رسالة من أخي أبو مشعل..في عيد الحب

((رسالة من أخي أبو مشعل..في عيد الحب)) في عيد الحب أنبعث الصديق العزيز جداً إلى نفسي من زحام العبير طائر نورس شديد البياض دفاق المحبة يفاجئني بعزفه على

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-14-2017, 10:34 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي رسالة من أخي أبو مشعل..في عيد الحب

((رسالة من أخي أبو مشعل..في عيد الحب))


في عيد الحب أنبعث الصديق العزيز جداً إلى نفسي من زحام العبير طائر نورس شديد البياض دفاق المحبة يفاجئني بعزفه على مزمار أشواقه وقد جفاه الكرى حتى أستبد به النداء على (إمرأة) أضاءت له عنمة الناس فطفق يردد إسمها للطير والمطر وللشفق وللزهور والورود وتحول من نداء إلى حنين ومن عاشق إلى صبابه.
في عيد الحب..يكتب لي بعد هجره الطويل فيجعلني (ساعي بريد) العشق يذكرني باستاذي في الزمن البخيل الراحل الكبير (غازي القصيبي) وقد أنابني من بعده وتوجني لمواصلة ما بدأه ساعي بريد العشق والعشاق.
وها أنا اليوم أفتح الفضاء والبحار والدروب منطلقاً في عيد الحب برسالة عزيزة من صديقي وأخي وحبيبي (أبومشعل).
أسافر نحوك يا صديقي في هذا اليوم على حصان أخضر وأحمل لك حباً بمساحة الشمس لأجيبك عما تسألني عنه؟
أبو مشعل: تسألني في عيد الحب عن الحب ولماذا لم أكتب عن الحب؟ وأين هي؟ وأين قصائدي وخواطري إليها؟ وماذا حل بأقربائي وأصدقائي؟ وأين أنا من نفسي في هذه الحياة؟ ولماذا أصبح (فهد الحربي) انطوائياً وقد كنت سابقاً مسكوناً بالتواصل؟
وأردّ عليك وأقول لك ياسيدي: قبل أن تسألني عن الحب في هذه الأيام اسألني يا صديقي: هل بقي من نحب؟ لقد أصبح الحب في هذه الأيام كذبة هوائية مثل أرواحنا..أصبح الحب بين البشر مالحاً كأول أيام الأسبوع لقد تبدلت واجهات نوافذنا يا أبومشعل وأقفلت أبواب قلوبنا وأصبحنا كائنات محصنة ضد الحب نسكن عالماً قاسياً لدينا القدرة على الكذب والخداع والمكر في كل وقت وكل حين وبدون سبب.
أما عن قصائدي وخواطري إليها..فقد قررت أن أبقي ذلك الكلام النوراني بيننا خارج لعبة الحبر والورق يكفي أنـها مكتوبة على صفحات أعصابي..أما هي فما زالت وستظل إلى الأبد هي هي أفضل وأحلى وأروع وأكمل النساء في عيني وملكة شعري وأفكاري وأحلامي بالرغم من البعد والفراق وبالرغم من شُح الأمل في أن تكون معي أو أكون معها..لازلت أعشقها حتى الثمالة وأحبها بكل ما في القلب من حس ونبض وشوق..وأتخذ من كفها الطري وسادة لي عند المنام أحنّ إليها دائماً وأبداً وأشعر أني لاوسادة لي في كل الكون إلا هي.
أما أين أنا من هذه الحياة ؟ فأصدقك القول: أني تحولت إلى كائن طقسي أعيش أيام هذا الزمن يفرح ناعس وأتوه كالضائع بين المطارات والفنادق التي أصبح لونـها بلون جلد حقائبي قد
لاتصدق يا أبو مشعل إن قلت لك : أنه يمر عليّ أحياناً أسبوع كامل أشاهد كل يوم فيه إنشقاق الخيط الأبيض عن الأسود من نوافذ الطائرات..فعلاً ويلاً للإنسان عندما تصبح حياته سكة سفر.
أما أقاربي وأصدقائي..فصدقني يا أبو مشعل أن أغلبهم أصبحوا محطة مخيبة للآمال ثمة أقارب وأصدقاء تمنيت لو لم أعرفهم بل ولم يدخلوا داري ولم أدخل وكرهم..غيرأن الحقيقة المرة هي الإعتراف بأن العلة لم تكن في هؤلاء الأقارب والأصدقاء وحدهم بل في (فهد الحربي) نفسه فلقد أقنعت نفسي يوماً بأن (ظل الجبل هو الجبل نفسه) ومن هنا كان الكثير منهم للأسف ظلالاً لأناس حسبتهم رجالاً وجبالاً وأعطيتهم صفات كثيرة كالشهامة والمروءة والوفاء والإخلاص وهم لم يكونوا كذلك أبداً..أبداً.
أما لماذا أصبحت انطوائياً بعد أن كنت مسكوناً بالتواصل؟
فصدقني يا أبو مشعل إن أذهان الناس لم تعد صافية والناس لم يعودوا طيبين بما يكفي والحياة لم تعد بسيطة كما ينبغي بل وأن كثيراً من المعاني الجميلة التي كانت تشع كالنجوم في حياتنا صارت للأسف تثيرإشمئزازنا وحزننا بل وندمنا.
لقد تخللت القيم يا أبو مشعل وتهدمت القناعات ودمرت بالتالي كل شيء جميل..لقد أصبح البشر يفعلون أشياء لا أعتقد أنـهم كانوا يفعلونـها لونظروا للسماء قليلاً .
ومن هنا صرت أخاف الناس في زمان أصبح طعمه ترابياً محضاً فهجرتهم لكني ما زلت أصيلاً وفياً كصورة حلوة لبعض الناس.
هل تعتقد يا أبو مشعل أنني فجأة أكتشفت تفاهة هذا العالم؟
لا أدري؟
سؤال أحمله لك كنعش شاخ لعلك تجيبني ؟
فهل من جواب يا أبو مشعل؟!




رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب, عيد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com