليس إلا إعجابآ أو إنبهارآ أو إندفاعآ ثم تتغير هذه العواطف والأحاسيس تمامآ بمجرد النضج والزواج والأستقرار.
علماء النفس يقولون :
إن تجربة الحب الأول في حياة الشاب أو الفتاة غالباً ما تكون مجرد أوهام تغذيها التغيرات الجسمانية والهرمونية التي تطرأ على الشباب في فترات مراهقتهم ولهذا فإن هذا النوع من الحب سرعان مايفشل وهذه النتيجة يجب ألا تفاجئ العاشق الصغير وعلى الوالدين أن يعالجا الأمور بذكاء وحكمة وتعاطف وليس بالأوامر والنواهي حتى لايقابل تدخلهم بعناد أكبر أو على الأقل الإحساس بالذنب.
أما إذا أنتهى هذا الحب بالزواج في سن صغيرة فإن مصيره الفشل أيضاً لأن أحكام المراهق على الأمور غالباً ما تكون غير صائبة وتجربته العاطفية مشوبة بإندفاع طبيعة المرحلة السنية التي يمر بها بكل خصائصها من تهور وغرور ومبالغة ولذلك سرعان مايتحطم على صخرة الواقع ويكتشف هؤلاء المراهقون بعد سنوات طالت أم قصرت بل بعد شهور من الزواج أن نظرتهم للطرف الآخر قد تغيرت وأن طريقتهم في الحكم على الأمور وأسلوبهم في التعامل بدأت تختلف لذلك من الأفضل عدم الإندفاع خلف حب المراهقة وعلى الأهل أن يتدخلوا برفق ليحولوا دون هذه الزيحات حتى لاتنهدم بيوت ويتشرد أطفال هم في الواقع كانوا أبناء لأطفال أيضاً.
وهكذا يمكن ترويض هذه العواطف المبكرة عند الشباب بحيث تصبح قوة إيجابية في حياتهم بدلآ من النزيف الذي تسببه لمشاعرهم خصوصآ في مجتمعنا العربي الذي يملك تراثآ نادرآ من القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية الأصيلة التي تنظم مجرى العواطف البشرية وترسم لها الطريق بعيدآ عن الإنحراف والإندفاع الذي تسببه وتقويه فورة مشاعر المراهقة والتي كثيرآ
ماتخطئ الهدف ولاتحسب حساب النتائج.
على أن يوضع في الإعتبار أن الحب الأول هو تجربة تختلف من إنسان إلى آخر فالبعض قد يراها مجرد عاطفة عارضة لاترتقي إلى مستوى الحب..بينما يرى البعض الآخر أن الحب الأول يحفر في القلب والذاكرة ولاتمحوه الأيام أو الأعوام في الوقت الذي لايعترف فيه فريق ثالث بتقسيم الحب إلى أول وأخير وأن الحب الأول هو الحب الأخير عندما ينتهي بالزواج بعد أن ينضج الشخص عقليآ وجسمانيآ واجتماعيآ وعمليآ تتأكد عواطفه وتستقر وهذا النوع من الحب كفيل بأن يجعل الحياة الزوجية مهما طالت بمثابة سنة أولى حب حيث يستمر توهج العاطفة وتدفق المشاعر.
كيف نتخلص من ذكرياتنا العاطفية ؟
البروفيسور (دانيال واجز) استاذ علم النفس بجامعة ترينتي الامريكية يرى بعد دراسة طويلة له أن الأسرار العاطفية عمومآ وذكريات الحب الأول بوجه خاص قد لاتكون دائمآ مبعث سعادة وبهجة بل قد تمثل مصدر للألم وتأنيب الضمير وفي دراسة شملت نحو 132 عينة من الرجال والنساء ما بين سن 22 سنة حتى 92 سنة من العمر طلب الباحث من أفراد العينة أن يركزوا على خمسة من تجارب الحب السابقة في حياة كل منهم ثم يدونون ملاحظاتهم على أكثر تلك التجارب تأثيرآ في نفوسهم والتي لاتزال ذكرياتها ماثلة في أذهانهم بقوة إلى الآن وقد تبين من مراجعة الإجابات أن الذكرى الأقوى كانت لقصص الحب التي كانت من طرف واحد ولم يفصح عنها أصحابها لأحد بل ظلت حبيسة لصدورهم ورغم أن معظم أفراد العينة يستمتعون في الوقت الراهن بحياة عاطفية طيبة ومستقرة ولايبدون أي نوع من الندم على حب قديم ضائع إلا أنهم لايستطيعون مقاومة إلحاح هذه الذكريات .
يرجع الباحث السبب في ذلك إلى عنصر الخصوصية الشديدة التي تمثلها هذه الذكريات والتي تكسبها على مر الزمن قوة وبقاء .
ثم يفسر البروفيسور (دانيال واجز) الأمر بأن عقل الإنسان يميل إلى التركيز على الأشياء التي يحاول نسيانها بمعنى أن رغبة الإنسان في نسيان أسراره العاطفية تجعله أكثر تذكرآ لها
ولذلك ينصح من يتألمون من هذه الذكريات بأن يجربوا البوح بها لشخص يثقون به تمامآ أو حتى لأوراقهم حتى يتخلصوا من عبء تذكرها وهو يرى أن ذلك قد يعزز من الفهم المتبادل بين الإنسان ونفسه وبينه وبين شريك حياته الحالي ولكنه يحذر من إختيار الشخص غير المناسب الذي قد تبوح له بذكريات قد لايكون مؤتمنآ عليها..ثم يؤكد في النهاية أنه في جميع الأحوال فإن جزءاً من ماضي الإنسان العاطفي يظل ملازماً له مدى الحياة وعلى الإنسان أن يتقبل هذا الأمر كواقع ولكن الأفضل أن نحاول الإحتفاظ بالذكريات الجميلة ونطرد الذكريات المؤلمة..


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com