|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نوع من الكُتاب
((نوع من الكُتاب)) هناك الكثيرون ممن لايزالون يكتبون ويصنفون أنفسهم في صفوف كبار الكُتاب والمؤلفين والمبدعين واذا قرأنا لأحدهم نجده لا يتجاوز مستوى كاتب مبتدىء في أحسن حالاته..ذلك لأنه لا يتجاوز الذاتية أو العادية وطريقة الإبداع عنده أوما يظنه إبداعاً ليس الا أفكاراً جوفاء ومستهلكه على ألسنة العامة من الناس ومن البديهي أن الكاتب الذي يجتر ذاته ولايأتينا بالجديد من القضايا العامة والتي تهم المجتمع بطريقة موضوعية في الطرح والتحليل إنما هو من الإسفاف بمكان بحيث لايكلف القارىء المتنور نفسه عناء إستهلاك الوقت في أمور صغيرة كقصة حياته وما يدور بها من أشياء صغيرة وكبيرة ليست بذات أهمية. وهذا النوع من الكتابة يبتعد كل البعد عن الكيف المطلوب من قبل القارىء في مجتمع بحاجة الى كاتب ملتزم يستطيع من خلال فكره ومواقفه طرح قضاياه وتحليلها وتبنيها. إن الكاتب النرجسي يغلب على مواقفه طابع التقلب والتذبذب وسلخ جلده وتغيير لونه كالحرباء ونحن لاننكر أن الإنسان قد يمر في مواقف حياتية متعددة تنعكس على نفسيته لكن الكاتب الملتزم ينبغي أن يتجاوز هذه الطفرات العارضة ولايختل توازنة ويفقد أعصابة ويظهر لنا في كتاباته كبهلوان يروح ويجيء في محور الذاتية الضيقة ويعزف لنا دائماً على وتر واحد متوهماً أنه يملك زمام الموسيقى بجميع أوتارها ونغماتها. إن هذا النوع من الكتاب الذي يظن نفسه عملاقاً هو أسوأ أنواع الكُتاب لأنه بذلك يظن أنه توصل الى معرفة ذاته وبالتالي فانه لايدري ولايدري أنه لايدري. إن الحياة بمشاكلها المتعددة وأحداثها المتتالية هي القضية التي يبرز من خلالها الكاتب ولاضير أن يكتب في أي منها سواء كانت عاطفية أم وطنية أم إجتماعية أم إنسانية.. أما أن يجعل من ذاته محور الحياة فهذا هو شر البليه. لقد أنتهى عصر(نرسيس) وحالة الإعجاب بالذات والعشق الذاتي وبدأنا نعيش عصر الواقعية الملتزمة بقضايا الوجود الإنساني ومصير المجتمعات البشرية..أما النوع الذي يصر على المضي قدماً في دائرة النرجسية فهو ممثل ليس الا..لأننا لانستطيع إكتشاف حقيقته التي لاتهمنا. المصدر: مدونة فهد الحربي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|