|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحب..هذا الرائع العظيم في حياتنا
((الحب..هذا الرائع العظيم في حياتنا)) من منا لم يعش لحظات الحب ونشوته حتى في زمن الحرب والدمار..هكذا هي سنة الحياة ودولابها الذي يلف بنا عالياً ويخفق الى الاسفل..عجلة تسير بعمل دؤوب وبإستمرار لاتتوقف مطلقا..كل منا يأخذ حظه ونصيبه من هذا الدولاب فمنا من يوفق ومنا من يخفق والعوامل كثيرة تلعب دورها بمجرى حياتنا.. والحب هذه الكلمة السلسة في لفظها..الصعبة في الإبحار بداخلها كل جيل عاشها كيفما شاء..فالجيل الذي سبقنا عاشها تحت البلكونات والنوافذ وبالايماءة والاشارة وكان لساعي البريد دور كبير لاينكر في نقل لهيب الاحاسيس والمشاعر بين الحبيبين.. أما جيلنا الان فقد طور الحب ليدخل عصر وسائل التواصل الاجتماعي وعجلة السرعة حيث يتم الحب عابرآ للقارات وبلمح البصر ينتهي الأمر. عن مفهوم الحب وهيمنته على حواسنا وواقعنا كان لنا هذا البحث لنعايش هذا المجهول الذي نستجيب له دون مقدمات أو مبررات من هو الذي يخفق اليه قلبنا دون النظر الى خلفيات الموضوع انها مسألة محيرة منذ الأزل. وحكايا الحب ووفاء المحبين وجنونهم ايضآ تملأ تاريخنا فتضفي عليه سحراً أخاذاً فهاهو مجنون (ليلى) مضرب الأمثال في الاخلاص الكبير لمحبوبته (ليلى العامرية)..ولايقل عنه شهرة وإرتباطآ بالحبيبة آخرون لايعرفون الا باضافة اسماء من يحبون الى اسمائهم المجردة أمثال (كثير عزة) و(جميل وبثينة) و (عنتر وعبلة) و(قيس بن ذريح) و(ليلى وقيس بن الملوح) وغيرهم الكثير وليس أخرها حكاية العصر التي توجت قصص الحب الاخرى حكاية (اغاخان وحبيبته) التي تذهب الى مصر من كل عام في شهر فبراير لتضع وردة حمراء على قبره في مدينة اسوان جنوب مصر في ذكرى يوم وفاته اخلاصاً منها له لأنه اهداها الوردة الحمراء عندما تعرف عليها قبل ان يتزوجها اما بقية ايام السنة فحارس مقبرة (أغاخان) يضع كل يوم وردة حمراء على قبره بناء على طلب الزوجة الحبيبة..ان قصة (أغاخان) هذه ربما تبدو لنا كأنها اسطورة من قصص الف ليلة وليلة لانألفها الان حيث ان الحب اصبح في مفهومنا الجديد مجرد إعجاب وقضاء وقت الفراغ بالاحاديث البسيطة عبر الجوال كما قال الشاعر الأعمى (بشار بن برد) ياقوم أذني لبعض الحي عاشقة والاذن تعشق قبل العين أحياناً وكثير منا تساءل وأحتار في السؤال ترى ما هو الحب الذي حير الفلاسفة منذ زمن الاغريق الأوائل والرومان والجاهلية والاسلام والعصر الحديث هذا السر الذي تغزل وتغنى به الشعراء وأسر القلوب وأعياها بدائه كما حدث للكاتبة والفيلسوفة الفرنسية (سيمون دو بوفوار) التي ولدت سنة 1908وشاءت الظروف أن تتعرف على حبيبها الأبدي الفيلسوف الوجودي (جان بول سارتر) عام 1929حيث كانت تحضر معه في اختبارات نيل درجة الأستاذية في الفلسفة فجاء هو الأول وهي في المرتبة الثانية فعشقت هذا الرجل وبقيت معه خمسين عامآ تعيش الحب بأحلى وأجمل ايامه وحققت نجاحآ كبيرآعلى المستوى العالمي في مجالي الأدب والفلسفة وحازت على عدة جوائز عالمية منها جائزة كونكور الادبية سنة 1954 فهذه العملاقة قهرها الحب وتساقطت دموعها عندما توفي رفيق دربها في 15ابريل 1980ولم يتم المراد ويتزوجها عاشت من اجله وقدمت رقيها الأدبي ونجاحها قربانآ لحبها الكبير دون مقابل حتى انطفأت شمعتها وتوفيت هي الاخرى بنفس الشهر الذي توفي فيه رفيق دربها ولكن قبله بيوم واحد أي مع فارق السنين في ابريل عام 1986وهي تحلم بخاتم الزواج من (جان بول سارتر) يشع بريقه في اصبعها انها حكاية خيالية معقدة قد لانستطيع ان نعيشها الان ؟ وعن هذا الكائن الذي يعيش في صدورنا دون سابق انذار تقول الدكتوره (سعاد الصباح) بقصيدة (المجنونة) انني مجنونة جدآ. وانتم عقلاء. وانا هاربة من جنة العقل. وانتم حكماء. أشهر الصيف لكم. فأتركوا لي إنقلابات الشتاء. أنا في حالة حب ليس لي منها شفاء. وأنا مقهورة في جسدي. كملايين النساء. وانا مشدودة الاعصاب. لو تنفخ داخل اذني. لتطايرت دخانا في الهواء. انني ضائعة كالسمك الضائع. في عرض البحار. فمتى تنهي حصاري. يا الذي خبأ في معطفه. مفتاح داري. يا الذي يدخل في كل تفاصيل نهاري. يا حبيبي..انني دائخة عشقآ. فلملمني بحق الأنبياء. أنت في القطب الشمالي. وأشواقي بخط الاستواء. يا حبيبي انني ضد الوصايا العشر. والتاريخ من خلفي رمال ودماء انتمائي هو للحب. ومالي لسوا الحب انتماء. أما (فهد الحربي) فيقول: قدم علماء السلوك وعلماء النفس والتحليل الاجتماعي تلالآ من المفاهيم والمعلومات عن الحب ولكن ما يقدمونه عن الحب نفسه قليل وجاف ولا ينتمي الى الحقيقة الرائعة التي يعرفها كل من أحب. القدامى يقولون: الحب أعمى والعقلاء يقولون: الحب أخذ وعطاء والمتقعرون يقولون: لا..الحب ليس مسألة سهلة انه مجموعة متشابكة من الظروف الاقتصادية والفلسفة السياسية..فالحب تاريخ وجغرافيا وصراع طبقي وضغوط نفسية وعاطفية وهو من أعظم الممكنات واكثرها بساطة وسحراً وفي حياة كل منا شيء يستحق الحب..شيء يختلف عن كل الأشياء التي نملكها وقد يكون مانحبه عملآ أو فكرة أو شخصآ أو حلماً يعزعلى التحقيق..وقد يكون ما نحبه إنساناً نتردد في أن نصرح بقصة حبنا له..وفي كل الأحوال الحب يفجر فينا طاقة عظيمة وقوة من أعظم قوى الحياة وهذه القوة تدفعنا لأن نفكر ونختار ونتكلم..والحب أنواع حب الأمومة..حب الطفولة..حب العاطفة..حب الاستطلاع..حب الظهور..حب الحياة وحب الوطن. ولابد لكل حديث عن الحب والجمال والمرأة أن يذكر شاعر المرأة المبدع الراحل (نزار قباني) فمن منا ينسى هذا الشاعر الذي ذاب عشقآ في المرأة رمز الحب والجمال ومن منا ينسى تلك المرثية الرائعة التي خلد فيها زوجته ومعشوقته بنت الأعظمية ببغداد (بلقيس) هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟. فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام كانت مزيجآ رائعآ. بين القطيفة والرخام. كان البنفسج بين عينيها. ينام ولا ينام. وقال فيها ايضآ: بلقيس. تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا. وتجلدني الدقائق والثواني. فلكل دبوس صغير قصة. ولكل عقد من عقودك قصتان حتى ملاقط شعرك الذهبي. تغمرني كعادتها بأمطار الحنان ويعرش الصوت العراقي الجميل على الستائر والمقاعد والأواني. ايضآ لنا وقفة مع الشاعر ذي الإبداع السهل الممتنع الأمير (بدر بن عبد المحسن) الذي يقول: ناي في صوتها ناي. غنى وجرحني الشجن. دقات قلبي وقفت وخطاي. قالت وش الوقت. ناظرت ليل عيونها. وصبح الجبين. ومرت ثواني صمت. وقلت الزمان..انت. وكوني اللي تبين. ان الحب عاطفة جياشة تتخلل الدم والشرايين لتملأ القلب شجنآ وحلمآ واحاسيس فلكل واحد منا هواه وعشقه الذي لاينضب وتبقى كلمة: رغم كل ماقيل وكل ما سيُقال الا اننا في النهاية نقول الحب هو الأوكسجين للحياة وشريانها الحقيقي الذي نحيا ونعيش عليه مهما أختلفت الظروف والآراء لأن الحب قوة خارجية لانستطيع أن نتحكم بها أو حتى نستأصله من حياتنا فهذه قضية لاحكم فيها ولا تراجع لأنها من المسلمات. لذا علينا فقط ان نترفع عن الماديات كي يثبت الحب وتورق اشجاره في أرض ثابته وبجذور راسخة لاتهتز او تنحني للرياح مهما كانت عاتية. المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|